عرقلة وصول المساعدات الإنسانية
متابعة ـ الصباح الجديد :
تغيرت حياة الطفل عماد وشقيقته علياء بعد مقتل والدهما بانفجار لغم أرضي في منطقة حيس في محافظة الحديدة غرب اليمن. ونزح الطفلان وهما في السابعة والسادسة من العمر مع والدتهما من منزلهم في قرية الدنين إلى مخيم الوعرة في الخوخة، على بعد 30 كيلومتراً من حيس.
وتقول والدتهما فتحية فرتوت إن «منزل العائلة كان محاطاً بالألغام التي زرعتها ميليشيات جماعة الحوثيين «.
وكشفت فرتوت أن زوجها قتل نتيجة انفجار لغم وهو في طريقه إلى السوق، وقالت لوكالة «فرانس برس»: «قال لنا الحوثيون أخرجوا من المنزل أو سنطلق عليكم الرصاص». وزادت: «قلت لهم إلى أين سنذهب، بعد مقتل معيل الأسرة بانفجار لغم؟».
ولن تتمكن عائلة فرتوت من العودة إلى منزلها حتى لو حاولت ذلك، إذ يشير جمال فرتوت والد فتحية إلى أن الحوثيين «زرعوا الألغام في كل مكان وفجروا الطرق». وتابع: «لا يوجد أي طريق لمنزلنا إلا وزرع بالألغام».
وكما فتحية وأطفالها، نزحت مئات العائلات اليمنية من منازلها نتيجة الأخطار المحيطة بها، وتقيم الآن في «مخيم الوعرة» الذي تموله دولة الإمارات.
ويتراكض عشرات من الأطفال في المخيم إما ليتجولوا أو للعب على الأرجوحة الوحيدة هناك، بينما يجلس طفل على كرسي متحرك ورجله مضمدة بعد انفجار لغم فيه.
وتعتبر المنظمات الدولية زراعة الألغام الأرضية جريمة حرب. وكانت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أعلنت في حزيران الماضي أن الألغام الأرضية في اليمن تسببت «في مقتل مدنيين وتشويههم، وإعاقة حياة آخرين، وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية، ومنع عودة المدنيين الآمنين إلى ديارهم».
وأفادت المنظمة بأن الميليشيات «زرعت مراراً وتكراراً ألغاماً مضادة للأفراد والمركبات، إضافة إلى ألغام مستحدثة يدوياً، أثناء انسحابها من مناطق عدن وتعز ومأرب، وأخيراً على طول الساحل الغربي لليمن».
وحذرت المنظمة من أن الألغام «ستظل تشكل تهديداً للمدنيين بعد فترة طويلة من انتهاء النزاع».
وفي تموز الماضي، أكد «معهد واشنطن» أنه على رغم وجود ألغام أرضية في اليمن منذ عقود بسبب نزاعات مختلفة، لكن الحوثيين يستخدمونها حالياً «بمعدل عال يسبب الذهول».
وأطلقت السعودية التي تتهم إيران بتزويد الحوثيين أسلحة، في حزيران الماضي مشروعاً جديداً لإزالة الألغام في اليمن، لكن المعهد أكد أن «الألغام الأرضية ستظل تشكّل تحدياً هائلاً في فترة ما بعد الحرب».
وأفاد بأن «من الصعب التحقق» من الأعداد الدقيقة للألغام، لكن «مسؤولاً يمنياً يعمل في مجال نزعها، قال إن الحوثيين زرعوا 500 ألف لغم منذ عام 2015». ويقدم الهلال الأحمر الإماراتي مساعدات غذائية إلى مخيم الوعرة مرة كل ثلاثة أسابيع تقريباً، وفقاً لمدير العمليات الإنسانية لدولة الإمارات في اليمن سعيد الكعبي، الذي أكد لـ «فرانس برس» أن كل خيمة تحصل على حصة غذائية تضم الرز والمعكرونة والحبوب والتونة والملح والسكر.