البصرة – سعدي السند:
فنانون تشكيليون عراقيون من داخل العراق وخارجه، توحدوا بمحبتهم للبصرة وأهلها، ومختلفون في طريقة الرسم والتعبير وإيصال المعنى التشكيلي، ومن أجيال فنية متعددة.
تسابق هؤلاء المبدعون في تلبية دعوة نقابة الفنانين العراقيين المركز العام ورسموا ملصقاتهم الوطنية تحت عنوان (البصرة تستغيث)، وجاءت بها نقابتهم الى مدينة البصرة، وعرضتها في قاعة جمعية الفنانين التشكيليين بمقرها في منطقة الشناشيل في البصرة القديمة. أفتتح المعرض نقيب الفنانين العراقيين الدكتور جبار جودي بحضور عدد جميل من مبدعي وطننا الحبيب وبصرتنا الغالية.
رسم هؤلاء الفنانون ملصقاتهم للبصرة للوقوف معها في أيام محنتها مع الماء المالح والملوث، بعد أن زحف المد الملحي من أعماق البحر، ووصل الى بيوت البصريين والى مزارعهم، وقتل المئات من أنواع الماشية، فأوصلوا عبر ملصقاتهم رسالة الى العالم، بأن البصرة قد أتعبها الماء المالح بنحو مفاجئ فتعالت أصوات بنيها، وأصوات العراقيين الطيبين معها للأستماع الى استغاثتها من شدة العطش. وكانت المبادرات الطيبة من أهل العراق الغيارى ومن كل محافظاتنا العزيزة ليخففوا عن البصريين عطشهم وكل مجموعة أو مؤسسة أو وزارة عملت بطريقتها الخاصة لتسعد البصريين بشيء يخفف من أزمتهم، وتسابقت بعض الوزارات لتكون بمستوى مسؤولياتها اتجاه البصرة ولغاية الوصول الى النتائج عبر مواصلة العمل الآن لنصب محطات تحلية في عموم المدينة الغالية وتنفيذ مشاريع مهمة بهذا الأتجاه.
الملصقات الوطنية التي تم عرضها في المعرض ولأكثر من مئة فنان شكّلت حالة من الوفاء للبصرة وأهلها، وعبّرت عن أروع الطرق الفنية في أيصال استغاثة البصرة والتعبير عن تلك الاستغاثة بأساليب فنية متعددة، ويمكننا القول بأن كل ملصق يقول لصاحبه أنا أكثر عشقا منك للبصرة الشماء الغالية، فتنوعت طرق رسم الملصقات لتتوحد في مضمون واحد هو الوفاء للبصرة.
نقيب الفنانين العراقيين الدكتور جبار جودي قال خلال كلمته في افتتاح المعرض: هذا المعرض، جزء يسير من وقفة الفنون مع البصرة الذي أصرت نقابة الفنانين العراقيين على اقامته في حضن البصرة، ووسط لهب عطشها وقيظ عازتها، هذه المدينة الحلم التي ماأنفكت عن توزيع خيراتها لكل اهل العراق تحتاجنا الآن وكل واحد منا في اختصاصه وعمله.
تشكيليو العراق رسموا ملصقاتهم وعرضوها في شارع شناشيل البصرة
التعليقات مغلقة