ما تزال الكثير من النساء بالرغم من ظروف العوز والفقر لا يمتلكن أي مهارة او حرفة او مهنة ممكن لها ان تسهم في إيجاد فرصة عمل تحقق أي مدخول مادي لهن ليس بسبب عجزهن او لأنهن غير راغبات باكتساب أي مهارة وأنما قلة الفرص الممنوحة لهن للتعلم او حتى للاطلاع على ما يمكن ان يساعد في توفير حاجاتهن اليومية.
الاف النساء اللواتي بلا معيل يضطررن الى العيش على الصدقات وما توفره لهن بعض المؤسسات الإنسانية، او يجبرن ان يحرمن ابناءهن من التعليم وزجهم في العمل بأعمار صغيرة لا تتناسب مع قدرتهم على تحمل مشاقهِ . أو في بعض الأحيان يتسولون في الشوارع ليصبح التسول مهارة بالنسبة لهم أسهم فيها المجتمع والدولة في ان تكون مصدر عيش لهؤلاء الأطفال وعائلاتهم.
ولو ان تلك النسوة وجدن منفذاً حقيقياً لجعلهن ينخرطن بسوق العمل او القطاع الخاص، في ظل انعدام الفرص في القطاع الحكومي، لاسيما وان فرص التعيينات تكاد تكون غير موجودة الا لمن امتلك « صك الواسطة «.
طاقات تهدر كان من الممكن الإفادة منها وبالمقابل تحقيق الفائدة لهن من خلال زجهن في المصانع والمعامل، وكل مكان فيه فرصة عمل حقيقية لهن تدفع عنهن شر الفقر والعوز، وتؤهلهن بالشكل الصحيح لبناء اسرة على أسس طبيعية اسوة بالأسر الأخرى.
فلو تم فسح المجال للنساء فاقدات المعيل لوجدن جيشاً يحقق الاكتفاء المحلي من اليد العاملة المحلية، الا انه في بلد تهيمن عليه ثقافة الاستيراد والاستهلاك غير المحلي ستظل تلك الايدي عاطلة وغير مفعلة لحين تحقيق وضع اقتصادي متزن يرفع شعار امام كل مواطن مهارة ….
زينب الحسني
امرأة ومهارة
التعليقات مغلقة