بعضها وعد ببناء كردستان قوية وآخر بالقضاء على البطالة وتوفير فرص العمل
السليمانية – الصباح الجديد – عباس كاريزي:
انطلقت في وقت مبكر من صباح أمس الثلاثاء حملات الدعاية للانتخابات البرلمانية في إقليم كردستان المقررة في 30 من الشهر الجاري، والذي يتنافس فيها أكثر من 773 مرشحا من شتى الأحزاب.
أطلقت الأحزاب والقوى السياسية وكما هي العادة سيلاً من الوعود والشعارات، وقدمت كما من المشاريع والبرامج تعد الى حد ما مثالية، مقارنة مع الواقع الراهن والأزمات التي يعيشها الإقليم، اعتمدت الأحزاب السياسية مرشحين شباب لتعطي بذلك انطباعاً لدى الناخب بأنها تسعى لمعالجة الأخطاء والإخفاقات السابقة وبناء تجربة جديدة والإصلاح ومحاربة الفساد.
الاتحاد الوطني الكردستاني حزب رئيس الجمهورية الراحل جلال طالباني، وبعد ان اعتمد نجله الأصغر قوباد طالباني رئيسا لقائمته، أطلق حملته الانتخابية من قضاء رانية، التي يطلق عليها بوابة الانتفاضة.
وانطلق مهرجان الحملة الانتخابية لقائمة الاتحاد الوطني الكردستاني المرقمة (105)،عصر يوم أمس بحضور قوباد طالباني، رئيس القائمة، الذي قال في كلمة خلال افتتاح المهرجان ان هذه الانتخابات فرصة لتوفير حياة كريمة للمواطنين.
وأضاف طالباني «خطتنا للسنوات الأربع المقبلة تحقيق الاستقرار لإقليم كردستان، وزيادة فرص العمل، وتحسين الخدمات»، مشددا على ان «هذه ليس فقط شعارات وخلال السنوات المنصرمة اثبت لكم اني أفي بوعودي، ولدي تجربة في تنفيذ الوعود».
بدوره اعتمد الحزب الديمقراطي الكردستاني شعار بناء كردستان قوية شعار لحملته في انتخابات برلمان كردستان.
واكد الحزب الذي يحمل الرقم الانتخابي 183 في برنامجه الانتخابي الذي تسلمت الصباح الجديد نسخة منه على تقوية الموقف والتواجد الكردي في بغداد وعلى صعيد المعادلات الاقليمية والدولية، في مؤشر على ابتعاده عن النزعة الانفصالية التي كان يروج لها خلال السنوات السابقة والتزامه بوحدة العراق.
وبينما اعلن تحالف الديمقراطي والعدالة مقاطعته لانتخابات برلمان كردستان، بدأت حركة التغيير حملتها الانتخابية تحت شعار(نحو إقليم عادل وخدوم)، وقال مرشحو التغيير التي تخوض الانتخابات بالقائمة رقم 148 أنهم يشاركون في الحملة بكل قوتهم، مؤكدين على أنهم سيثبتون للجميع أن نتائج انتخابات مجلس النواب العراقي كانت مزورة وأن الأصوات التي حصلت عليها التغيير لم تمثل حجمها الحقيقي.
وبينما امتلأت الشوارع والاماكن العامة في محافظات الاقليم بصور وشعارات الاحزاب والمرشحين، قال عضو مجلس المفوضين جوتيار عادل، ان المفوضية تراقب عبر العديد من الفرق واللجان المختصة بدقة حملات الدعاية للمرشحين، وهي ترصد اية مخالفات للتعليمات والانظمة وستقوم بمعاقبة الاطراف المخالفة وفقا للقوانين المعمول بها.
وكانت مفوضية الانتخابات والاستفتاء قد اعلنت في وقت سابق، بان ثلاثة ملايين و85 الف و461 شخصا يحق لهم التصويت في انتخابات برلمان كردستان، المقرر اجراؤها في الثلاثين من شهر ايلول سبتمبر الجاري.
واضافت، ان مليونين و911 الفاً من المقترعين يشاركون في التصويت العام، في محافظات الاقليم الاربعة (السليمانية، اربيل ، دهوك ، حلبجة) بينما يحق ل 174 الفاً و148 شخصا المشاركة في الاقتراع الخاص وفقا لأحدث احصائية اعلنت عنها المفوضية.
وكانت 37 كيانا وقائمة وثلاثة تحالفات سياسية قد سجلت اسماءها لدى مفوضية الانتخابات في الاقليم للمشاركة في انتخابات برلمان كردستان، المقرر اجراؤها في الثلاثين من ايلول سبتمبر المقبل، بعد انتهاء مدة الدورة الانتخابية الرابعة في نهاية اب المقبل.
الاحزاب السياسية كانت ترغب بتأجيل انتخابات برلمان كردستان لموعد آخر من العام 2019 المقبل، نظرا لوجود ملاحظات جدية لديها على آلية تحديث واعتماد سجلات الناخبين، التي يشوبها كثير من الملاحظات بوجود الاف الاسماء الوهمية والاضافة والوفيات، التي لم يتم حذفها لحد الان والتي تذهب اصواتها لصالح الاحزاب المتنفذة في الاقليم.
بدوره وعلى النقيض من الموقف الاميركي، اعلن الاتحاد الأوروبي عن دعمه لاجراء انتخابات برلمان اقليم كردستان، وذلك خلال لقاء جمع نيجيرفان بارزاني، رئيس حكومة الاقليم بقناصل وممثلي دول الاتحاد الأوروبي في اقليم كردستان.
وجرى خلال اللقاء وفقا لبيان من الموقع الرسمي لحكومة الاقليم تلقت الصباح الجديد نسخة منه، انه تم التباحث حول آخر المستجدات السياسية وأوضاع اقليم كردستان والاستعدادات الجارية لاجراء انتخابات برلمان كردستان، وعبر قناصل وممثلو دول الاتحاد الأوروبي عن ارتياحهم لإجراء الانتخابات في كردستان خلال موعدها المحدد، معبرين عن املهم بأن تجري عملية التصويت بنجاح، مؤكدين دعم الاتحاد الأوروبي للعملية السياسية وللانتخابات وتطوير الحياة الديمقراطية في إقليم كردستان.
هذا وتشارك 29 قائمة وكتلة وحزبا سياسيا وثلاثة تحالفات في الانتخابات التي يتنافس فيها 1500 مرشح على 111 مقعدا هي مجموع مقاعد برلمان الاقليم، خمسة مقاعد منها كوتا للتركمان ومثلها للمسيحيين السريان، ومقعد واحد للأرمن، والبقية توزع على الكيانات السياسية وفقا لاستحقاقاتها الانتخابية.
وتوزع مقاعد برلمان الاقليم على النواب الرجال والنساء بواقع 77 مقعدا للرجال و34 للنساء، وبإمكان الكتل الطعن في نتائج الانتخابات خلال 3 أيام.
وكانت اخر انتخابات قد جرت في الاقليم في عام 2013 قد افرزت فوز الحزب الديمقراطي الكردستاني ب 38 مقعدا تلاه حركة التغيير ب 24 مقعداً ثم الاتحاد الوطني الكردستاني ب 18 مقعدا، ثم الاتحاد الاسلامي ب 10 مقاعد والجماعة الاسلامية ب 6 مقاعد.
ويبلغ عدد سكان اقليم كردستان نحو ستة ملايين من بين 37 مليوناً هو العدد الإجمالي التقريبي لسكان العراق.
وستتوقف الحملات الانتخابية في منتصف ليلة 28 من الشهر الجاري تمهيداً للانتخابات يسبقها صمت انتخابي يستمر 24 ساعة.
ويقع على عاتق برلمان كردستان الجديد انتخاب حكومة جديدة، ستكون امامها تحديات واعباء اقتصادية جسيمة، حيث يشهد الاقليم ازمة مالية واقتصادية وسياسية خانقة ادت الى تراجع مستوى الخدمات وارتفاع مستويات البطالة، والفقر نتيجة لتخفيض اجباري غير قانوني لجأت اليه حكومة الاقليم لمرتبات الموظفين في الاقليم.