جوبه طلبها بالتأجيل بانتقادات ورفض من قبل الحزب الديمقراطي
السليمانية ـ الصباح الجديد ـ عباس كاريزي:
رفض الحزب الديمقراطي الكردستاني مطالبة حركة التغيير احدى أكبر احزاب المعارضة في اقليم كردستان، رسمياً بتأجيل انتخابات برلمان كردستان وعدم اجرائها في موعدها المحدد في الثلاثين من شهر ايلول الجاري.
وقال مصدر قريب من اجتماع عقده امس الاول الثلاثاء وفد رفيع المستوى من الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة نيجيرفان بارزاني زار مقر حركة التغيير بمحافظة السليمانية الثلاثاء بهدف تطبيع العلاقات بين الحزبين التي تدهورت عقب انتخابات مجلس النواب العراقي، والتنسيق بشأن الية المشاركة في الحكومة الجديدة، ان حركة التغيير طالبت بتأجيل انتخابات برلمان كردستان، الامر الذي رفضه الحزب الديمقراطي.
واضاف المصدر للصباح الجديد، ان الاجتماع الذي استمر زهاء ساعتين لم يتوصل الى نتائج ايجابية، نظرا لفشل حركة التغيير باقناع الحزب الديمقراطي بالموافقة على تأجيل الانتخابات، واكتفى الديمقراطي بالموافقة على تأجيل موعد البدء بحملات الدعاية الانتخابية لمدة اسبوع عن موعدها السابق المحدد 3 من ايلول الجاري.
واضاف المصدر، ان حركة التغيير ستتخذ قرارها النهائي في اجتماع المجلس الوطني المرتقب السبت المقبل والذي قد يصل الى حد الاعلان عن مقاطعة الانتخابات على غرار تحالف نحو الديمقراطية والعدالة بزعامة برهم صالح، الذي اعلن مقاطعته لانتخابات برلمان كردستان، نظرا لوجود ملاحظات جدية لديه على سجلات الناخبين، الذي تقول منظمات مختصة بان نسبة التلاعب فيه تمهد لحصول بعض الجهات المتنفذة على قرابة 30 مقعدا في برلمان الاقليم، اذا ما اعتمدت النسخة الاخيرة المعدلة لسجلات ناخبي الاقليم.
بدوره قال عضو المجلس الوطني في حركة التغيير اراس حسن ان الاجتماع كان بداية جيدة بهدف التوصل الى تفاهمات مشتركة حول عدد من القضايا، مشيرا الى ان حركة التغيير طالبت الحزب الديمقراطي بتأييد مقترحها لتأجيل انتخابات برلمان كردستان نظرا لوجود عراقيل ومعوقات كثيرة تعترض اجراء الانتخابات في موعدها المحدد.
واضاف حسن، ان حركة التغيير مدفوعة بعدد من العوامل تدعو الى تأجيل الانتخابات الى موعد لاحق، لافتا الى ان انخفاض نسبة مشاركة المواطنين في انتخابات مجلس النواب العراقي، واحتمال ان تستمر هذه النسبة في التدني ما من شأنه ان يضع مجمل العملية في حكم المجهول، احدى اهم العوامل والعراقيل التي تعترض اجراء الانتخابات، فضلاً عن فشل المفوضية من تنقية وتحديث سجلات الناخبين.
وكان شورش حاجي المتحدث باسم حركة التغيير قد قال خلال مؤتمر صحفي عقده مع رئيس وفد الحزب الديمقراطي نيجيرفان بارزاني، إن الاجتماع بين الوفدين تناول ثلاث نقاط رئيسة، هي العلاقات بين الجانبين، والمباحثات التي يجريها الكرد في بغداد لتشكيل الحكومة الاتحادية، وانتخابات برلمان كردستان.
وأوضح حاجي أن «في ما يتعلق بالعلاقات الثنائية، أكدنا على أن الحزب الديمقراطي الكردستاني وحركة التغيير طرفان رئيسان في إقليم كردستان، ويجب أن تتفق آراؤهما حول المصالح الوطنية والقومية الكردية، وأن يكون بيننا عمل مشترك».
وأضاف حاجي اما في ما يتعلق بانتخابات برلمان كردستان، ان التغيير «أبلغت الحزب الديمقراطي بأن هناك أسباباً تجعل أجواء الانتخابات في إقليم كردستان غير صحية، نظرا لتنامي الاستياء الشعبي، من التزوير والتلاعب الذي رافق انتخابات مجلس النواب العراقي في الاقليم، وتدني نسبة مشاركة المواطنين فيها وتوقع ان تتدنى هذه النسبة بنحو اكثر في الانتخابات المقبلة.
من جانبه أعلن المتحدث باسم الحزب الديمقراطي الكردستاني، محمود محمد ان حزبه مستعد لتعزيز النقاط المشتركة، ومنح المزيد من الوقت لتجاوز نقاط الاختلاف من خلال المزيد من التواصل.
زيارة وفد الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى حركة التغيير، هي الأخيرة ضمن سلسلة زيارات خلال الأيام الأخيرة للأحزاب والقوى الكردستانية، لبحث الأوضاع الراهنة والتوصل إلى مواقف مشتركة في العملية السياسية العراقية.
بدورها وجهت الكاتبة والصحفية الناشطة المدنية نياز عبد الله انتقادات شديدة اللهجة الى حركة التغيير، مبينة ان مطالبتها بتأجيل الانتخابات يعكس فشلها في مواجهة سياسة الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني، ويظهر ابتعادها عن الشعارات والمبادئ التي كانت تطالب بها سابقاً.
واضافت عبد الله في تصريح للصباح الجديد، ان اعلان حركة التغيير رسميا عن سعيها لتأجيل الانتخابات، يكشف عن تماهي بين حركة التغيير واحزاب السلطة في الاقليم، ويشير الى اخفاقها في مواجهة سياسة هذين الحزبين.
واشارت الى ان ترأس حركة التغيير للأحزاب المطالبة بتأجيل الانتخابات في الاقليم ان موقفها المنافي للقيم الديمقراطية يشبه الى حد كبير خيانة تجديد ولاية رئيس الاقليم السابق مسعود بارزاني في 30 من حزيران عام 2013 بعيدا عن القانون والدستور.
وتابعت عبد الله ان هذه الخطة من قبل حركة التغيير عدا عن انها ستضع السلم المجتمعي في الاقليم تحت الخطر، فأنها ستؤدي الى تأجيل الانتخابات الى سنوات لاحقة، وتمنع بذلك التداول السلمي للسلطة.
وكانت مفوضية الانتخابات والاستفتاء في اقليم كردستان، قد قررت في وقت متأخر من مساء امس الاول الثلاثاء تأجيل موعد انطلاق الحملات الدعائية لانتخابات برلمان كردستان من 3 الى 11 من شهر ايلول الجاري.
من جانبه انتقد العضو القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني دلشاد شهاب، الاحزاب التي طالبت بتأجيل انتخابات برلمان كردستان، مضيفا انها متعطشة لبقاء هذه الحكومة التي وصفتها تلك الاحزاب بالفاسدة والدكتاتورية.
وقال شهاب في حوار مع «صوت اميركا» ان الاحزاب التي طالبت بتأجيل انتخابات اقليم كردستان كانت تطالب بحل حكومة الاقليم وتصفها بالفاسدة والدكتاتورية، والان تطالب بتأجيل الانتخابات بأسرع وقت ممكن.
واوضح ان هذه الاحزاب اذا ما اصرت على تأجيل الانتخابات فعليها تقديم مشروع من خلال كتلها في برلمان كردستان لتمديد عمل البرلمان، وحكومة الاقليم.