مجلس الشورى الإيراني يضع روحاني في الخانق ويرفض اجاباته

بعدما استجوبوه بشأن تراجع الريال الذي فقد أكثر من نصف قيمته والاقتصاد
متابعة ـ الصباح الجديد:

أعلن معظم أعضاء مجلس الشورى الإيراني عن عدم اقتناعهم بردود الرئيس حسن روحاني امس الثلاثاء بعدما استجوبوه بشأن الاقتصاد الذي يشهد تراجعا.
وكانت هذه المرة الأولى التي يستدعي المجلس روحاني منذ تولى السلطة قبل خمسة أعوام. وطالب النواب بالحصول على إجابات بشأن البطالة وارتفاع الأسعار وتراجع الريال الذي فقد أكثر من نصف قيمته منذ نيسان.
ولم ترضِ ردوده النواب الذين سحبوا الثقة من وزيري العمل والاقتصاد هذا الشهر.
وخلال عملية تصويت جرت في نهاية الجلسة، أعربوا عن عدم اقتناعهم بأربعة من إجابات روحاني على أسئلتهم الخمسة المرتبطة بالاقتصاد.
وبدا روحاني في موقف صعب إذ أقر بالمشكلات التي يعاني منها المواطنون الإيرانيون لكن من دون الاعتراف بوجود أزمة.
وقال للبرلمان «لا يجب القول إننا نواجه أزمة. لا توجد أزمة. إذا قلنا أن هناك أزمة، فسيتحول الأمر إلى مشكلة بالنسبة للمجتمع ومن ثم إلى تهديد».
وبموجب قواعد البرلمان، ستتم الآن إحالة القضايا التي أعرب النواب عن عدم رضاهم عنها إلى القضاء لينظر فيها.
وكعادته، لم يقدم روحاني مقترحات ملموسة تتعلق بسياسة حكومته، مكتفياً بالتأكيد مراراً على أن الإجابة تكمن في الإظهار للناس بأن المؤسسة الحاكمة متحدة. وقال «قد تتحدثون عن التوظيف والعملات الأجنبية والركود والتهريب ، أعتقد أن المشكلة هي في رؤية الناس للمستقبل».
وأضاف «الناس لا يشعرون بالخوف من الولايات المتحدة، بل هم خائفون من خلافاتنا. إذا رأى الشعب أننا متحدون فسيدرك أن المشكلات ستُحَل».
لكن حكومة روحاني التي اتبعت نهجا «معتدلا» لتحسين العلاقات مع الغرب، أضعفت بشكل كبير جراء قرار واشنطن في أيار الانسحاب من الاتفاق النووي التاريخي الذي أبرم بين طهران والقوى الكبرى وإعادة فرض العقوبات على الجمهورية الإسلامية.
وتخلت معظم الشركات الأجنبية عن المشاريع الاستثمارية في إيران في حين سيتم فرض الدفعة الثانية من العقوبات الأميركية في تشرين الثاني لتستهدف قطاع النفط الذي يعد غاية في الأهمية بالنسبة للبلاد.

*قصر من التمنيات
حاول روحاني رمي المسؤولية على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قائلا «لن نسمح لمجموعة من الأشخاص المعادين لإيران الذين تجمعوا في البيت الأبيض بأن يتآمروا علينا».
لكن معظم الإيرانيين يحملون حكومتهم مسؤولية الفشل في استغلال الاتفاق النووي عندما كانت لديها فرصة للقيام بذلك ويتهمونها برفع منسوب الأمل لدى الشعب من دون تحقيق شيء على أرض الواقع.
وفي هذا السياق، قال مجتبى ذوالنور النائب عن مدينة قم «بنيتم قصراً من التمنيات يدعى خطة العمل الشاملة المشتركة»، وهو الاسم التقني للاتفاق النووي. وأضاف «بركلة واحدة من ترامب، دُمَر هذا القصر ولم يكن لديكم أي بديل له».
ورغم سحب الثقة من اثنين من وزرائه، إلا أن روحاني يحظى بحماية المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي الذي قال مؤخرا إن الإطاحة بالرئيس ستخدم «العدو».
وقد يفسر ذلك الموقف الأكثر تساهلا الذي اتخذه عدة نواب على غرار المحافظ حسين نجفي حسيني الذي أكد «سنقف إلى جانب حكومتنا من أجل حماية المنظومة في الجمهورية الإسلامية».
لكن عند التصويت، كانت الإجابة الوحيدة التي وافق عليها النواب عن العقوبات المرتبطة بالتعاملات المصرفية الدولية والتي اتفقوا على أنها خارج سيطرة حكومته.
وحتى بعد الاتفاق النووي، واصلت المصارف الأجنبية رفضها التعامل مع إيران خشية التورط بمشاكل قانونية ناجمة عن غياب الشفافية في قطاع الجمهورية الإسلامية المالي.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة