مناقشة قضايا العنف ضد المرأة وأسبابه والحلول المتاحة له

في جلسة حوارية عقدتها جمعية الفردوس العراقية في البصرة
البصرة ـ سعدي السند:

تسعى جمعية الفردوس العراقية ومقرها في البصرة أن تكون لها بصمات حقيقية وفاعلة في عموم مدن العراق مع مشاركة متميزة في المؤتمرات والندوات والحلقات النقاشية من خلال توجهاتها الأنسانية النبيلة وبرنامجها الأنساني لتعزيز روح المحبة والأخاء والتعاون المخلص بين الجميع من أجل عراق تكبر فيه روحية الأخوّة وجمال المحبة على طرق الخير والفرح والبناء والعطاء المتواصل .
واكدت رئيسة الجمعية فاطمة البهادلي في حديث لها خصّت به «الصباح الجديد»ان نشاطاتنا متواصلة ومدروسة ومعروفة في مجتمعنا ولنا حضور نفخر به في عموم محافظاتنا العزيزة وحضورنا في أنشطة انسانية داخل العراق وخارجه تخدم بلدنا وتخدم مجتمعنا وأود أن أحدثكم اليوم عن نشاط متميز حققناه قبل أيام حيث عقدت جمعيتنا جمعية الفردوس العراقية جلسة حوارية ناقشت فيها قضايا العنف ضد المرأة وأسبابه والحلول المتاحة له بمشاركة مجموعة من النساء الناشطات والنازحات ومن شتى الديانات والمذاهب وبحضور العميد مدير قسم حماية الاسرة والطفل والعقيد مدير مركز الشرطة المجتمعية في البصرة والشيخ بسيم الادريسي.

ظواهر مرفوضة جدا
وقالت ان الحوار الذي دار في الجلسة وبشكل عام تناول قضايا العنف التي تتعرض لها المرأة والأسباب التي تؤدي إلى هذا العنف ونوقشت عدة مسائل بهذا الصدد ومنها الفهم الخاطئ للدين الأسلامي الحنيف الذي جاء لينقذ المرأة ويحررها من الظلم و الجهل الذي كان سائدا ، حيث يستعمل البعض من الرجال أساليب يتوقع أنها دينية ليمارس العنف ضد المرأة ولايدري أنه بهذا العنف كان يرتكب أكبر الأخطاء التي منعها الدين الحنيف ومنعتها كل الشرائع السماوية ولايدري أنه بهذا العنف قد تعامل مع الأعراف والتقاليد التي سادت وبشكل خاطىء في مجتمعنا انطلاقا من ذكورية المجتمع وقد رفض الأسلام هذه التوجهات الخاطئة بشكل واضح ودقيق وان جميع الأديان السماوية جاءت للقضاء على هذه الظاهرة التي تمثّل انتهاكا صارخا لحقوق المرأة ومظهرا من مظاهر التمييز ضدها.
وأشارت البهادلي الى ان هناك الأسباب التربوية والتي تتمثل في جُملة الموروثات الاجتماعية والعادات والتقاليد التي من شأنها أن تتسبب في خضوع المرأة لجلادها، حيث يجب التحرر من العادات البالية التي تحط من قدر المرأة، وتنقص من أهميتها واحترامها.

انعدام الوعي لدى شريحة كبيرة من النساء بالحقوق الخاصة بهن
وتحدثت ايضا في جانب مهم وهو إنّ المرأة الضعيفة المستسلمة التي تتبنى أفكاراً انهزامية أمام الرجل والمجتمع، وتحتقر ذاتها وتؤمن أن دورها يقتصر على الطاعة فقط من شأنها أن تزيد من جرأة المضطهدين ، وتمنحهم البيئة الخصبة لممارسة العنف، كما أن انعدام الوعي لدى شريحة كبيرة من النساء بالحقوق الخاصة بهن والجهل وعدم الإحاطة بمؤسسات المجتمع التي تضمن لهن الدعم الكامل والمساندة ضد الأشخاص الذين يمارسون معهن العنف من شأنه أن يزيد من حدة المشكلة .
وتناولت الحوارات تعدّد مظاهر العنف ضد المرأة، فلا تشمل الضرب فقط، وإنّما لها أشكالٍ أُخرى من الشتم والذم والقدح، وما إلى ذلك أيضاً من التحقير، والتجاهل، والازدراء، إضافة إلى حرمانها من حقوقها، ومصادرة إرادتها، وكونها كائناً محدود القدرات في التفكير أو العمل، إلى جانب العنف الجنسيّ، مُمثلاً بالاغتصاب أو التحرش.

حديث للعميد مدير قسم حماية الاسرة
وخلال الحوار تطرق مدير حماية الأسرة بأنه برغم وجود حالات عنف إلا أن الإبلاغ عن هذه الحالات لا يتناسب وحجمها بسبب خوف المرأة من الإبلاغ عن العنف الذي تعرضت له ، كما ان العديد من العائلات تمنع النساء من الذهاب إلى المركز المختص لتقديم الشكوى ، وقد اوضح في حديثه ايضا ان بناية المركز غير مكتملة ومهيأة لمثل هذه الشكاوى لعدم وجود غرف خاصة لاستقبال النساء والأستماع لهن وعدم وجود باحثات اجتماعيات كافيات لاستقبال مثل هذه الحالات وافتقار المركز لباحثين اختصاصيين في مجال معالجة العنف في الاقضية والنواحي وعدم وجود فروع لمركز الحماية في مراكز الشرطة في تلك النواحي والاقضية.

توصيات نوعية خرجت بها الجلسة الحوارية
وأكدت رئيسة الجمعية فاطمة البهادلي ان التوصيات التي خرجت بها الجلسة الحوارية تضمنت ضرورة وضع خطة عمل متكاملة لزيادة الأنشطة والحلقات النقاشية والندوات بين النساء وخاصة في المدارس والجامعات والقرى والأرياف على شكل حملات للتوعية حول العنف الأسري المُمارس ضدّ المرأة وكيف ان الأديان السماوية قد حرمته وكيف ان ديننا الحنيف ونبينا الكريم محمد بن عبدالله(ص) قد أوصى بأحاديثه الشريفة بأحترام المرأة واحترام حقوقها ورعايتها ونشر الوعي الكافي لتعريف النساء بحقوقهن عبر تلك الأنشطة، وتكثيف جهود المؤسسات المختصة في الدفاع عن النساء المعنفات،مثل القضاء أي محاكم الأستئناف في عموم العراق وأخذ الإجراءات القانونية المناسبة بحق الأشخاص الذين يمارسون العنف من دون الخوف من الرادع، وفرض القوانين القضائية التي تساعد على إلحاق أقصى العقوبات بهؤلاء الأشخاص، وطباعة بروشور من قبل محاكم الأستئناف يتضمن أرقام هواتف للاتصال والإبلاغ عن حالات العنف الاول يعود لمركز حماية الاسرة والآخر لجمعية الفردوس مع ضرورة تضمين المناهج الدراسية وللمراحل الأبتدائية والثانوية والجامعية بدروس تخص رعاية المرأة وعدم المساس بحقوقها وخطورة العنف ضدها والتوضيح بأن هذه الخطورة تشمل المجتمع بشكل عام وأهمية الوقوف الحازم بوجه هذا العنف واهمية تفعيل القوانين ودعم التشريعات وتجسيدها على أرض الواقع وكذلك التعاون مع جمعيات واتحادات الأدباء والشعراء لأقامة امسيات ومهرجانات شعرية تساند المرأة والوقوف ضد كل انواع العنف الذي يمارس ضدها.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة