فتحت نافذة جديدة للحوار أمام حزبي السلطة
السليمانية ـ الصباح الجديد ـ عباس كاريزي:
في مؤشر على سعيها لفتح صفحة جديدة من العلاقة وتحريك حالة الجمود السياسي الذي يشهده الاقليم بعد الجدل الذي رافق الاعلان عن النتائج الاولية لانتخابات مجلس النواب العراقي، طالبت قوى واحزاب المعارضة في اقليم كردستان بإجراء حوار وطني شامل في الاقليم.
واكد المتحدث باسم تحالف الديمقراطية والعدالة ريبوار كريم ان قوى المعارضة وبعد ان ادركت التحديات والاوضاع الصعبة التي يمر بها المواطنون في اقليم كردستان تطالب بحوار وطني شامل على صعيد الاقليم والعراق ككل في مسعٍ لاحتواء حالة الجمود السياسي التي تمر بها البلاد، فضلاً عن الحاجة الى الاسراع في معالجة المشكلات والمعاناة الشعبية التي تتساوى بين العراقيين اذا كانوا في السليمانية او اربيل او البصرة او بغداد.
واضاف كريم في تصريح للصباح الجديد ان الحوار يجب ان يكون مكتمل الاركان عبر مشاركة جميع القوى الوطنية لايجاد حل لازمات الاقليم والاوضاع الاقتصادية المزرية للمواطنين.
لافتا الى ان المعاناة اصبحت موحدة وهي ذاتها في السليمانية واربيل والبصرة وبغداد، مستدركاً «لكن يجب ان يكون اساس هذا الحوار استحصال الحقوق الاساسية للمواطنين وليس توزيع المناصب بين القوى الفائزة فقط والمحاصصة، ويجب ان يكون هناك رؤية واضحة لإخراج البلاد من دوامة الازمات الموجودة حالياً».
واضاف كريم ان تحالفه واحزاب المعارضة مستمرة وفقا للاسس القانونية في الاعتراض على نتائج الانتخابات والذي يتمثل بالطعن فيها لدى الجهات المعنية وفقا للاسس القانونية والاليات مطالباً المفوضية والمحكمة الاتحادية، بالتجاوب حسب القوانين مع اعتراضاتهم.
وكانت الاحزاب الكردستانية الاربعة (حركة التغيير، الاتحاد الاسلامي، الجماعة الاسلامية، تحالف الديمقراطية والعدالة) المعترضة على نتائج انتخابات مجلس النواب العراقي قد اصدرت بيانا رفضت خلاله مجددا النتائج التي اعلنت عنها المفوضية للعد والفرز اليدوي لانتخابات مجلس النواب، مطالبين بإعادة الاصوات المسروقة الى مستحقيها.
وعلى صعيد اخر اضاف المتحدث باسم تحالف الديمقراطية والعدالة الدكتور ريبوار كريم ان تحالفه قدم ورقة تتضمن اهم المبادئ التي يمكن ان يتحاور في سبيل تحقيقها مع الاطراف السياسية، الكردستانية والعراقية على حد سواء، مؤكدا ان الاجتماعات التي عقدت بين اطراف المعارضة، مهدت لخلق ارضية مشتركة بين الاطراف الاربعة حول كيفية المشاركة في الحكومة الجديدة ببغداد نافيا وجود نية لديها لمقاطعة العملية السياسية في العراق.
وحول المبادئ (التوازن والشراكة والتوافق) التي اعلن عنها الحزب الديمقراطي كشرط لمشاركة الكرد في الحكومة المقبلة ببغداد، اكد كريم ان هذه المبادئ من الضروري توفرها والتمسك بتحقيقها على مستوى الاقليم ايضا، وليس كما هو حاصل الان يطالب بها في بغداد بينما يتم التجاوز عليها في الاقليم.
واكد كريم ان وفدا من احزاب المعارضة سيزور بغداد قريبا، بعد الانتهاء من الاعلان عن النتائج النهائية لانتخابات مجلس النواب العراقي، تسبقه زيارة لرئيس تحالف الديمقراطية والعدالة برهم صالح.
متابعون للشأن السياسي وصفوا البيان الاخير لاحزاب المعارضة في الاقليم بانه اتسم بالهدوء والحكمة وفتح الباب مجددا امام حوار طال انتظاره بين حزبي السلطة واحزاب المعارضة. وبرغم ان طريق بغداد يعد غير معبد بالنسبة لحزبي السلطة في الاقليم، الا انه لا يخلو من المطبات امام احزاب المعارضة التي تسعى للحصول على حصتها من المنصب في الحكومة العراقية المقبلة خارج مظلة حزبي السلطة.
بدوره قال عضو الهيئة القيادية في الاتحاد الإسلامي عثمان كارواني، ان اعتماد احزاب المعارضة مبدأ اجراء حوار وطني في الاقليم نابع من رغبتها في ان لا تغدو استحقاقات ومكاسب شعب كردستان ضحية للصراعات السياسية بين الاحزاب في الاقليم وبغداد، كما ان احزاب المعارضة لا تود ان يطرح الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني انفسهما مجددا على انهم الممثلين الوحيدين لشعب كردستان من اجل الحصول على المناصب والامتيازات.
وكان الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي قد طالبا مرارا احزاب المعارضة بتشكيل جبهة ووفد كردي مشترك من قبل كافة الاحزاب والقوى الكردستانية للذهاب الى بغداد، الا ان احزاب المعارضة كانت ترفض هذا الطرح وتتهم الحزبين بالسرقة والتلاعب بنتائج الانتخابات.
واضاف كارواني نتمنى ان تتمكن من جمع الاطراف كافة على طاولة حوار واحدة من دون احقاد او ضغائن للاتفاق على برنامج والية موحدة والاتفاق مع حزبي السلطة على برنامج وطني موحد للمشاركة في العملية السياسية في العراق تكون اساس لحوار جديد مع بغداد.
واضاف ان شروطنا في هذا المشروع ستكون التمسك بالحقوق الدستورية لشعب كردستان وعدم المساومة عليها لقاء الحصول على مناصب امتيازات لبعض الاحزاب في بغداد.