تقترب المحكمة الاتحادية من المصادقة على نتائج التصويت في العد والفرز اليدوي ويقترب معها الاستحقاق الدستوري بتشكيل الكتلة الاكبر واعلانها واختيار رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ومثلما هو امر معقد ومتشابك في العراق ان يتم اختيار حكومة جديدة بعد كل انتخابات تشريعية تنتظر رئيس الوزراء المقبل مهمة ثقيلة وايام صعبة حيث تشهد البلاد متغيرات سياسية ووعيا متناميا بضرورة التغيير ومغادرة الاطر والاليات السابقة التي كانت تدار بها الدولة حيث تأكد للرأي العام فشل النهج الذي اختطه مجموعة من السياسيين الذين خرجوا من رداء الاحزاب ومنحوا الثقة الكاملة في ظروف استثنائية من دون ان يقدموا لشعبهم ووطنهم الحد الادنى من الحقوق ومهما تمتع رئيس الوزراء المقبل بالمواصفات والسيرة الحسنة فانه سيجد نفسه امام تركة ثقيلة لعل اثقلها هو اعادة الثقة بين الشعب والسلطة واعادة الامل الى ملايين العراقيين بامكانية حصول التغيير في العراق فالممارسات السيئة والانتهاكات العريضة لمبادئ الدستور والقوانين خلال السنوات الماضية اسهمت الى حد بعيد في التشكيك بشرعية الاستحقاقات الدستورية وفي مقدمتها الانتخابات وقد ظهر ذلك جليا واضحا في عزوف الملايين من العراقيين عن المشاركة في الانتخابات الاخيرة كما اسهم التردي الكبير في تقديم الخدمات والاهتمام بالبنى التحتية وفقدان فرص العمل وشيوع المحسوبية والمنسوبية واستئثار الاحزاب وانفرادها بتوزيع المناصب ومنح الامتيازات وسلب الارادات من مؤسسات الدولة في ضياع هيبة الدولة والسخرية من قراراتها وسيجد رئيس الوزراء المقبل نفسه امام تحديات كبيرة يحتاج فيها الى عون الهي والى مساندة ودعم شعبي يعاضد دعم المرجعية الدينية والمجتمع الدولي في اختيار نهج جديد يزيح فيه هيمنة الاحزاب وتحكمها في ادارة الدولة وبالتأكيد لن تكون مثل هذه المهمة سهلة من دون ان تكون شخصية رئيس الوزراء المقبل شخصية مستقلة او في الاقل تؤمن باستقلالية ومهنية مثل هذا المنصب في الدولة العراقية في ظل ظروف حساسة وفي ظل منعطف خطير تتسارع فيه المتغيرات على المستوى الداخلي والخارجي لن يكون فيه الزمن مفتوحا ولربما ستكون الشروط والمواصفات التي اعلنتها المرجعية الدينية في خطبة سابقة من كربلاء هي الفيصل على صحة اختيار رئيس الوزراء الجديد ونجاحه منذ الايام الاولى لتوليه هذا المنصب فما هو منتظر وما هو مطلوب اليوم الحزم والشجاعة والاقدام والمهابة والعمل والتنفيذ فالوقت ينفذ والوعود كثيرة والصدق قليل والشعب يبحث عن منقذ لا عن منظر جديد ..!!
د. علي شمخي
أيام صعبة !
التعليقات مغلقة