لمعالجة الأخطاء التي حصلت قبل 2014
نينوى ـ خدر خلات:
بمشاركة نخب إدارية وأكاديمية وضباط ومسؤولين في شتى القطاعات في محافظة نينوى وعدد من أبناء نينوى ممن يشغلون مناصب إدارية في الحكومة الاتحادية في الوزارات، اقامت جمعية التحرير للتنمية جلسة في مدينة الموصل لمناقشة التحديات التي تقف ضد إعادة الاستقرار الى محافظة نينوى، والخروج بخلاصة من الأفكار والطروحات التي سيتم إيصالها الى الحكومة الاتحادية في بغداد، مع تجنب ومعالجة الأخطاء التي حصلت قبل عام 2014.
وقال عبد العزيز يونس رئيس جمعية التحرير للتنمية في تصريح اعلامي تابعه مراسل “الصباح الجديد” في نينوى ان “الجلسة تطرقت الى موضوع المصادقة على مجموعة مطالب يطالب بها سكان محافظة نينوى من شتى المناطق، وهذه اتت بعد سلسلة من الاجتماعات والطاولات المستديرة واللقاءات والمقابلات والتي من خلالها عرفنا وتعرّفنا على اهم المشكلات والتحديات التي تواجه الناس في المناطق التي تحررت من سيطرة تنظيم داعش الارهابي”.
واضاف “كمنظمة مجتمع مدني نسعى لخلق جسر بين هؤلاء الناس الذين يعتقدون بانه لديهم مشكلات، و بان هنالك حلولا بعينها كفيلة بحل تلك المشكلات، وان هناك اخرين فاعلين اذا كانوا على المستوى المحلي في محافظة نينوى او هم من ممثلي الوزارات في بغداد”.
واشار يونس في تصريحه لمركز نينوى الاعلامي ان “جلسة المصادقة هذه سوف نستخدم مخرجاتها لصالح جلسة مقبلة خلال الاسبوعين القادمين التي من المؤمل ان تعقد في بغداد وسيكون هنالك مؤتمرا موسعا، ومن خلال هذا المؤتمر سنضع بين ايدي المسؤولين والممثلين للوزارات الخدمية والوزارات الاخرى بشتى اصنافها، مجموعة من الاولويات والحاجات ورؤى الحلول للمواطنين في نينوى”.
مبينا ان “هذه الوسيلة نعتمد عليها في جمعية التحرير للتنمية منذ سنوات، بل منذ التأسيس في استخدام الحوار كآلية لحل المشكلات وهي افضل طريق لمعرفة حاجات الاخرين والتدخل لتحسين واقع الاستقرار والسلم المجتمعي في محافظة شهدت للأسف الشديد كوارث نتيجة احتلال هذا التنظيم الارهابي واستمرار هذه الاحتلال لمدة ثلاث سنوات”.
وعدّ يونس ان محافظة نينوى “تعيش مرحلة التعافي والحمدلله، وقد يكون هذا التعافي بطيء، ولكن لتسريع هذه التعافي يجب ان تعمل كل القطاعات الحكومية وغير الحكومية والنخب المجتمعية في اشاعة جو من الامل والتفاؤل، بهدف الوصول الى تغييرات حقيقية نعالج فيها ما جرى من اخطاء قبل 2014”.
وقال واحد من الناشطين الشباب المشاركين في جلسة الحوار ان “احد المحاور كان لبناء السلام والاستقرار في نينوى بعد احداث داعش، والهدف الاساس هو نقل معاناة المواطنين والنازحين الى الجهات الحكومية في نينوى ومن ثم الى الحكومة الاتحادية، لمناقشة كيفية تعزيز السلم المجتمعي من اجل دعم الاستقرار واعادة النازحين لمناطقهم ومنازلهم”.
وشهدت جلسة الحوار استعراض الكثير من التحديات والظواهر السلبية التي قد تعوق الاسراع باعادة الاستقرار في نينوى، ومنها مسألة تشابه الاسماء بين المشتبه بانتمائهم لتنظيم داعش الارهابي واخرين ابرياء لا علاقة لهم بالتنظيم سوى تشابه اسمائهم، مع مناقشة مسالة التجاوزات وكيفية حماية ممتلكات الدولة، والاشارة الى ظاهر سلبية اخرى، فضلا عن الحديث عن مواقف المواطن ازاء الاحداث، والتعاون الشديد مع الاجهزة الامنية على عكس ما كان يحصل قبل عام 2014.
وتشهد مدينة الموصل وبعض مراكز الاقضية والنواحي في محيطها جلسات عمل مكثفة من قبل منظمات دولية بالتنسيق مع منظمات محلية العديد من ورش العمل منذ اكثر من عام، والتي تستقطب قيادات محلية ومسؤولين ورجال دين وناشطين واعلاميين، بهدف تكريس قيم السلام والتسامح بين شتى مكونات اهالي نينوى، والتأكيد على المشتركات بين المكونات كافة فضلا عن التشديد على دعم ركائز السلام وكيفية بنائه وادامة وجوده، باعتبار انه بغياب السلام ستكون جميع القيم الانسانية الاخرى مهددة بالتقويض.