المخرج التونسي نزار كشو يحاور مدارس فنية عدﺓ إﺧﺮﺍجاً وتمثيلا

في مسرحيته الكركارة
سمير خليل
ضمن فعاليات المسرح التونسي حصلت مسرحية “الكركارة”* على جائزة العمل المتكامل في المهرجان الوطني لمسرح الهواة بدورته الرابعة والذي اقامته المندوبية الجهوية للثقافة بالمهدية في وزارة الشؤون الثقافية وهي من اخراج الفنان المسرحي التونسي نزار الكشو وقدمتها جمعية ارتوميموس المسرح بسكرة.
وفي حديث لمخرج مسرحية “الكركارة” الفنان نزار كشو خص به (الصباح الجديد) تحدث عن مسرحيته وفكرتها فقال: “عندﻣﺎ ﺗﻬﺠﺮ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ركح ﺍﻟﺬﻫﻦ ﻭﺗﺒﺤﺮ ﻃﻮﻳﻼ ﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﺗﺮﺳﻮ ﺃﺧﻴﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺿﻔﺎﻑ ﺍﻟﻨﺺ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻤﻜﺚ ﻓﻴﻪ ﻭﻻ ﺗﺴﺘﺮﻳﺢ ﻛﺜﻴﺮﺍ، ﺑﻞ ﺗﻬﺠﺮﻩ ﺃﻳﻀﺎ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻷﺑﺪ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﻨﻔﻰ، ﻗﺪ ﺗﺘﻌﺜﺮ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﺨﻄﺊ ﺣﺘﻔﻬﺎ ﻣﻄﻠﻘﺎ، ﻟﺘﺴﺘﻘﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺸﺒﺔ.
وأضاف: ﺇﻥ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺗﺘﺄﺭﺟﺢ ﺩﻭﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺺ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﻛﺢ، ﻭﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺗﻘﻊ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ. ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ “ﺍﻟﻜﺮﻛﺎﺭﺓ”، ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﻤﺤﺎﻭﺭﺓ ﺍﻷﺿﺪﺍﺩ ﻭﻣﻘﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﺜﻨﺎﺋﻴﺎﺕ، ﻓﻬﻲ ﻭﺟﻬﺎﻥ ﻟﻌﻤﻠﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ، الوجه ﺍﻷﻭﻝ “ﺍﻟﺮﺟﻞ”، ﻭﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ “ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ”، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪة فهي “ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ”.
وتابع: ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ “ﺍﻟﻜﺮﻛﺎﺭﺓ” ﻣﺪ ﻭ ﺟﺰﺭ، ﻛﺮ ﻭ ﻓﺮ، ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﺸﺮ، ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﺮﻭﻕ ﻭﺍﻟﻐﺮﻭﺏ، ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ، ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻭﺍﻟﻌﺪﻡ، ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﻭﺍﻟﻤﻔﻘﻮﺩ، وﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ ﻭﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺩ. ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ “ﺍﻟﻜﺮﻛﺎﺭﺓ” ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺩﺍﺋﻤﺔ ﺑﻴﻦ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺑﻴﻦ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻓﻬﻲ ﺗﻨﺒﺶ ﻇﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺔ، ﻭﺗﺮﺻﺪ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻬﺎ، ﻓﺒﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻴﻦ ﻣﻮﺕ ﺟﺪﻳﺪ، ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺗﻴﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺃﺧﺮﻯ. ﺇﻏﻤﺾ ﻋﻴﻨﻴﻚ، ﻭﺧﺬ ﻧﻔﺴﺎ ﻋﻤﻴﻘﺎ، ﻭﺁﺻﺮﺥ ﻓﻲ ﺻﻤﺖ، ﻭأﺭﺣﻞ ﺑﺨﻴﺎﻟﻚ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻤﻨﺘﻬﻰ، ﺣﺘﻤﺎ ﺳﺘﺮﻯ ﻧﻔﺴﻚ ﻭﺳﺘﺴﻤﻊ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻐﺮﻗﻰ ﻭﻫﻢ ﻳﺴﺘﻴﻘﻀﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﺣﻼﻣﻬﻢ، وﻳﺠﺰﻋﻮﻥ ﻣﻦ ﻛﻮﺍﺑﻴﺴﻬﻢ ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻐﻴﺜﻮﻥ، ﻷﻧﻬﻢ ﻣﺴﺎﻓﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺍﺭﺏ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻧﺤﻮ ﺣﺘﻔﻬﻢ، ﺇﻧﻪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ، ﻓﻲ اﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﺤﻠﻢ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ. نحن ﻧﺤﺘﺎﺝ ﻟﻠﻜﺮﻛﺎﺭﺓ، ﻷﻧﻨﺎ ﻧﻌﺸﻖ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﺍﻟﺒﺤﺎﺭﺓ. يوما ما شتركن ﺍﻟﻜﺮﻛﺎﺭﺓ ﻟﻠﺼﺪأ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻭﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻲء ﺳﺘﺒﻘﻰ ﺗﺸﻖ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﺑﺤﺬﺭ ﻭﺗﺆﺩﺓ بﺭﻏﻢ ﺍﻟﻤﻮﺝ ﺍﻟﻤﺘﻼﻃﻢ وﺍﻹﻋﺼﺎﺭ ﺍﻟﺪﺍﻫﻢ و ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ. ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ “ﺍﻟﻜﺮﻛﺎﺭﺓ”، ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ ﻟﻌﺪﺓ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﻓﻨﻴﺔ، ﺳﻮﺍء ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻹﺧﺮﺍﺝ ﺃم ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ، ﻓﺎﻷﺩﺍء ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺼﺮﺍ ﺃﺳﺎﺳﻴﺎ ﻟﻠﻌﺒﺔ ﺍﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ ﺇﻧﻄﻼﻗﺎ ﺑﺘﻘﻨﻴﺔ ﺍﻹﻧﺘﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻭﺃﺩﻭﺍﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺃﺩﺍﺋﻬﺎ ﻓﻔﻲ ﻓﻀﺎءﺍﺕ ﺍﻟﻠﻌﺐ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻤﺜﻞ حاضرا”.
تحدث كشو أيضا عن المهرجان قائلا: شاركت في المهرجان خمسة عروض إضافة الى مسرحية الكركارة، هي مسرحية “نوة زاد” اخراج حافظ خليفة لجمعية الشباب المسرحي بحمام سوسة، ومسرحية ” غيبوبة” اخراج رشاد الشعيبي للفرقة المسرحية الحبيب الحداد بباجة، ومسرحية “جنات” اخراج الطاهر الرضواني لجمعية ن.ا.س للمسرح بقفصة، ومسرحية “آخر ورقة” اخراج حاتم الحشيشة لجمعية الشيحية للفن المسرحي بصفاقس.
وفي النتائج التي اعلنتها لجنة التحكيم الخاصة بالمهرجان، حصلت مسرحية “الكركارة” على جائزة العمل المتكامل في المهرجان، و جائزة أفضل ممثلة أسندت إلى نورس العبادي عن مسرحية “غيبوبة”، وجائزة أفضل ممثل أسندت إلى فرحات السويسي عن مسرحية “آخر ورقة”، و جائزة أفضل نص مسرحي ذهبت إلى الطاهر رضواني عن مسرحية “جنات”، و جائزة أفضل إخراج كانت من نصيب حافظ خليفة عن مسرحية “نوه زاد”، فيما حجبت جائزة السينوغرافيا الافضل في المهرجان.
تضمن المهرجان حسب كيشو، عرض مسرحية لورشة مسرح الدمى تحت إشراف الفنان منير المخينينى، إضافة إلى عرض مسرحية لورشة فن الممثل تحت إشراف الفنان حسام الغريبي .
وعودة الى مسرحية الكركارة أوضح كيشو ان أول عرض لها امام الجمهور كان في الدورة التاسعة عشر لأيام قرطاج المسرحية العام الماضي: فزنا بهذه المسرحية على جائزة العمل المتكامل في مهرجان اسبوع الإبداع المسرحي العربي بوادي الليل ولاية منوبة في تونس، وجائزة احسن سينوغرافيا في مهرجان محمد عبد العزيز العقربي بدوار هيشر من ولاية منوبة تونس في دورته المغاربية”.
* “الكركارة”، نوع من الشباك…ويقال الصيد بالكركارة ممنوع لأنه يكركر معه كل انواع الاسماك وكل الاحجام، كما يكركر الطحالب والاعشاب البحرية.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة