اتفاق اتحادي على تصدير نفط كركوك عبر أنبوب الإقليم الى ميناء جيهان
السليمانية ـ الصباح الجديد ـ عباس كاريزي:
أكد رئيس حكومة اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني خلال زيارة خاطفة قام بها الى بغداد، ان الكرد ليس لديهم فيتو على اي شخص تناط به مسؤولية تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، معلنا ان جهود انهاء الخلافات العالقة قطعت شوطا كبيرا باتجاه تطبيع الاوضاع وايجاد الحلول المناسبة لحسم الملفات المتبقية.
وقال بارزاني في تصريح صحفي بعد اللقاء، انه بحث مع رئيس الوزراء حيدر العبادي عددا من الملفات المهمة، منها العلاقة بين حكومتي الاقليم والمركز والتأكيد على معالجة الخلافات وفقا للدستور العراقي.
واضاف بارزاني، ان اقليم كردستان ليس لديه فيتو على اي شخص يتولى منصب رئيس الوزراء في الحكومة المقبلة، مضيفاً «المهم بالنسبة لنا هو تشكيل كتلة تكون في مصلحة جميع مكونات العراق ان تهتم بتقييم الخدمات وتحسين الواقع الاقتصادي، وان تعمل على انهاء البطالة وتوفير فرص العمل لشباب العراق»..
وكان رئيس حكومة الاقليم قد قام بزيارة خاطفة الى بغداد امس الاول الاثنين التقى خلالها رئيس الوزراء حيدر العبادي بحث الجانبان خلال اللقاء الية معالجة التحديات التي يواجهها البلد، والمرحلة المقبلة والسير قدما لتشكيل الحكومة المقبلة وفقا لبيان عن رئاسة الوزراء.
واضاف البيان، ان رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي استقبل رئيس حكومة اقليم كردستان نيجرفان بارزاني، وجرى خلال اللقاء مناقشة الاوضاع السياسية العامة في البلاد وبحث عددا من الملفات المشتركة بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان بما يحقق وحدة ومصلحة العراق.
وتابع، كما جرى التأكيد على اهمية التواصل وتبادل الحوار بما يعزز العمل الوطني المشترك، بعد ان تضافرت الجهود في تحقيق النصر على عصابات داعش الارهابية والتعاون بين القوات الامنية بشتى صنوفها والبيشمركة واهمية الحفاظ على هذا التعاون لإبعاد اي خطر عن العراق.
بدوره قال مصدر سياسي مطلع للصباح الجديد، ان زيارة بارزاني تأتي في اطار سعيه لانهاء الاعتراضات التي ابدتها بغداد تجاه العقود النفطية التي وقعها الاقليم مؤخرا مع شركة روس نفط الروسية.
واضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، ان شركة روس نفط التي منحت حكومة الاقليم مبلغ مليار و500 مليون دولار مسبقاً، لقاء استثمارات في قطاع النفط والغاز بالاقليم، طالبت حكومة الاقليم بانهاء خلافاتها في ملف النفط مع بغداد لتدخل عقودها النفطية مع الاقليم حيز التنفيذ، بعد ان كانت بغداد قد ابدت اعتراضات على العقود التي وقعتها الشركة مع حكومة الاقليم، منتصف عام 2017.
واضاف المصدر، ان ملفات اخرى منها ملف الامن والاستقرار في المناطق المتنازع عليها وعودة البيشمركة اليها وتسمية محافظ كردي لمدينة كركوك، كانت ضمن جدول اعمال زيارة بارزاني الى بغداد، فضلاً عن استمرار تدفق مبلغ 337 مليار دينار التي ترسلها الحكومة الاتحادية شهرياً كحصة مرتبات موظفي الاقليم من الموازنة الاتحادية.
واضاف، ان مقترحات بارزاني لقيت تجاوبا مبدئيا من قبل رئيس الوزراء حيدر العبادي في مسعى منه لاشراك الكرد والاسراع بتشكيل الحكومة المقبلة في البلاد.
واوضح المصدر، ان الكرد اقرب من اي وقت مضى الى القوى والاحزاب الشيعية الفائزة في الانتخابات، متوقعا ان تسفر هذه اللقاءات بالتوصل الى تفاهمات مشتركة بين الكرد والشيعة، تفضي الى تشكيل التحالف الاكبر الذي ستناط به تشكيل الحكومة المقبلة في العراق.
وكان السفير العراقي لدى روسيا حيدر منصور قد توقع في احدث تصريح له ان يتوصل المسؤولون الروس الى تفاهم مع الحكومة العراقية حول العقود التي وقعتها الشركة الروسية مع حكومة الاقليم.
واضاف منصور، ان المسؤولين في العراق ونظرائهم الروس سيجتمعون في بغداد قريباً للتوصل الى اتفاق حول العقود التي وقعتها حكومة الاقليم مع شركة روس نفط الروسية، مؤكدا ان العلاقات العراقية الروسية متينة ما من شأنه ان يمهد لانهاء الخلاف حول عقود الشركة للاستثمار في حقول الاقليم النفطية.
بدوره قال المتحدث باسم حكومة الاقليم سفين دزيي في تصريح تابعته الصباح الجديد، ان الزيارة لم تكن مفاجئة وانه من الطبيعي ان يكون لرئيس حكومة الاقليم والحكومة الاتحادية اتصالات وحوار مستمر، خصوصا ان الوضع الذي وصفه بالحساس يتطلب استمرار الحوار والتفاهم والتواصل بين الطرفين لمناقشة التطورات الانية بعد انتهاء الازمة والتوتر الذي كانت تشهده العلاقة بين الجانبين.
وبين دزيي، ان الاتصال كان مستمرا بين الطرفين هاتفيا خلال الفترات السابقة، لمناقشة التوتر الامني الذي شهدته المناطق المتنازع عليها والية توسيع التنسيق الامني والعسكري والاستخباري لمنع ظهور عناصر داعش مجددا، والقضاء على تهديداته.
وحول العلاقة بين الاقليم والمركز اشار دزيي، الى ان وجود العديد من الملفات العالقة لايمكن ايجاد المعالجات المناسبة لها في اجتماع او اثنين، منها ملف النفط، الذي قال ان حكومة الاقليم قدمت مقترحا للحكومة الاتحادية في ملتقى دافوس، لقي تقبلاً من الحكومة الاتحادية، وان الطرفين اتفقا على تصدير نفط محافظة كركوك عبر انبوب نفط الاقليم الى ميناء جيهان التركي، تحت اشراف الحكومة الاتحادية، لكي يكون وارد اضافي للخزينة العامة، مؤكدا ان العراق رحب بهذا المقترح واكد انه سيعمل على تنفيذه.
وعلى صعيد ذي صلة اضاف دزيي ان اقليم كردستان والاطراف السياسية الكردية تسعى لكي يكون لهم مشاركة فاعلة في تشكيل الحكومة المقبلة، كي يتمكنوا من طرح القضايا التي تخص الكرد وايجاد الحلول الملائمة لها في مجلس النواب المقبل، مؤكدا ان معالجة الخلافات العالقة بين الاقليم والمركز باتت ضرورة ملحة يتفهما الطرفان.
واكد دزيي، ان الجانبين بحثا خلال اللقاء بنحو مسهب الظروف التي تمر بها العراق واقليم كردستان والمنطقة والتظاهرات التي شهدتها محافظات الوسط والجنوب، مشيرا الى ان اقليم كردستان يتوقع ان يقوم رئيس الوزراء حيدر العبادي بزيارة اقليم كردستان قريبا، كرئيس لوزراء العراق الاتحادي، الى جانب تمتين العلاقات السياسية بين الاقليم والاحزاب السياسية في العراق.