حاوره سمير خليل
في خضم السبات الاجباري للدراما العراقية، بسبب التقشف المالي واسباب أخرى، غطت اوقات البث التلفازي برامج واسكيتشات كوميدية خفيفة حاول صانعوها ومجسدوها تغطية ولو جزء بسيط من مساحة الدراما المفقودة .
هذه البرامج جذبت اعين المشاهدين الذي وجدوا فيها متنفسا للمتابعة بانتظار اعمال درامية ضخمة تتحف شاشاتنا بموضوعاتها ونجومها.
من هذه الاعمال الخفيفة يبرز مسلسل (زرق ورق ) الذي يخرجه المخرج الشاب اسامة الشرقي ويتواصل عرضه منذ سنوات وخلال شهر رمضان الكريم ، وبجانب نجوم الكوميديين اياد راضي واحسان دعدوش وسعد خليفة وعدي عبد الستار والنجمة آلاء حسين، يقف علي جابر فنانا يمتلك مقومات نجم الكوميديا كونه اكاديميا مثقفا امتلك خبرة من عمله بالمسرح الكوميدي والاحتكاك بنجومه كماجد ياسين وزهير محمد رشيد ونجوم المسرح الكوميديين .
علي جابر كان ضيفته اخيرة (الصباح الجديد) للحديث عن الدراما العراقية وهمومها ،وعن سؤالنا عن واقع الدراما اليوم وهل يمكن ان نقول انها بخير يجيب -“اين الخير بالدراما ؟ وهذا الكم من الخراب بكل شي في البلد ،الدراما هي بنت الواقع ،هي الرفاهيه ،هي الرقي ، هي الثقافه ، اين نحن من كل ما يدور من تطور من حولنا ؟ هناك سلطه تتمنى ان ينصهر كل مشهد ثقافي في بوتقة التخلف والجهل وهو ما يعيش عليه الفاسدون، الدراما بحاجه لاموال وثقافه ومشروع حقيقي للنهوض وعليك ان تسأل ماذا حصل في اموال بغداد عاصمة الثقافه؟
ويجيب على سؤاله
– الكل شارك بالنهب والفساد المثقف وغيرالمثقف ، مع الاسف نحن لانحب بلدنا
.ماتقدموه خلال شهر رمضان ..هل هو بديل الدراما ؟ماذا نسميه؟
– مانقدمه في رمضان من اعمال وسيلة للتواصل مع الجمهور ووضعه في حسابات التنافس لايحقق شيئا مقابل ما يقدم من اخرين ،هو ليس بالطموح ،نحن نعمل للحفاظ على كرامتنا واحترام فننا والابتعاد عن الوقوع باعمال هابطه “. *
برأيك..ماهو السبيل لعودة الدراما العراقية؟
-لكي تعود عجلة الدراما للدوران من جديد فهي بحاجه لجهود حقيقيه ومخلصه ومثقفه مع تخطيط وجهد من قبل الدوله اعتمادا على رقيب ومحاسب ،وباعتقادي نحن بحاجه لاعلان حالة الطوارىء لعودة الدراما العراقية ولك ان تتصور مدى الخراب بالعمل الثقافي والفني للدراما ،نعم الدرما العراقية منكوبه
الانتاج الفني العراقي ؟هل يرقى لنظيره العربي؟ ” استخلص جوابك مما سبق ،هل يمكن ان ننافس ونحن بهذا الواقع المزري؟
-بدأ من الورق المكتوب الى المخرج الى الممثل الى الفني ، اجور مزريه عندما نتحدث عن اعمال رصينه كانت الدوله تقدم الاعمال وترصد لها اموالا كبيره وميزانيات تذهب باتجاه العمل والشاشه ،الفنان كان مرفها لديه كل الامكانات ان يقدم العمل ويتفرغ له لان مستحقاته المالية مجزيه ، لايوجد استسهال هناك جهود كبيرة تتحد لتخرج بعمل قبله وبعده رقيب من صحافه ومسؤول يحاسب على كل صغيرة وكبيرة، غياب الناقد للعمل الفني مشكله كبيره كان الناقد يحلل ويفكك الاعمال وهي لم تكتمل وفي طريقها للعرض، نحن في فراغ كبير من اليات ومهنيات الاعمال الفنيه الرصينه”. لماذا لاتعودون للانتاج العربي المشترك؟تجربة سوريا مثلا؟ ”
– تجربة سوريا خدمت الممثل والفني وجميع العاملين في الاعمال الدرامية التي انتجت هناك ، لا يمكن العوده لها لانها كانت البديل لعاصمتنا الحبيبة بغداد والتي كانت مقطعة الاوصال بسبب الطائفيه والامن المفقود ،ذهبنا هناك لنتواصل وكانت الفضائيات تمتلك كل مايحقق العمل ،بقيت اعمالنا محليه بدون استقطاب عربي “.
– المسرح ..اين هو من اهتماماتك ؟هل تواصل العمل فيه؟ رأيك بما يعرض من مسرحيات شعبية اليوم؟
– ” تحدثت عن المسرح في اكثر من لقاء،المسرح لايستفزني ولا اريد ان افقد حضوري وجمهوري في اعمال لاترتقي لمستوى كلمة مسرح امام غول اسمه التواصل الاجتماعي ،علينا ان نجد اسلحه بامكاننا ان نتغلب بواسطتها وندهش من يأتي للمشاهده في المسرح، المؤلم ان مسرحنا العراقي فقد بريقه حاله حال مسارح البلدان المحيطه بدليل اننا لانشاهد النجوم الكبار في مصر او سوريا يقدمون اعمالا مسرحية ،المسرح والتلفزيون انحسرا امام السوشل ميديا
عمل الفنان كمقدم برامج ..ماذا يضيف له؟
-نحاول خوض هذه التجربه ونامل النجاح ، نحن نعتمد على ان الممثل مما لديه من محبه وحضور وقرب للمشاهد يمكن ان ينجح في تقديم البرامج، بعضنا نجح والاخر فشل ،تقديم البرامج ايضا يتطلب حضورا و تقمص وحدودا للشخصيه بالاضافة للبديهيه وكونترول فعال من خلال برامج مباشره او مسجله “.