عدم الشعور بالأمن وسوء الخدمات وبطء الإعمار والتعويضات المنسية أبرز أسبابها
خدر خلات ـ نينوى:
فيما تتحدث الأرقام عن حجم المعاناة وأعداد النازحين من محافظة نينوى برغم مرور أكثر من عام على تحرير محافظة نينوى، بضمنهم 380 ألف نازح يعيشون لحد الآن في المخيمات، و54 ألف دار سكني مهدم، فإن ناشطين موصليين يشككون بهذه الأرقام، ويكشفون أبرز الأسباب التي تعيق عودة الأهالي والتي تتباين نسبيا بين النازحين من مركز الموصل والنازحين من الاقضية والنواحي والقرى في الأطراف.
وكشفت مفوضية شؤون اللاجئين في العراق عن وجود نحو 100 الف شخص من اهالي الموصل يعيشون في المخيمات رغم مرور عام على تحرير المدينة من الارهاب، وقال مدير مكتب المفوضية في دهوك رشيد حسين “رغم مرور عام على تحرير الموصل وتوقف المعارك فيها فإن أكثر من 100 الف شخص يعيشون في المخيمات حتى اليوم”، مضيفا أن الكثير من هؤلاء النازحين ما زالوا بحاجة إلى دعم المفوضية.
على الصعيد نفسه، وفي نهاية الاسبوع الاول من شهر تموز/ يوليو الجاري أعلنت وزارة الهجرة العراقية عن عودة اكثر من 2250 نازحا الى ديارهم في محافظة نينوى بعد نحو ثلاث سنوات من النزوح.
وقالت وزارة الهجرة في بيان إن مخيمات الجدعة والحاج علي والخازر وحسن شام شهدت في اليومين الماضيين عودة 2259 نازحا إلى مناطقهم المحررة بمحافظة نينوى.
وذكر معاون مدير عام دائرة شؤون الفروع في الوزارة علي عباس جهاكير أن مخيم الحاج علي شهد عودة 550 نازحا إلى مناطقهم في قضاء تلعفر وناحيتي ربيعة وزمار والعياضية والكسك.
وشهدت مخيمات الجدعة عودة 586 نازحا إلى مناطقهم الاصلية في غربي الموصل وشرقيها ومجارين وتل عبطة والمحلبية إضافة إلى أقضية مخمور وتلعفر والبعاج وناحيتي ربيعة وزمار.
وكانت مخيمات الخازر وحسن شام شهدت مؤخرا عودة 1123 نازحا إلى سكناهم الاصلية في مناطق السماح والنهروان والرسالة والقوسيات والكسك والمحلبية وتل الرمان ورجم الحديد فضلا عن قضاء تلعفر وناحيتي زمار والبعاج.
يأتي هذا في الوقت الذي يعاني فيه سكان المدينة من غياب الدعم الدولي الانساني لمساعدتهم من العودة الى منازلهم بعد سنوات من النزوح.
وبحسب المجلس النرويجي للاجئين فان 380 الف شخص ما زالوا نازحين في الموصل وما حولها بعد مرور عام على استعادتها من داعش.
ولفت المجلس في بيانه الى ان 54 الف منزل تعرض للتدمير خلال المعارك بين القوات العراقية ومسلحي تنظيم داعش، مشيرا الى الحاجة لنحو 900 مليون دولار لإصلاح البنية التحتية الأساسية في المدينة التي كان يقطنها اكثر من مليونين قبل الحرب.
وأطلق العراق عملية تحرير الموصل في 17 من تشرين الاول اكتوبر عام 2016 بمشاركة 100 الف مقاتل من القوات العراقية والبيشمركة وبدعم من التحالف الدولي.
وفي 10 من تموز يوليو 2017 أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تحرير كامل المدينة التي اعلن فيها تنظيم داعش خلافته الاسلامية عام 2014.
من جانبه، قال الناشط المدني والحقوقي الموصلي لقمان عمر الطائي في حديث الى “الصباح الجديد” ان “هذه الارقام قد تكون قريبة من الواقع الفعلي، لكن لا يمكن الركون اليها بالكامل”.
واضاف “هنالك الالاف من اهالي الموصل الذين يعيشون في دول مجاورة مثل تركيا، وهنالك عشرات الالاف ممن فضل الهجرة والتوجه الى اوربا وخاصة من ابناء الاقليات في نينوى من المسيحيين والايزيديين”.
ولفت الطائي الى ان “الاسباب التي تعيق عودة النازحين الى مناطقهم تختلف من منطقة لاخرى، ففي اطراف نينوى، وخاصة قضاء سنجار، فان الوضع الامني ياتي في مقدمة الاسباب، حيث ان عدة قوى مسلحة تتواجد على الارض، وهنالك تهديدات تركية مستمرة باستهداف مواقع فيها تابعة لحزب العمال الكردستاني، اضافة الى انعدام الثقة بين المكونات بعد ما اصاب الايزيديين من كارثة وحشية، اما في تلعفر فان الامر يختلف نسبيا وهو افضل من وضع سنجار، لكن تبقى المخاوف موجودة لدى الاهالي هناك من وقوع اعمال انتقامية فردية ضد هذا او ذاك”.
ونوه الطائي الى ان “المسيحيين في سهل نينوى نزيفهم مستمر، والهجرة لاوربا او غيرها مستمرة ويتناقص عددهم باستمرار”.
وحول عدم عودة النازحين الموصليين، افاد بالقول ان “سوء الخدمات والبطالة المتفشية وبطئ حركة اعادة الاعمال، والتعويضات التي لا يتحدث عنها احد هي ابرز الاسباب التي تعيق عودتهم، والكثير منهم يفضل البقاء بالمخيمات على السكن بالايجار في ضواحي المدينة، بسبب سوء اوضاعهم المالية.