قوة الشخصية.. مفاهيم متعددة وحقائق لا تقبل الجدل

أحلام يوسف
كثيرة هي المفاهيم الخاصة بقوة الشخصية، وهذي المفاهيم تعددت تفاسيرها ومعانيها بالنسبة للأفراد، كل يراها من وجهة نظر معينة وزاوية قد تختلف وقد تلتقي مع زوايا ووجهات نظر لآخرين.
ضمن تلك المفاهيم او الصفات، يجد البعض انها ترتبط بالشجاعة، حيث لا يخاف في الحق لومة لائم، حتى وان كان الأمر يؤدي به الى خسارة عمل، او صفقة، او حتى خسارة صديق.
منهم من يربطها بالصدق والصراحة والذكاء بنحو متساوِ، ويجد ان صاحب الشخصية القوية، يعرف كيف يخاطب الاخرين بصراحة وصدق من دون ان يجرحهم، ويعرف كيف يتفادى أي خلاف ينتج عن صراحته.
الباحثة الاجتماعية مها العبودي ربطت قوة الشخصية بالثقة بالنفس اذ قالت: بداية يجب ان ندرك ان الحكمة ترتبط بالعديد من الصفات الإيجابية بالنسبة للبشر، ومن أهمها قوة الشخصية، والعكس يفضي الى شخصية ضعيفة غير متوازنة، ومن يتعامل بالحكمة مع المحيط سيعرف كيف يعطي للناس قدرهم الصحيح فيعلي ويحط، كل حسب استحقاقه، ولا تتولد لديه مشاعر غيرة ممن يجدهم أفضل منه، وهنا تكمن قوة الشخصية، ان تعرفي قيمة نفسك وقيمة الاخر، تكوني صريحة مع نفسك بالتقييم.
يقول سومرست موم.. “لعل من عجائب الحياة انك إذا رفضت كل ما هو دون مستوى القمة فانك دائما ما تصل إليها”. ويأتي الفرض هنا لتفاصيل عديدة بالحياة، الأشخاص العمل المواقف.
هناك ضمن المفاهيم الخاطئة لقوة الشخصية من يتصور ان الصوت العالي، وعدم إعطاء الاخر فرصته لإبداء رأيه دليل على قوة الشخصية، تقول العبودي: اصادف العديد من الناس لديهم تصور ان من يتحدث بصوت عال ليبدي رأيه بشأن موضوع ما، ولا يفسح المجال للآخر لمعارضته او حتى ابداء رأيه الموافق له، دليل على قوة الشخصية والثقة، فيما العكس هو الصحيح، فمن يملك قوة شخصية، يعرف كيف يفصح عن رأيه ويثبت عليه ان كان صوابا، حتى وان خالفه كل من المحيطين به، ولديه القدرة على الاستماع بهدوء لكل الآراء ومناقشة كل رأي على حدة، لكن ضعيف الحجة عادة يخاف من العجز عن دحض الآراء المخالفة لذا فهو يجد بالمقاطعة وقطع الطريق على الاخر لإبداء رأيه اسلم له، وهذا لا يعني الا انه ضعيف الشخصية.
يقول مارك توين “افعل الشيء الصحيح فان ذلك سوف يجعل البعض ممتنا بينما يندهش الباقون”. هنا نتوقف عند اهم نقطة ببناء الشخصية القوية، الركون الى الحق والفضيلة، بغض النظر عن الصعوبات التي قد تصادفنا في هذا الطريق، فذلك يعزز بداخلنا الاعتداد بالنفس، واحترامها أكثر فأكثر، وهذا مربط الفرس، الثقة تولد الشجاعة، والشجاعة تنتج عنها احتراما للنفس، وهنا تبدأ الشخصية بالنضج وبالضرورة القوة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة