نداء من الشاعر الكبير عيسى حسن الياسري لسياسيي العراق: إنني أخاطبكم!

عيسى حسن الياسري – الصباح الجديد:

العراق.. مسلة التاريخ.. هذه المسلة الحضارية الهائلة مهددة بالأنهيار والتداعي.

فيا رؤوساء الكتل والأحزاب.. ويا أهلنا المتحدثين باسم محافظانتا المنتفضة… شكلوا وزاراتكم من الكفاءات الوطنية سريعاً. أهدموا قاعدة المحاصصات الطائفية البغيضة… وإلا فإن التاريخ لن يرحمكم.

كلكم على حق.. لكن المرحلة تتطلب منكم أن تكونوا عراقيين فقط.. فلتؤجلوا مطالبكم.. وليكن الحساب بعد التحرير.. كلكم على حق.. أقسم بالعراق المعبود كلكم على حق! لكن العراق الذي يقف على حافة الأنهيار.. العراق يدعوكم أن تؤجلوا كل شيء.. وليكن لكم شعار واحد وهتاف واحد ونشيد واحد هو تحرير العراق من تتار الظلام..

إنهم لن يفرقوا بين دين ودين.. بين مذهب ومذهب.. بين عرق وعرق.. سيهدمون مراقدكم المقدسة جميعاً بلا إستثناء، بلا إستثناء.. سيهدمون كنائس أهلنا المسيحيين.. معابد أهلنا المندائيين.. أهلنا الايزيديين.. الشبك.. مقابر موتانا… سيلغون ذاكرتنا.. سيبيدون العرب والأكراد والتركمان وكل الأقليات.

أنظروا للمهجرين.. أنهم يمثلون كل أهل العراق.. والله لن تبقى.. لا آثار، ولا متاحف للتاريخ، ولا فن تشكيلي… لا آداب، ولا مسرح… لا جداريات نحتية، ولا نصب التحرير… لا موسيقى، ولا غناء… لا شيء، لا شيء، لا شيء يبقى من مسلة الحضارة الهائلة.. شكلوا وزاراتكم بأسرع وقت.. أختاروا الكفاءات المعروفة بعراقيتها الاصيلة.. لتتوحد كل أصواتكم من أجل تحرير العراق.. وإلا فإن أي تأخير في تشكيل الوزارة، والعودة إلى المحاصصات الطائفية سيجعل مصيركم كمصير “دويلات بني عباد وبني الأحمر”. وإذا كانت سفن القشتاليين إنسانية، وحملت عرب الأندلس المتصارعين على السلطة إلى الشاطئ الآخر من مضيق جبل طارق، فإن سفن برابرة الظلام ورصاصهم الذي سيحصدكم جميعاً..

إنظروا إلى رجالكم الذين يقتلون.. إلى نساءكم المسبيات.. أنظروا الأطفال الذين ينتزعون من أحضان أمهاتهم.. ممتلكاتكم المنهوبة .. أرجوكم.. من أقاصي الأرض أخاطبكم.. أنسوا ولو مؤقتا.. أنسوا من أجل العراق.. دياناتكم مذاهبكم أعراقكم.. شيئاً واحداً تذكروه أنكم عراقيون وأن عراقكم مهدد بالضياع.. من أقاصي الأرض أخاطبكم.. فهل من سامع…؟

نداء الى شعب وجيش العراق

يذكر أن الشاعر الكبير عيسى حسن الياسري كان قد وجه نداءاً من على صفحته بالفيس بووك قبل أسبوعين موجهاً للجيش والشعب:

لم ينتصر لمحنتكم أحد
كل من حكموا العراق كانت السلطة كل ما يحلمون به
كانوا عبيدا للاجنبي
وكنتم انتم الضحية والمضحي
العراق يقف على مفترق الطرق
ووحدة الشعب والجيش
ووقوفهم على الحياد من الصراع على الكراسي المنخورة
ضمانة لحماية الوحدة الوطنية
قوى الظلام تنتظر فرصة أن تتناحروا لتنقض عليكم
انهم داخل بغداد
وفي كل شبر من العراق
وينتظرون اشارة التحرك
لتكن حماية وحدة العراق أرضا وشعبا هي قضيتكم المصيرية
وحذار من العودة الى عبادة الفرد
اناشدكم بدم الشهداء والمشردين من ديارهم والمتألمين
ان تكون لكم اغنية واحدة وهتاف واحد هو
العراق ولاشيء سوى العراق.. وحذار ان يوقعوكم في شراك الفتنة
لا احد يستحق تضحيتكم سوى العراق والعراق وحده
أنتم حلم العراق ومستقبله فضموه الى قلوبكم.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة