توقعات بأن يتصدر ملفي النازحين والاقليات جدول أعماله
بغداد ـ نجلاء صلاح الدين
أجمع الفرقاء السياسيون على دعم المؤتمر الذي دعت له فرنسا لمواجهة اخطار تنظيم داعش في العراق، مؤكدين انه جاء بالتزامن مع شعور مجلس الامن الدولي بوجود خطر محدق على المنطقة، فيما لفت مراقبون إلى أن ازمة النازحين والاقليم ستتصدر جدول اعمال المؤتمر.
وقال النائب عن التحالف الوطني عمار الشبلي الى « الصباح الجديد « امس الأحد، ان « الحكومة العراقية تدعم اقامة مؤتمرات دولية لمحاربة التنظيمات الارهابية»، لافتا الى ان «الولايات المتحدة وبلدان الاتحاد الاوربي بداو يشعرون بخطورة الوضع في المنطقة».
واضاف الشبلي أن « الاكتفاء باستنكار الارهاب لا يخدم مصالحنا، انما الحل يأتي بتزويد القوات الامنية بالسلاح والتدريب وفق التقنيات الحديثة»، مطالباً في الوقت ذاته بـ « فرض عقوبات صارمة على الدول التي تدعم الارهاب ومن بينها بعض بلدان الخليج «.
واوضح ان « العالم ينظر الى العراق كموقع جغرافي يعّد نقطة التقاء واستثمار للعديد من الدول ومن بينها الاوروبية «.
وبين الشبلي ان « داعش يتحرك كأنه دولة مستقلة في المناطق التي يسيطر عليها وبالتالي تأتي الضرورة لمعالجة هذه الازمة اجتماعياً بقطع الدعم الذي يمكن ان يحظى به من قبل السكان».
ويتفق النائب عن التحالف الكردستاني بختيار جبار، مع الشبلي في أن «عقد المؤتمرات الدولية التي تعنى بالشأن العراقي ومكافحة الارهاب امر في غاية الاهمية ويأتي بالتزامن مع الاخطار التي تتعرض لها البلدان الاوربية من تنظيم داعش».
وتابع جبار في حديث إلى «الصباح الجديد امس الأحد أن «بلدان الاتحاد الاوربي تنظر الى الوضع في منطقة الشرق الاوسط بقلق بالغ وهي تضغط على دول الجوار لمنع مساعة المتشددين وابعاد العراق عن الصراعات الطائفية».
ويجد جبار أن « الوقت قد حان لقطع جميع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية مع الدول الداعمة للارهاب أو الضغط عليها بشكل كبير حتى تمتنع من مساندة المسلحين «.
وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اعلن الاربعاء الماضي في مقابلة صحفية انه «سيقترح قريبا عقد مؤتمر حول الامن في العراق وحول كيفية مواجهة تنظيم داعش».
وطالب بـ «وضع استراتيجية شاملة ضد داعش الذي بات يشكل كياناً منظماً، ولديه الكثير من مصادر التمويل، وأسلحة متطورة جداً، وتهدد دولاً مثل العراق وسوريا ولبنان».
من جانبها دعت النائبة عن كتلة متحدون ناهدة الديني في تصريح الى « الصباح الجديد «،الى « ايجاد الدعم الدولي اللوجستي والعسكري لمواجهة الإرهاب وداعش من قبل الدول الكبرى لاسيما فرنسا من خلال التجهيز الكامل بالأسلحة لإقامة قواعد عسكرية في بغداد «.
وأضافت الدايني أن «الحرب في العراق تأتي لمواجهة وردع إرهاب دولي، وإذا استمر الوضع على ما هو عليه من الاختلاف والقطيعة بين الطوائف العراقية فأن ذلك يسهل لداعش سيطرته على دول الجوار».
واعربت الدايني عن املها «في أن تتحرك دول المنطقة جميعها ومن ضمنها إيران، إضافة الى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، بتجاه واحد لتقويض نشاط مسلحي داعش».
بدوره ربط حميد فاضل استاذ في العلوم السياسية في جامعة بغداد «عزل الدول المساندة للإرهاب في العراق بصدور قرار دولي بمحاسبة الدول الداعمة والمساندة له».
وعدّ فاضل في حديث إلى «الصباح الجديد» أن «عقد مؤتمر لمواجهة الارهاب في فرنسا دليل واضح على حجم تأييد العملية السياسية في العراق، لكن يجب ان يحصل هناك دعم مؤسساتي داخلي من خلال الجهات الاعلامية والكتل السياسية الاخرى».
ويؤكد استاذ العلوم السياسية أن «الموقف الفرنسي لم يأت من فراغ بل هو نتيجة احساس الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن بخطورة الوضع وما لحقه من زيارات لمسؤولين اوربيين واميركان الى بغداد للتباحث على المستويين الامني والسياسي».
وتوقع ان « تتصدر ازمة النازحين وكيفية تقديم العون لهم والهجمات على الاقليات جدول اعمال المؤتمر المرتقب».
يذكر ان رئيس الجمهورية فؤاد معصوم بحث هاتفياً مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند العمل سوية بين البلدين لعقد مؤتمر دولي حول اوضاع العراق.
وذكر بيان للرئاسة الفرنسية ان «الرئيس معصوم أكد ان بغداد تدعم الاقتراح الفرنسي لعقد مؤتمر دولي حول الامن في العراق».
وقال بيان الرئاسة الفرنسة ان «هولاند اكد اقتراحه بتنظيم مؤتمر دولي حول هذا الموضوع البالغ الاهمية في اقرب الآجال وشكره رئيس جمهورية العراق على ذلك معبرا له عن دعمه».
واوضح البيان ان «فرنسا والعراق ستعملان معا لعقد المؤتمر مع اشراك جميع الفاعلين فيه».
واضاف بيان الرئاسة الفرنسية ان «معصوم وهولاند شددا خلال اتصالهما الهاتفي على الضرورة الماسة لقيام تنسيق فاعل للجهود الدولية الهادفة الى اعادة الامن الى العراق ومكافحة الدولة الاسلامية».