إضاءة في ثقافة التيّار المضاد

ثقافة التنوع في مواجهة ثقافة العنف، ضمن هذا المحور الفكري المهم، استهل مؤتمر اتحاد الأدباء العرب جلسته الأولى، وقدمت بحوث قيمة، ظهر فيها الجهد الفكري، والمعالجات التي انصبت في الوسائل والمحاور الضرورية لمواجهة ثقافة العنف، وقد قدمت تلك البحوث من مصر ولبنان والإمارات والعراق متمثلة بأساتذة أكفاء أسهموا بإضاءة هذا الجانب الفكري، ولست بصدد استعراض تلك البحوث، ولكنني أوردتها من أجل تقديم إسهاماتي الفكرية التي وجدتها ضرورية، وحالة مكملة لمسار تلك البحوث، لأن البحوث أعدت على أساس وضع آلية جديدة، لتحفيز ثقافة التنوع لمواجهة ثقافة العنف، بينما أجد أن هذه الآلية لا تحتاج الى تحفيز، أو إثارة، أو تحريك، كون إنها عملت تلقائياً، من دون الحاجة الى ذلك، من خلال التيار الثقافي المضاد والذي ظهر بظهور موجة العنف التي نشأت في بعض من الدول العربية ومن تلك الدول العراق الذي شهد موجة سافرة وعنيفة من ثقافة العنف، فانبرى أبناؤها المثقفين للمواجهة لكبح جماح تلك الموجة العاتية، وجاءت تلك المواجهة على الصعيدين، النظري والذي سخرت فيه الأقلام، الفكرية، والعلمية، والثقافية، والأدبية، في إقامة حملة كبيرة وشاملة للحيلولة دون جعل ثقافة العنف حالة مؤثرة في سلوك الفرد تحرفه عن الطريق القويم وتجعله ينساق تحت هذا التأثير الى تلك الموجة التي لا تنسجم وطبيعة حياتنا السلمية، قظهرت كتابات كثيرة وكبيرة وزاخرة، تدعو الى تنمية التوعية الحصينة المضادة لتيار ثقافة العنف، وذلك من خلال إبراز ثقافة التنوع والثقافة الناعمة، لمحاربة الثقافة الخشنة الداعية الى القتل والفرقة وتدمير البنى التحتية، حتى غدت ثقافة العنف الأرض التي أعدت من أجل أن تسير فوقها ثقافة التنوع والدعوة الى حياة التسامح والسلم والأمن والآمان، وهي (أي ثقافة العنف) أشبه بمن يمشي على أرض مجمرة، ولكن بمرور الوقت سوف تخمد ألسنة اللهب وتخمد النيران شيئاً فشيء ثم تتلاشى وتندفن تحت ركام الرماد الذي يكسوها فتبرد وتندثر، أم من الناحية التطبيقية قأن هذه الحملة التوعوية شكلت حالة من الحصانة ضد تيار العنف، أو ثقافة، وبهذا نكتشف أن آلية المواجهة عملت تلقائياً بقضل وعي المثقف ودوره.
يوسف عبود جويعد

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة