انطونيو ماشادو
ترجمة: حسين نهابة
رأيتكَ في الحديقة الرمادية التي
يؤمّها الشعراء للبكاء،
تائهاً مثل ظل نبيل
ملفوفاً بسترتك الطويلة.
وبإرادة الصابرين، كنتَ تُهيء نفسك
منذ سنوات لحفلة في قاعة الانتظار،
ما اجمل ما تحتفظ به
عظامك الشعائرية المسكينة!
رأيتكَ أنا، شارد الذهن تلهث
بأنفاسٍ تضوع منها رائحة التراب.
اليوم تُسقط الريح، في هذا المساء الفاتر
الأوراق المُخضّلة الكئيبة
لشجرة الكالبتوس الخضراء
والأوراق الطرية العطرة.
ورأيتكَ تحمل يدك المُتيبسة
على الدرة التي تسطع على ربطة عنقك.
* شاعر الاسباني وُلد في إشبيليا عام 1875 وتُوفي في فرنسا عام 1939