من خلال مشروعها الصغير
بغداد – الصباح الجديد:
تنحني كل الهامات أمام العراقية الصابرة التي اخذت دور الام والأب في آن واحد اجبرتها الظروف وقسوتها على تحدي الحياة وما كان منها الا ان تنتفض وتواجه الواقع المرير، حكايات عديد ة لها بداية وليس لها نهاية ل» ام محمد « انموذج المرأة المثابرة التي لا تنحني الا في صلاتها.
حكاية جمعت بين القوة والتحدي والذوق والرقي في اعداد الطعام من خلال مشروع صغير اعانت به عائلتها وعائلات العاملات لديها.
تجهيزات بيتي عبارة عن مشروع جميل في بيت صغير يتضمن اعداد الطعام وتجهيز جميع المناسبات والحفلات وابرز الاكلات التي يعدها « بيتي « تمن ومرق والبرياني و الدولمة والقوزي والكبة ،إضافة الى الفطائر والمقبلات وكل العاملات هنا هن نسوة مكافحات من اجل لقمة العيش .
صاحبة المشروع السيدة هدى عدنان زوين الطائي المعروفة بـ « الحاجة ام محمد « وهي من أهالي بغداد متزوجة ولديها خمسة أولاد اثنان ذكور وثلاث اناث فقدت زوجها عام 2005 ، نتيجة الإرهاب آنذاك .
حدثتنا السيدة هدى الطائي عن حكايتها ورحلتها في سبيل توفير لقمة العيش والحياة الكريمة لها ولعائلتها بعد ان فقدت زوجها وزادت معاناتها وبدأت الاحتياجات تزداد خصوصاً ان الأولاد طلاب في مراحل مختلفة .
وعن بدايتها في العمل قالت الحاجة « ام محمد «: عملت في بداية الامر في دار المسنين في مدينة الكاظمية المقدسة لسماحة السيد حسين الصدر وكنت وقتها اول طباخة تعمل في الدار.
وأضافت: عملت بالدار ما يقارب أحد عشر عاماً لكن تركت الدار بسبب تعرضي لمرض شديد عام 2012، وعلى إثر المرض تركت عملي لأني وقتها كنت احتاج الى الراحة بحسـب رأي الأطبـاء.
وبعدها جلست في البيت لمدة أربع سنوات حتى نفد كل ما ادخرت من أموال وبدأت أحس بحاحتي للعمل خصوصًا ان رواتب «شهداء الإرهاب « تأخرت كثيرا ً.
وتابعت الحاجة ام محمد ان من ذكرياتي الجميلة في دار المسنين أني كنت خياطة وطباخة في الوقت نفسه، وماكنة الخياطة من الأشياء العزيزة على قلبي حتى أني احتفظت بها هنا في المطعم لأنها تعني لي الكثير.
بالنسبة لعملي هنا في تجهيزات بيتي في منطقة الاعظمية شارع المغرب اني سعيدة بنجاح المشروع بالرغم من صغره، واما العاملات فهن نساء من المنطقة نفسها والحمد لله العاملات هنا يعملن بجد ونشاط وهن انموذج للمرأة المكافحة فهن ايضاً يكافحن من اجل لقمة العيش.
وعن المشكلات التي واجهت المشروع قالت الحاجة « ام محمد « ابداً لم تواجهنا أية مشكلة على العكس أهالي المنطقة هنا كلهم طيبون ومتعاونون.
وقالت « ام محمد « بالنسبة لطموحي واحلامي فانا أتمنى ان أوسع مشروعي واكبره وان تصل تجهيزاتنا الى ابعد نقطة في عراقنا الحبيب.
ودعت الحاجة «ام محمد» المرأة العراقية ان تتحلى بالصبر والشجاعة بالرغم من كل الظروف التي تواجهها، خصوصاً ان العراقية تعرضت للكثير من الاوجاع من خلال فقدان الزوج والأب والاخ.
فعلينا جميعاً نحن النساء ان نكون قويات متحديات الظروف مهما كانت قاسية.
الحاجة «أم محمد« جمعت بين القوة والتحدي والذوق والرقي في إعداد الطعام
التعليقات مغلقة