أفراح النصر

مر عام على تحرير مدينة الموصل وعودتها الى احضان الوطن وعادت الحياة اليها، ليعم السلام بين ارجاء ام الربيعين لتزهر وتتفتح ورودها، عادت بسواعد الغيارى من ابناء قواتنا المسلحة بجميع صنوفه، لتعلن بدء موسم جديد ولتقرع اجراس كنائسها ويعلو صوت مآذنها بالتكبيرات.
عادت ضحكات الاطفال وهم يتراكضون بين ربوع المدينة الخضراء، ويلعبون بألعابهم بعد ان كانوا محرومين منها ومن عيش طفولتهم البريئة في ظل تواجد عصابات الجهل والقتل والخراب.
اندحرت ايام السواد والارهاب بغير رجعة وجاءت ايام الحرية والاعمار والبناء لأرض لا تعرف غير الحياة بعد ان حاول الظالمين بث الموت بين ثناياها واغرقها في بحر الخوف والدم.
مر عام على الحرية واعوام اخرى مقبلة تحمل بين طياتها الامل والتفاؤل والفرح لأبناء الرافدين الذين بذلوا ارواحهم دفاعاً عن وطنهم وعن شرفهم فقد اختلط دم ابن الجنوب مع ابن الشمال والتئمت كل الجروح التي كانت تنزف من سنوات الخراب والدمار.
ولتكتمل فرحة النصر والحرية يجب ان تعود المدينة بجانبيها الايمن والايسر تزهو بأبنائها ، ومبانيها التي دمرتها الحرب لذا كان حلم جميع الاهالي ان يعجل بأعمار المدنية القديمة لتعود الموصل لسابق عهدها مدنية تضج بالحياة والعمران على مر الدهر ، عنوانها الابرز الحب والتعايش السلمي ، والاخوة اذ ضمنت بين احيائها ومدنها كل طوائف هذا الوطن وديانته ، لذا كان الارهاب ينصب لها الحرب ويعدها بالخراب والدمار ، متناسيا ان ابناءها لن يقبلوا ان يصيب حبيبتهم سوء او ان يدنسها مجرم او ارهابي لا يفقه سوء لغة الموت والدمار .
ليكون الرد حاسم من قبلهم بلجم افواه كل المخضرمين والمعتدين وجعلهم يذوقون مرارة من يحاول ان يدنس ارض الرافدين او يحاول ان يستقطع جزءاً منها بعيداً عن حضن الوطن الاكبر الذي يمتد عمره مع عمر البشرية وتاريخها فكل ذرة تحمل ألف حكاية وحكاية عن تاريخ وحضارة هذا الوطن وبسالة رجالة الشجعان، الذين كانوا هم الثمن والاغلى ليبقى العراق عظيماً بأرضه وسماءه وشعبه.
زينب الحسني

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة