النجاح بصيرة وحلم وثقافة تبدأ بسؤال

أحلام يوسف
إذا مشيت الى الخلف فلن تصدم اصابعك بشيء لكنك ستتخلف اكثر، هنا سنعرف ان كل عقبة وألم نصادفهما في الحياة ما هي الا دليل على اننا نتقدم الى الامام. فان يسعى أحدنا الى النجاح بحياته عليه ان لا يتوقف عند اول عقبة او صفعة من القدر ان جاز التعبير.
هيلين كيلر أصيبت وهي بعمر أربعة أشهر بفقدان البصر والسمع، لكنها لم تستسلم وتندب حظها، بل استطاعت ان تكون محاضرة ومؤلفة وخريجة لكلية رادكليف مع مرتبة الشرف، ولقد سألها أحدهم في اثناء خطبة لها، هل فقدانك للبصر أسوأ شيء يمكن ان يحدث الى شخص بالعالم؟ فأجابت “لا بل افتقادك للرؤية أسوأ”.
فالبصر هو قدرتنا على رؤية الأشياء التي حولنا، لكن الرؤية أعمق من ذلك واهم لتحقيق النجاح. فإننا معها نستطيع ان نبصر ما وراء الأشياء والاحداث، ويمكن لنا ان نرسم صورا وتوقعات بشأن ما يمكن ان يحدث خلال الأيام المقبلة، لأنك لن تبلغ النجاح ان بقيت بوضع الاسترخاء، من دون ان ترغم نفسك على فعل ما يمكن ان يغير حياتك نحو الأفضل، فهناك من العلماء من يقول ان ادمغتنا مركبة بطريقة تجعلنا لا نستعجل باتخاذ القرارات – بغض النظر عن أهميتها – الا بعد ان نشعر باننا محاصرون ومقيدون بوقت محدد.
يقول الباحث الاجتماعي حسن الجبوري: كلنا نحلم، لكن قلة منا من يسعى لتحقيق أحلامه بطريقة فعلية، مع انه امر يسير، يحتاج منا ان نخرج من حيز الأمان الذي رسمناه لأنفسنا بالرضا بالقليل والمتوفر، والخروج الى المحيط الأكبر والاعمق، وهنا يبدأ التغيير بحياتنا، والانتقال الى المحيط الجديد، بداية لأولى خطوات النجاح، التي تحتاج منا الى الوعي لاختراق الموانع التي رسمت لنا ورسمناها بطريقة او بأخرى.
كلّ ما تريده يريدك أيضاً، غير أن عليك أن تفعل شيئاً لتحصل عليه، هذا ما ذكره الكاتب والروائي الفرنسي جولس رينارد، ونحن بأمس الحاجة الى تطبيق تلك الفكرة، لأننا نخاف أحيانا السؤال، عن ضالتنا، وهناك من يجد ان السؤال يقلل من شأن السائل، مع ان السؤال والبحث عن الإجابة الخطوة الأولى للوصول الى حقيقة الأشياء، ودرجة السلم الأولى التي خطا عليها العلماء والمبتكرون على مر التاريخ.
يضيف الجبوري:
نحن تربينا بطرق غير سليمة، فالطالب حين يطرح سؤالا على معلمه يخجل من طرح سؤال اخر، مع انه طالب علم والسؤال من حقه، وهناك من أثر عليه تأنيب المعلم لكثرة اسئلته واتهامه له بانه مشتت الذهن، فتظل فكرة السؤال عالقة بذهنه وبنحو متواز مع تشتيت الذهن وربما الغباء، ولم يدرك هذا النوع من المعلمين ان الأسئلة دليل انتباه وذكاء.
طالما تحدثنا عن التربية السليمة والخاطئة التي يبنى عليها النجاح او الفشل مستقبلا، فيجب التطرق هنا الى ضرورة زرع الثقة داخل الأبناء، والتركيز على شرح قيمة ان نسأل، فهناك العديد من الأشياء التي خسرناها واشياء فشلنا بها بسبب احجامنا عن طرح سؤال، يجب ان نفكر دائما بما هو أسوأ، ونطرح على أنفسنا السؤال “ما أسوأ ما يمكن ان يحدث لو اننا طرحنا هذا السؤال”.
نهار طه باحثة بعلم النفس تحدثت عن موضوع النهوض مبكرا، وتأثيره على مسيرة الحياة، وقالت: الدماغ مبرمج على العمل بكامل طاقته في الصباح الباكر، لذلك فغالبا ما يكون الناجحون بحياتهم حريصين على النهوض مبكرا في الصباح، فهذا يمنحهم وقتا طويلا لممارسة نشاطاتهم، واعمالهم، وتفكيرهم يكون هادئا وغير مشتت.
اذن فالنجاح تترتب عليه خطوات أولية أهمها نعمة البصيرة التي يمكن ان تُصقل بالقراءة والبحث والسعي.
لنجرب أيضا النهوض مبكرا، والبحث عن إجابة لسؤال في سؤال.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة