في تجربة فنية رائدة
سمير خليل
في اطار التعاون الفني، وفي مجال المسرح تحديدا، تشهد مسارح العراق وفرنسا تجربة مسرحية مشتركة بين فنانينا ونظرائهم الفرنسيين.
وفي هذا الاطار احتضن منتدى المسرح التابع لدائرة السينما والمسرح في وزارة الثقافة العراقية، تمارين مسرحية (البحث عن الاورستيا، ومن المؤمل ان تنقل هذه التمارين الى مدينة بيزانسون الفرنسية تمهيدا لعرضها هناك أولا، ثم تعرض في العراق.
الفنان الدكتور هيثم عبد الرزاق المخرج المشارك في هذا العمل، والمشرف على هذه التجربة من الجانب العراقي تحدث لـ(الصباح الجديد) قائلا: “مسرحية البحث عن الاورستيا مشتقة من ثلاثية الاورستيا للكاتب الاغريقي اسخيلوس، والتي تضم ثلاثة اجزاء هي اجاممنون، وحاملات القرابين، والصافحات.
واضاف: فريق العمل متكون من فنانين من العراق وفرنسا، الاصدقاء الفرنسيين هم المخرجة سيلي بوت التي ستشاركني اخراج العمل، وهي تشغل منصب مديرة المركز الوطني للدراما في بيزانسيون، إضافة الى الممثلين فيولين، ومارك، وجوديت، وحكيم المولود من اب فرنسي وام جزائرية، مع ياقوتة بلقاسم الفرنسية من أصل تونسي مديرة مؤسسة سيوا، وهي منظمة عالمية تعمل على تسويق الاعمال الفنية وخلق مشاريع فنية في اوروبا تجمع بين العرب والأوروبيين.
وتابع حديثه قائلا: فريق العمل العراقي يضم الفنانين اقبال نعيم، وسهى سالم، وميمون الخالدي، اضافة الى الفنانين الشباب ياس خضير، وساري رعد، وخالد نصير.
خطة العمل حسب عبد الرزاق تقوم على اجراء تمارين هنا في بغداد ثم تنتقل الى فرنسا، وتستمر هناك لمدة شهر واحد واضاف: نقوم بعدها بعرض خاص للمسرحية ونخطط لعرضها في بغداد ومناطق شتى من فرنسا، كما اتمنى ان يعرض العمل في مدينة بابل التاريخية، واود ان اشير الى ان العمل سيقدم باللغتين العربية والفرنسية.
وعن موضوع المسرحية أوضح قائلا: نص العمل يشير لأول مرة في تاريخ البشرية الى السلوك الديمقراطي، وكيف تتحول الصدامات الى حوار وتفاوض، ولهذا المسرحية مليئة بالجرائم، والقانون حاسم في قضية الجريمة حسب قاعدة العين بالعين والسن بالسن، اي ان القاتل يجب ان يقتل، ولكن في عملنا اعيد النظر بعلاقة الجريمة بالعقاب، بحيث يجب النظر الى دوافع الجريمة أكثر من الجريمة المجردة، لهذا ولأجل الحكم على قاتل، ام اوريست، لا يمكن الاعتماد بالحكم على صوت واحد، بل على تعدد الاصوات بالحكم.
اما عن انتاج العمل فقال ” الانتاج تكفل به الجانب الفرنسي، ووزارة الثقافة تسهم بدعم العمل من خلال تهيئة اماكن التمارين، وهنا اود ان اشكر وزارة النفط والمتحدث الرسمي لها السيد عاصم جهاد لاستضافة الوفد الفرنسي طيلة مدة مكوثه في بغداد “.
الفنانة ياقوتة بلقاسم اكدت انها وزملاءها الفرنسيين يزورون العراق وهم مطمئنين، ولديهم اعمال مشتركة منذ العام 2006 مع الفنانين العراقيين بإشراف الدكتور هيثم عبد الرزاق، والفنانة الدكتورة اقبال نعيم، وقالت: لدينا زيارات ثقافية فنية متبادلة، وما يحفزنا على ذلك كون المسرح العراقي يتصدر المسارح العربية، فرغم ان المسرح العراقي يتميز بأصالته، الا انه يعد مسرحا حديثا “. الفنانة سهى سالم تحدثت عن مشاركتها بالعمل:
“التجارب الادبية والفنية وخصوصا المسرح بين العراق والعالم قليلة جدا، وفرنسا بالتحديد، فلدينا تجارب مع المسرح الألماني، لكن الفرنسيين يهتمون بالمسرح كثيرا، من جانبنا أردنا ان نعرف ثقافتهم، وتجاربهم من خلال هذه الورشة، فهي ليست عرضا مسرحيا فقط، بل درسا بالفن، والمسرح، فتح آفاقا بين الثقافتين العراقية والفرنسية، وهي بداية ممتازة لكي نتواصل بالورش الفنية والثقافية، كذلك هي فرصة للتعريف بالمسرح العراقي، بتجارب الرواد والشباب.
جدير بالذكر ان أسخيلوس (525-456ق م)، واحد من ثلاثة من مؤلفي التراجيديا المسرحية الإغريقية العظام، والذين حفظت بعض أعمالهم بجانب سوفوكليس ويوريبيديس.
المسرح العراقي والفرنسي يلتقيان بالبحث عن الأورستيا
التعليقات مغلقة