أضاءت سماء البطولات ليخلدها التاريخ

نجوم تفوقت في نهائيات كأس العالم
العواصم ـ وكالات:

بطولة كأس العالم التي انطلقت للمرة الاولى عام 1930 كانت وما زالت تعج بحكايات وتسجل لنجوم تركوا ذكريات جميلة على مدى النسخ السابقة وصولاً إلى مونديال روسيا الذي يحمل الرقم 21،
أسطورة الكرة البرتغالية، أوزيبيو، الذي لم يتمكن من حصد لقب كأس العالم، مع منتخب بلاده، خاض مع منتخب البرتغال، نسخة وحيدة فقط من كأس العالم، كانت عام 1966، والتي أقيمت في إنجلترا، لكنه فشل في الصمود أمام صاحب الضيافة، في نصف النهائي.
بدأ أوزيبيو ممارسة كرة القدم، وهو حافي القدمين كطفل في الملاعب الترابية بموزمبيق، قبل أن يقفز لدائرة الضوء مع بنفيكا، بعدما قاده لحصد لقب الدوري البرتغالي، 11 مرة.وساعد إوزيبيو، بنفيكا، على بلوغ نهائي كأس أوروبا (المسمى القديم لدوري الأبطال) 4 مرات، كان آخرها في عام 1968، عندما خسر أمام مانشستر يونايتد في الوقت المحتسب بدلا من الضائع على ملعب ويمبلي القديم، وفاز بنفيكا باللقب عامي 1961 و1962.
وأطلق الكثيرون، على أوزيبيو، لقب «الفهد الأسمر»، بسبب الخوف الذي كان يغرسه في نفوس منافسيه داخل المستطيل الأخضر.بلغ أوزيبيو، قمة شهرته مع منتخب بلاده، في نهائيات كأس العالم بإنجلترا، عام 1966.
وعقب تجاوز المجر وبلغاريا، اختتمت البرتغال دور المجموعات بالفوز 3-1 على البرازيل، ثم قاد أوزيبيو، منتخب بلاده، لانتصار ثمين على كوريا الشمالية، مفاجأة البطولة وقتها، في دور الثمانية.
وتقدمت كوريا الشمالية وقتها، 3-0، على ملعب جوديسون بارك، إلا أن أوزيبيو، استطاع بمفرده أن يعيد الفريق لطريق المنافسة، وسجل 4 أهداف، بواقع هدفين في كل شوط، لتتأهل البرتغال بفضل فوزها 5-3.
ووصلت مسيرة أوزيبيو، إلى نهاية صادمة، عندما عانت البرتغال في مواجهة أسلوب اللعب البدني لإنجلترا، وتسبب تسجيل بوبي تشارلتون لهدفين في بكاء أوزيبيو، بعد نهاية المباراة، التي أقيمت على ملعب ويمبلي، وانتهت بفوز منتخب الأسود الثلاثة، بنتيجة 2-1.
وأنهت البرتغال، البطولة في المركز الثالث، إلا أن أوزيبيو تمتع بتكريم خاص، بوصفه نجم البطولة، كما أحرز لقب هداف المونديال، برصيد 9 أهداف.
وخاض أوزيبيو، 64 مباراة دولية مع البرتغال، سجل خلالها 41 هدفا، كما لعب آخر مباراة له مع بنفيكا عام 1975، ومضى قدما ليمثل أندية في قارة أميركا الشمالية، وفريقين صغيرين في البرتغال، وأنهى مسيرته الكروية عام 1979.
ويعد الكثيرون، أن أوزيبيو، أفضل لاعب برتغالي، على مر العصور، ومن أعظم لاعبي العالم في تاريخ الساحرة المستديرة.. وعلى المستوى الفردي، نال أوزيبيو، جائزة الكرة الذهبية، عام 1965، وجاء وصيفًا مرتين، عامي 1962 و1966.

كرويف والحلم المسروق
أسطورة الكرة الهولندية، الراحل يوهان كرويف، الذي صنع المجد مع فريقي أياكس أمستردام وبرشلونة الإسباني، وكان يلقب بـ «الجناح الطائر».
ويعد كرويف، أفضل لاعب في تاريخ الكرة الهولندية، واقتنص الكرة الذهبية، 3 مرات، أعوام 1971 و1973 و1974، ويعدوه الكثيرون، ثالث أفضل لاعب في التاريخ، بعد الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا والبرازيلي بيليه.
وما زال الكثيرون، يتذكرون يوهان كرويف، نظرًا لسرعته الهائلة ومهارته وبديهته الحاضرة، والمراوغات والتسديدات المقوسة من داخل منطقة الجزاء وخارجها.
وبرغم الإنجازات المميزة ليوهان كرويف، لكنه فشل في صناعة المجد مع منتخب بلاده، وكان اللاعب الذهبي، قاب قوسين أو أدنى من معانقة اللقب العالمي، في مونديال 1974، لكن منتخب هولندا، خسر اللقب في المباراة النهائية لصالح ألمانيا، بنتيجة 1-2.
وفي النسخة التالية، عام 1978، رفض يوهان كرويف، أن يسافر إلى الأرجنتين، بعد وصول تهديدات بالخطف والقتل له.ويبقى الرقم 14، الذي حمله يوهان كرويف، طوال مسيرته، رمزًا لفن اللاعب، الذي كان يملك انطلاقة سريعة مع ذكاء حاد، في التعامل مع الكرة، حتى أطلق عليه لقب «بيليه الأبيض».
سجل يوهان كرويف لهولندا، 33 هدفا، على مدار شوطه الدولي، كما أحرز في مسيرته كلها 368 هدفا.
وحقق يوهان كرويف، عدة إنجازات في مسيرته، حيث فاز بلقب الدوري الهولندي 8 مرات مع أياكس أمستردام، ومرة مع فينورد.كما توج كرويف، بلقبي الليجا وكأس ملك إسبانيا، مرة مع برشلونة، كما حقق دوري أبطال أوروبا، 3 مرات مع أياكس، وفاز بكأس هولندا 5 مرات مع نفس النادي.

بلاتيني الفارس النبيل
ميشيل بلاتيني: رغم أن بلاتيني، كان يلعب في خط الوسط، إلا أنه برز بشكل كبير في التهديف، وكان من أعظم الهدافين الفرنسيين، وسجل 41 هدفا، خلال 72 مباراة لعبها بقميص الديوك.
شارك ميشيل بلاتيني، مع منتخب فرنسا، في 3 نسخ متتالية في كأس العالم، أعوام 1978 و1982 و1986، لكنه فشل في قيادة الديوك لإحراز اللقب المونديالي.وفي مونديال 1978 بالأرجنتين، خرج منتخب فرنسا، من دور المجموعات، بعدما وقع في مجموعة واحدة مع صاحب الضيافة وإيطاليا والمجر.
وفي نسخة 1982 بإسبانيا، عبرت فرنسا لنصف النهائي، لكنها اصطدمت بالماكينات الألمانية، لتسقط أمامها بركلات الجزاء الترجيحية، قبل أن تخسر أمام بولندا، بنتيجة 2-3، في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع.
وفي نسخة 1986، التي أقيمت في المكسيك، نجحت فرنسا في إسقاط البرازيل، في دور الثمانية، بركلات الترجيح، لتضرب موعدا مكررا مع ألمانيا، في نصف النهائي.
ولم ينجح المنتخب الفرنسي، في الثأر من الماكينات الألمانية، وسقط بثنائية نظيفة، حملت توقيع أندرياس بريمه ورودي فولر.وانتزع منتخب فرنسا، المركز الثالث في هذه النسخة، بعد تغلبه على بلجيكا، بنتيجة 4-2، بعد التمديد للوقت الإضافي.
تألق ميشيل بلاتيني، كثيرًا في كأس الأمم الأوروبية، نسخة 1984، حيث حصل المنتخب الفرنسي على اللقب الأول له في تاريخ البطولة، بعد تغلبه على إسبانيا في المباراة النهائية، بهدفين نظيفين.
أقيمت المباراة النهائية لتلك البطولة، على أرضية ملعب حديقة الأمراء، وتقدم قائد الديوك ونجمهم الأول، بلاتيني، في الدقيقة 57، ليضيف زميله برونو بيلوني، الهدف الثاني للفرنسيين، عند الدقيقة 90.
يذكر أن بلاتيني، توج بلقب هداف البطولة، برصيد 9 أهداف، وكان أول لاعب يسجل هذا العدد من الأهداف في نسخة واحدة من كأس أمم أوروبا، كما نال جائزة أفضل لاعب في المسابقة القارية.

رفض حلم فان باستن
ماركو فان باستن: يعد فان باستن، أحد أفضل الهدافين في تاريخ الساحرة المستديرة، وقد حصل على جائزة الكرة الذهبية، 3 مرات، في أعوام 1988، 1989، 1992.
بدأ ماركو فان باستن، مسيرته الكروية مع أياكس أمستردام، وقد لعب أول مباراة له، في أبريل/نيسان 1982، كما شارك مع منتخب هولندا، في 58 مباراة دولية، وسجل له 24 هدفا.ولعب فان باستن لأياكس الهولندي، 133 مباراة، استطاع أن يسجل خلالها 128 هدفا، ليجذب أنظار كبار الأندية الأوروبية.واستطاع ميلان الإيطالي أن يحصل على خدماته، بعد منافسة حادة مع ريال مدريد وبرشلونة.
ولم يكن فان باستن بكامل جاهزيته، عندما شارك مع المنتخب الهولندي في بطولة كأس العالم، التي أقيمت في ‏إيطاليا، عام 1990.وودعت هولندا العرس العالمي، من دور الـ16، بعد الخسارة بنتيجة 1-2، على يد الألمان.
لكن قبلها في بطولة أوروبا، نسخة 1988، أظهر ماركو فان باستن مهارة عالية، ليقود بلاده للظفر باللقب الوحيد في تاريخ الطواحين، في هذه البطولة القارية.
ويظل هدف فان باستن، في نهائي البطولة الأوروبية، أمام الاتحاد السوفيتي، عالقا في الأذهان، بوصفه من أجمل أهداف المسابقة على مر التاريخ.
وكانت هولندا متقدمة بهدف نظيف، ومن هجمة عادية، مرر موهرن كرة من ناحية اليسار، في زاوية مغلقة لفان باستن، المحاصر باثنين من المدافعين، لكنه سدد على الطائر، لتخترق الكرة مرمى الحارس العملاق داسييف.وتألق فان باستن في ميلان، حيث لعب معه 202 مباراة، سجل فيها 125هدفا.
لكن لعنة الإصابات لم تسمح لهذا المهاجم البارع، بمواصلة إبداعاته، حيث استسلم بعد عملية جراحية في كاحله، في 6 حزيران 1993، ووضع حدا لمسيرته الكروية.

سوكر قناص كرواتي
دافور سوكر.. شارك في مونديال يعج بالنجوم العالميين، مثل رونالدو وزيدان وبيركامب وباتيستوتا وغيرهم، لكنه استطاع سحب البساط من تحت أقدام الجميع، بقدراته التهديفية العالية، ليتوج في النهاية بلقب هداف كأس العالم 1998.. إنه دافور سوكر بطل الإنجاز الأكبر في تاريخ كرواتيا.
وقعت كرواتيا في مجموعة سهلة نسبيًا، بجوار منتخبات الأرجنتين وجامايكا واليابان، وكانت كل المؤشرات تتجه نحو تربع أبناء التانجو على الصدارة بالعلامة الكاملة، لتبقى البطاقة الثانية حائرة، بين المنتخبات الثلاثة الأخرى، قبل أن تحسمها كرواتيا.
في المباراة الأولى سجّل سوكر هدفًا في الفوز على جامايكا (3-1)، ثم قاد منتخب بلاده بإحراز هدف الفوز أمام اليابان (1-0)، قبل أن يفشل في هز شباك الأرجنتين لتنتهي المباراة بانتصار الأخير (1-0).
حصد المنتخب الكرواتي 6 نقاط، ليصعد في المركز الثاني خلف الأرجنتين التي جمعت النقاط التسع كاملة.
لم يتوقع أغلب المتابعين أن تستمر المغامرة الكرواتية إلى حد بعيد في المونديال الذي أقيم على الأراضي الفرنسية، ولكن من حسن حظ سوكر وزملائه أن مواجهة ثمن النهائي جاءت أمام رومانيا، في لقاء متكافئ إلى حد بعيد.
واصل سوكر مهاجم ريال مدريد السابق هوايته المفضلة، وأحرز هدف اللقاء الوحيد من ركلة جزاء ليقود منتخب بلاده إلى ربع النهائي، ولكنه سيصطدم بالعملاق الألماني.
ظن معظم المشاهدين أن ركلة كرواتيا في كأس العالم ستنتهي عند هذا الحد، ولكن سوكر كان له رأي آخر، إذ فجر مفاجأة مدوية مع زملائه، وأحرز هدفًا في الفوز على الماكينات بثلاثية نظيفة.
وقعت كرواتيا بنصف النهائي في طريق فرنسا صاحبة الأرض، المدعمة بجماهير متعطشة لحمل كأس العالم للمرة الأولى، لتتوقف المغامرة الكرواتية عند هذا الحد، بعد الخسارة من الديوك (2-1).
وبرغم تقدم كرواتيا عن طريق سوكر، إلا أن ليليان تورام قلب الطاولة وأحرز هدفين لصالح فرنسا، قاد بهما منتخب بلاده لنهائي المحفل العالمي، ولكن كرواتيا غادرت من الباب الكبير.
وخطفت كرواتيا المركز الثالث بعد التفوق على هولندا بهدفين مقابل هدف، وأحرز الأسطورة الكرواتية سوكر هدفًا أيضًا في تلك المباراة، ليحقق منتخب بلاده الميدالية البرونزية للمرة الأولى والأخيرة حتى الآن.
وحقق سوكر لقب هداف البطولة، التي جمعت الكثير من المهاجمين الرائعين على مستوى العالم، بعدما أحرز 6 أهداف في 7 مباريات خاضها منتخب بلاده.
وزار المهاجم الكرواتي، شباك جميع المنافسين، الذين لعب أمامهم باستثناء الأرجنتين في مرحلة المجموعات، ليتوج بالحذاء الذهبي في نهاية المطاف.

رسام السعادة الإسباني
الدقيقة 116، المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة، والجميع يتأهب لركلات الترجيح، لكن آندريس إنييستا، رفض الاحتكام إلى ضربات الحظ، وحسم الموقعة النهائية، بتسديدة قوية، لا تصد ولا ترد، في الشباك الهولندية، معلنًا انطلاق الأفراح الإسبانية، بالكأس الأولى في تاريخ الماتادور.

الرسام آندريس إنييستا.
بدأ إنييستا شوطه مع منتخبات إسبانيا للناشئين بصورة مبشرة، إذ ساعد منتخب الشباب تحت 17 عامًا، بالتتويج بكأس الأمم الأوروبية عام 2001، كما كان ضمن التشكيلة المتوجة بكأس الأمم مع منتخب تحت 19 عامًا في السنة التالية.
ولفت قائد برشلونة الحالي، الأنظار بشدة، منذ صغره، لينضم إلى قائمة منتخب لاروخا، في مونديال 2006، ولكنه لم يشارك إلا في المباراة الثالثة بدور المجموعات أمام السعودية، عندما ضمن منتخب بلاده الصعود لثمن النهائي.
عام 2008، تولى بيب جوارديولا، تدريب برشلونة، وصنع فريقًا خياليًا، لعب كرة ممتعة، وسيطر على البطولات المحلية والقارية والعالمية، كان ضمن قوامه إنييستا، الذي تطور كثيرًا على يد مدرب مانشستر سيتي الحالي.
كان إنييستا عنصرًا أساسيًا في تلك الكتيبة الكتالونية، ومساهمًا رئيسيًا في جميع الإنجازات التي تحققت، إذ أصبحت بصمته واضحة في جميع المباريات تقريبًا سواء بالتمريرات السحرية القادرة على ضرب أي دفاع في العالم، أو أهدافه المؤثرة.
وأصبح إنييستا، بمثابة رمانة الميزان في وسط ملعب البلوجرانا، وبات قادرًا على التحكم في إيقاع أي مباراة، واسهم بشكل كبير في صناعة أسطورة ليونيل ميسي التهديفية، بفضل تمريراته القاتلة.
بالتأكيد بعد تألقه الملحوظ، كان إنييستا عنصرًا أساسيًا في تشكيل منتخب بلاده في مونديال 2010، الذي أقيم في جنوب أفريقيا.
جاءت البداية مخيبة لآمال الجماهير الإسبانية، بعد خسارة منتخبهم بهدف من دون رد، أمام سويسرا، لكن كتيبة المدرب فيسنتي ديل بوسكي انتفضت وهزمت هندوراس (2-0)، ثم سجّل الرسام هدفًا في الفوز على تشيلي (2-1)، ليصعد الماتادور في صدارة مجموعته.
وشق منتخب إسبانيا طريقه نحو النهائي متخطيًا البرتغال وباراجواي وألمانيا بنفس النتيجة (1-0)، ليصطدم بالطواحين الهولندية، في مباراة سعى المنتخبان خلالها، لحصد اللقب لأول مرة في التاريخ.
انتهى الوقت الأصلي بالتعادل السلبي، وسط فرص مهدرة من الجانبين، وخاصة منتخب هولندا، وبدا المدربان واللاعبون على أرضية الملعب، يستعدون لركلات الترجيح الحاسمة.
لكن القدر منح إنييستا فرصة عظيمة، بل الأعظم في مسيرته الكروية، حيث تسلم تمريرة سيسك فابريجاس داخل منطقة الجزاء، وسدد كرة قوية سكنت شباك هولندا، منحت بلاده الكأس الأولى، وسط فرحة عارمة من لاعبي الماتادور.
بعد 8 سنوات من تلك اللحظة التاريخية، أعلن إنييستا مؤخرًا رحيله عن برشلونة، النادي الذي تواجد داخل جدرانه طوال 22 عامًا، في نهاية الموسم الحالي، تمهيدًا لخوض تجربة جديدة قد تكون في الصين قبل إعلان الاعتزال الرسمي.
ويأمل الرسام الذي يحظى بحب واحترام الجماهير الإسبانية بمختلف ميولها، إنهاء مسيرته مع منتخب إسبانيا بالشكل اللائق، إذ أنه من المرجح مشاركته أساسيًا مع لاروخا في مونديال 2018، ضمن كتيبة المدرب جولين لوبيتيجي، وذلك بعد الخروج المهين من دور المجموعات في كأس العالم، النسخة الماضية بالبرازيل.

صلاح الدين بصير.. «مارادونا الصحراء»
بدأ العد التنازلي، لإقامة نهائيات كأس العالم في روسيا، الحدث الكروي الأكبر، الذي يحمل لمحبي الساحرة المستديرة، لحظات السحر والجنون، التي لا تتكرر سوى كل 4 سنوات. وتشهد النسخة الحالية، مشاركة 4 منتخبات عربية، وهي مصر والسعودية والمغرب وتونس، وهو رقم غير مسبوق.
ويلقي موقع ، الضوء على نجوم سابقين ومعاصرين من الرباعي العربي، قبل المحفل العالمي الكبير.
وموعدنا اليوم مع صلاح الدين بصير، المهاجم السابق للمنتخب المغربي.
ويعد صلاح الدين بصير، أحد أبرز المهاجمين في تاريخ المنتخب المغربي، حتى أطلقت عليه وسائل إعلام مغربية، لقب «الشبح الأسود للحراس»، و»مارادونا الصحراء».
ولد بصير، بالدار البيضاء، 5 أيلول 1972، ومارس كرة القدم بين أزقة الدار البيضاء، وبالتحديد بدرب غلف، حيث عاش طفولته.
وظهر بصير، على الساحة الرياضية، عبر نادي الرجاء في عام 1994، حيث قدم معه مستويات مميزة، أهلته للاحتراف بنادي الهلال السعودي، الذي حقق معه، عدة ألقاب.
ومن الهلال السعودي، انطلق النجم المغربي نحو ديبورتيفو لاكورونيا الإسباني، الذي شارك معه في 21 مباراة بالليجا في موسمه الأول مع الفريق، وسجل 5 أهداف.
وبعد رحلته في الليجا، انتقل بصير إلى نادي ليل الفرنسي، قبل أن ينهي رحلته الاحترافية باللعب بصفوف باوك اليوناني.
مع تألقه على مستوى الفرق، حجز صلاح الدين بصير، مقعدا أساسيا في تشكيلة المنتخب المغربي، وكان الهتاف الشهير للجماهير المغربية في مباريات أسود الأطلس «بصير .. بصير».
لكن أبرز محطات اللاعب المغربي مع منتخب بلاده، كانت في نسخة كأس العالم 1998، والتي أقيمت بفرنسا.واسهم بصير صلاح الدين، في تأهل منتخب المغرب للمونديال، بعدما سجل 4 أهداف في 9 مباريات بالتصفيات.ووقعت المغرب في المجموعة الأولى مع البرازيل والنرويج واسكتلندا.
وبدأ المنتخب المغربي، مشواره في المونديال أمام النرويج وانتهت المباراة بالتعادل 2 ـ 2، بمشاركة بصير، وكان الفريق العربي هو الأفضل والأقرب للفوز.
وفي المباراة الثانية، خسر المنتخب المغربي بثلاثية نظيفة أمام العملاق البرازيلي، في لقاء شارك فيه صلاح الدين بصير أيضا.وكانت أفضل مباريات بصير، مع المنتخب المغربي، أمام اسكتلندا في الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات.ونجح بصير، في قيادة المغرب للفوز على اسكتلندا، بثلاثية نظيفة سجل منها صلاح الدين، الهدفين الأول والثالث، فيما أضاف زميله عبد الجليل كاماتشو، الهدف الثالث.
وبرغم الفوز، لم يتأهل المنتخب المغربي للدور الثاني بمونديال فرنسا، بعدما حل ثالثًا في المجموعة، خلف المتصدرة البرازيل، والوصيفة النرويج.

أعجوبة العويران
سعيد العويران من مواليد 19 آب 1967، وكان يلعب في خط الوسط، ويعد أحد أبرز نجوم الكرة السعودية عبر تاريخها.
اكتسب العويران شهرة عالمية بعد هدفه الخيالي في مرمى بلجيكا بمونديال 1994 بالولايات المتحدة الأميركية، والذي قاد به منتخب بلاده للتأهل إلى ثاني أدوار البطولة، وهو أفضل إنجاز للأخضر السعودي عبر تاريخ مشاركاته المونديالية حتى الآن.
بدأ العويران مسيرته مع الشباب وهو في الـ16 من عمره، وكان ضمن نجوم الجيل التاريخي الذي أهدى ناديه 3 ألقاب متتالية للدوري السعودي 1990-91 – 1991-92 – 1992-93.
كما قاد العويران ناديه إلى الفوز بكأس الأندية العربية أبطال الدوري مرتين عامي 1994 و2000 وكأس النخبة العربية عام 1996، وكأس ولي العهد السعودي مرتين 1996 و1999، وكأس الكؤوس الآسيوية مرة في 2001.
وعلى المستوى الدولي لعب النجم السعودي الكبير 75 مباراة دولية سجل خلالها 24 هدفا، وقاد الأخضر للتتويج بكأس الخليج عام 94، فضلا عن التأهل لثمن نهائي مونديال أميركا في العام نفسه.
وبالعودة إلى أعجوبة العويران في 1994، نجد أن الأخضر السعودي كان يلعب في مجموعة تضم إلى جواره منتخبات هولندا وبلجيكا والمغرب.
وخسر السعوديون المباراة الأولى أمام طواحين هولندا 2-1، ثم عادوا ليتفوقوا هذه المرة وبالنتيجة نفسها على المغرب، لتصبح مواجهة بلجيكا هي الحاسمة.
ولم تكد تمر سوى بضع دقائق على انطلاق المباراة، إلا وفاجأ العويران كل من في الملعب بهدف خيالي.
انطلق العويران بالكرة من قبل منتصف الملعب بمسافة واستغل سرعته وراوغ كل من قابله وتوغل داخل منطقة جزاء الشياطين الحمر، ثم سدد في المرمى ليحرز هدفا صنع التاريخ وصعد ببلاده إلى الدور الثاني في إنجاز غير مسبوق.وخرج الفريق السعودي من ثمن النهائي بعد الخسارة من السويد (1-3).
كرر العويران مشاركته مع الأخضر في المونديال عام 98، إلا أن المنتخب العربي اكتفى بالخروج من الدور الأول، لكن العويران كان بالفعل قبلها بـ4 سنوات قد حفر اسمه في سجلات تاريخ المونديال.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة