تشكل المطبوعات الاعلامية المتخصصة في جميع مناحي الحياة، دوراً مهماً وحيوياً في نشر ثقافة التخصص والحفاظ عليه.. ومن ثم توثيقه للتاريخ وللرجوع إليه مستقبلاً.
ففي منتصف السبعينات من القرن المنصرم صدر أول عدد من مجلة (الرواق) التي تعنى بالفن التشكيلي (حصرياً)، عن دائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة والاعلام.. وكانت بحق من أرقى ما صدر وقتذاك، وأستمرت بالصدور حتى العدد رقم (14) حيث توقفت بسبب ظروف الحرب العراقية الإيرانية.. ولم يعوضه مطبوع آخر.. سوى مجلة (فنون) الإسبوعية التي كانت قد خصصت الصفحات الداخلية الملونة لها للمتابعة التشكيلية.. وقد نجحت بذلك.. فضلاً عن مجلة (فنون عربية) الفصلية التي صدر منها (7) أعداد من لندن، فكانت بحق ضربة شاطر من حيث المادة الغنية والتصميم والإخراج الفني والطباعة..إلخ.
وفي العقد التسعيني، وظروف الحصار الجائر على العراق، وبجهود الفنان والناقد سعد القصاب، مدير الثقافة الفنية في دائرة الفنون حينذاك، أن يصدر (نشرة الواسطي) بطباعة تريس بيبر، وبالتالي طبعت أوفسيت، وكانت تواكب النشاط والتجارب التشكيلية للدائرة.. وقد صدر منها (7) أعداد للتوقف أيضاً بسبب الظرف الإقتصادي.
وبعد عام 2003، صدرت (9) أعداد عن دائرة الفنون التشكيلية مجلة (التشكيلي) الفصلية برئاسة الناقد صلاح عباس، لتتوقف لعدم دعمها مالياً من قبل الوزارة.. وأنبثقت فيما بعد (مجلة باليت) بجهود الناقد ناصر عبد الله، التي ما زالت مستمرة وبطباعة وتصميم جميل ومتابعة متواصلة مع الجميع.. يسجل له هذا النجاح الباهر.
وأخيراً صدرت عن جمعية التشكيليين العراقيين، مجلة (رواق التشكيل) الفصلية، رائعة بتصميمها وإخراجها الفني، وغنية بموضوعاتها النقدية بأقلام أبرز النقاد والكتاب من داخل العراق وخارجه.. حيث صدر منه مؤخراً العدد الرابع، الذي ضم كلمة المشرف العام للمجلة الفنان قاسم سبتي: (ثراء المحتوى والجمال.. وتحية للثلة الصغيرة التي لن تتوقف عن العمل في مجلة نطل من خلالها على كل ما هو جميل ونبيل وراقٍ). وكتب الأديب جاسم عاصي: (الرؤى الشعرية والتشكيل.. رؤى الفنان عادل كامل انموذجاً). والطبائع الأربع للخزاف ماهر السامرائي بقلم الناقد خالد الصالحي. ومتابعة فنية في إستلهام الحرف العربي في الفن العراقي المعاصر. وقدم الناقد صلاح عباس تجربة (الفنانة عفيفة لعيبي.. الوعي المبكر بالفنون مفهوم ربح الفن). وفي تجربة الفنان التونسي علي الزنادي كتب الناقد د. جواد الزيدي المادة والذاكرة.. وتشكّل الصورة. فيما قدم الناقد د. ماضي حسن (صيغة التوافق بين الأجواء المحيطة به وبين مفردات الجذور التاريخية للفنان ستار كاووش). وقرأ الناقد علي الدليمي في (فِكر النحاتة سميرة حبيب). ووثق الفنان كفاح الأمين (ديناميكية الفراغ.. واقعية الجسد للفوتوغرافي لطيف العاني). وفي حضارة وادي الرافدين كتب الناقد د. زهير صاحب عن (أسطورة التماثيل النسوية). ويؤسس الناقد ياسين النصير نظريته في (تحطيمية الأشكال للفنان فاخر محمد). وقدمت الفنانة ضحى عبد الرؤوف (في إبتكارات تعكس صيغة النحت الروسي والواقعية التعبيرية). وعرّف د. وسام كامل (التجريد.. جدل البساطة والتعقيد). وكتب الناقد محسن الذهبي (كيث موريسون روح جامايكا الساخرة.. أحلام أفريقية تقرع أجراس الفن الامريكي المعاصر). وفي تجربة النحات معتصم الكبيسي يقدم الكاتب د.مكية الشرمي (حوار الفعل النحتي، تأصيلاً للهوية العراقية لما بين المخزون البصري وبلاغة التشكيل). و(الرموز الإشارية.. في أعمال الفنان خلبف محمود) قدمها الناقد طارق الشبلي. ويستشهد الكاتب علي الراعي من دمشق على عصر من الفنون السورية (نذير نبعة يغرس حقولاً ملونة من رمان وتفاح). فيما ترجمت د. محاسن عبد القادر حياة (ايتا كابيلوت.. الدمع الناضب). وقراءة في المعرض السنوي لجمعية الفنانين التشكيليين العراقيين وتكريس الأسلوبية والنزوع التجريدي بقلم د. جواد الفرحان. فيما كتب الفنان سمير مرزة في معرض تشكيليات عراقيات 2018 والإبداع بين الريادة والحداثة. وهناك متابعة في معرض الفنان صدام الجميلي.. والمعرض المشترك الذي أقيم في البصرة للفنانين حامد سعيد وموفق السواد. وقد تعزز العدد بالعديد من اللوحات الفنية الرائعة.
علي إبراهـيم الدليمي