موسكو وسيئول في منطقة واحدة للتجارة الحرة
متابعة الصباح الجديد:
ذكر النائب في البرلمان الأوروبي نيكولا باي أسماء الدول في الاتحاد الأوروبي التي قد تؤيد رفع العقوبات عن روسيا، داعيا لوقف ما يشبه «الحرب الباردة» الجارية الآن ضد موسكو.
وقال باي في حديث أدلى به لقناة RT: «أظن أن كثيرا من الدول الأوروبية صارت تتمسك بموقف معقول تجاه روسيا، ومن بينها كل من المجر والنمسا وإيطاليا، وذلك إضافة إلى الكثير من البرلمانيين والخبراء الاقتصاديين والسياسيين في جميع أنحاء أوروبا، الذين يرغبون بعلاقات إيجابية مع روسيا، لأن ذلك يتفق مع مصالحنا».
وعدّ باي «هذه العقوبات عكسية تماما. الحظر الروسي المفروض على استيراد السلع الغذائية يلحق أضرارا بمنتجينا وبالزراعة الأوروبية»، داعيا إلى «الخروج من هذه الدوامة ووقف ما يشبه «الحرب الباردة» ضد روسيا».
وسبق أن نقلت وكالة رويترز عن مصادرها أن زعماء دول الاتحاد الأوروبي سيتخذون قرارا بشأن تمديد العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا لمدة نصف العام، وذلك أثناء قمة الاتحاد الأوروبي التي ستنعقد 28-29 حزيران الجاري.
يذكر أن فترة سريان مفعول العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على قطاعات في الاقتصاد الروسي ستنتهي 31 تموز المقبل.
في السياق، وقعت موسكو وسيئول اليوم الجمعة حزمة من الوثائق لتعزيز التعاون بين البلدين، أبرزها إعلان مشترك لبدء المفاوضات بين روسيا وكوريا الجنوبية لإنشاء منطقة للتجارة الحرة بينهما.
وجرت مراسم التوقيع في العاصمة الروسية بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس كوريا الجنوبية مون جيه إن، الذي وصل إلى موسكو في زيارة رسمية ولمشاهدة مباراة منتخب بلاده ضد المكسيك في إطار مونديال روسيا لكرة القدم 2018.
إضافة إلى ذلك، تم توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة التنمية الاقتصادية الروسية ووزارة العلوم وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في كوريا الجنوبية لتأسيس قاعدة ابتكارية بين البلدين، ومذكرات تفاهم للتعاون في مجال الطاقة الكهربائية.
وفي مؤتمر صحافي عقد عقب مراسم التوقع، قال الرئيس بوتين إن موسكو وسيئول اتفقتا على توسيع التعاون، واصفا كوريا الجنوبية بالشريك التجاري الهام لروسيا في منطقة آسيا، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق مع سيئول على تعزيز التعاون وتشكيل مركز مشترك للصناعات التقنية.
وأضاف الرئيس بوتين أن الأولوية خلال محادثاته مع نظيره الكوري الجنوبي كانت للتعاون في مجال الطاقة ومجالات التعاون الرئيسية، مؤكدا أن الطاقة تعد إحدى مجالات التعاون الهامة بين البليدن.
يشار إلى أن التبادل التجاري بين روسيا وكوريا الجنوبية تجاوز في 2017 مستوى الـ19 مليار دولار، منها 12.3 مليار دولار هي صادرات روسيا، مقابل واردات كورية بـ6.9 مليار دولار، حسب بيانات موقع «ITC Trade».
واتجهت روسيا خلال السنوات الماضية نحو زيادة احتياطياتها من الذهب على حساب ما تملكه من سندات الخزانة الأميركية، وذلك في ظل العقوبات التي تفرضها واشنطن على موسكو.
وأظهرت بيانات وزارة الخزانة الأميركية أن روسيا باعت خلال شهر نيسان سندات أميركية بقيمة 47.5 مليار دولار لتهبط استثماراتها في السندات الأميركية إلى 48.6 مليار دولار، بعد أن كانت في شهر آذار عند 96.1 مليار.
وقال الخبير فلاديمير ميكلاشيفسكي، بهذا الصدد إن «البعض يتساءلون عما إذا كان البنك المركزي الروسي قد باع السندات الأميركية في نيسان لدعم الروبل، لكن الأمر يتعلق بتغيير الأولويات مع استمرار نمو الاحتياطيات».
كما أشار ميكلاشيفسكي، وهو كبير الاقتصاديين في بنك «دانسكي»، إلى أن ارتفاع عائدات السندات الأميركية شجّع على بيعها.
وباتت روسيا أكثر حاملي السندات الأميركية بيعا لهذه السندات برغم نمو احتياطياتها الدولية في ظل ارتفاع أسعار النفط، إذ قلصت موسكو حيازتها من سندات الخزانة الأميركية خلال السنوات الثماني الماضي بنحو 4 مرات، من 176 مليار دولار إلى 48.6 مليار.
وتظهر بيانات البنك المركزي الروسي أن احتياطيات البلاد زادت خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري بواقع 24 مليار دولار، لتصل في مطلع حزيران إلى 456.640 مليار دولار.
وأشارت البيانات إلى أن احتياطات الذهب التي هي جزء من الاحتياطيات الدولية، صعدت منذ بداية 2018 بواقع 3.864 مليار دولار، أي من 76.647 مليار في الـ1 من كانون الثاني الماضي إلى 80.511 مليار في الـ1 من حزيران الجاري.