اتخاذ القرارات ما بين الصواب والخطأ

أحلام يوسف
حياتنا منذ نشأتنا، عبارة عن قرارات، قرار الزواج، وقرار الانجاب، وقبلها قرار يحدد طبيعة الدراسة التي نقدم عليها، الى اخره من القرارات التي تغير حياتنا مستقبلا، فإما ان يكون التغيير إيجابيا ونوقن بان القرار كان صائبا واما العكس فنندم على اتخاذنا له.
مها العبودي باحثة بعلم الاجتماع تحدثت عن موضوع اتخاذ القرار وتأثيره على النفس البشرية وتأثير طبيعة الفرد النفسية والبيئية على الاقدام او التخوف من اتخاذ بعض القرارات قائلة: القرار يحتاج الى ثقة بالنفس، والثقة تتعزز من خلال طبيعة التربية التي يتلقاها الأبناء من ابائهم وامهاتهم، فان يتحدث الاب الى أولاده ببعض المواضيع ويطلب منهم رأيهم بما طرحه من شرط ان يكون بمستوى عقلهم وتفكيرهم، عندها سيعزز لديهم القدرة والجرأة على المحاورة وابداء الرأي، ويجب ان يضع بالحسبان تعاطيه مع ما يطرحوه بهدوء وروية، كي لا يسبب لهم صدمة تتحول فيما بعد الى خوف من ابداء الرأي ومن ثم الخوف والتردد باتخاذ القرارات بغض النظر عن عمقها او بساطتها.
وتابعت: هناك نقطة مهمة يجب ان نفهمها جميعا وهي ان الحياة لا تنتهي بقرار خاطئ مهما تكن خطورته، لذلك فيجب ان ندرب ابناءنا على ان اتخاذهم القرارات بأنفسهم مهم، وان الفشل ليس نهاية العالم بل هو نقطة نقف عندها لنعرف مواضع الخلل، لتفاديها مستقبلا.
العديد منا اتخذ قرارات خاطئة لكن تتفاوت طبيعة التعاطي مع نتائج تلك القرارات، فمثلما ذكرت العبودي، أحيانا نتعامل مع نتيجة قرار خاطئ وكأنها نهاية العالم، فكم منا ندم على قرار وكم منا وجد نفسه امام قرار صعب عليه ان يتخذه، محمد لطيف أحد تجار الجملة بالسوق العربي يقول:
اصعب قرار اتخذته بحياتي هو قرار الهجرة، وذلك عام 2005، لأني قررت ان اصطحب عائلتي معي، والصعب في ذلك القرار كان بيع البيت الذي كنا نسكن فيه، لذلك فقد اخذ مني القرار وقتا ،نحو السنتين، ثم قررت بيعه والسفر لأني تعاملت مع مبدأ ان الحياة مغامرة، فكي نعيشها صح علينا ان نسعى خلف احلامنا وان تطلب منا ذلك مغامرة او مقامرة مثلما وجدت الحال بالنسبة الي، لكن الأصعب فيما بعد قرار الرجوع بعد ان فشلنا بالحصول على ما نريد، لكن بقدر صعوبته كانت سرعة اتخاذه وبالفعل رجعنا واستأجرنا بيتا لكني اعمل اليوم والحمد لله وسنسترجع حياتنا قريبا باذن الله.
قد تكون حالة محمد لطيف مشابهة للعديد من الحالات فهو احد القرارات الصعبة التي مر بها الكثير من العراقيين خلال السنوات الماضية، هيام السراي، موظفة بإحدى دوائر الدولة تحدثت عن احد اهم القرارات في حياتها وكانت سعيدة بوصفه قرارا صائبا اذ قالت: افضل قرار اتخذته بحياتي هو موافقتي على الزواج من أبو مهيمن، فحين تقدم لخطبتي كنت مرتبطة عاطفيا بشاب، وكنا ننوي الزواج بعد تخرجه من الجامعة، وأبو مهيمن لم اكن اعرفه ولم التقه مسبقا، فرفضت الموضوع لكن وبعد محادثات وظروف لا اريد الخوض بتفاصيلها وافقت مجبرة، لكني اكتشفت معه ان الحب بعد الزواج يكون اقوى واكبر لأني احببته كما هو من دون تزويق منه او تمثيل، وهنا اود ان اشير الى ان حالتي ليست مقياسا فانا احببته لأنه رجل بمعنى الكلمة، رعاني واحبني واهتم بي بأجمل وامثل الطرق وبعد ان أجبرت بنحو غير مباشر على الموافقة عليه اجبرني هو على الوقوع بحبه فكان بالفعل اجمل واصح قرار اتخذته بحياتي، اليوم القرارات التي تخص أولادنا وحتى التي تخصني الجأ اليه هو كي يساعدني بها لأني اثق برأيه جدا.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة