الطريق الى حكومة قوية !

في خضم الحوارات الجارية بين الاحزاب السياسية التي بانت نتائج وصول ممثليها الى قبة البرلمان تتصاعد المشاورات من اجل تشكيل الائئتلاف او الكتلة الاكبر الذي سيصبح من حقه تشكيل الحكومة المقبلة وبالقدر الذي يسعى اليه الجميع من اجل الالتزام بالتوقيتات الدستورية لانضاج هذه الحوارات والوصول الى هذا الاستحقاق المهم فان امال العراقيين وطموحاتهم تتوق في الوقت نفسه لعدم تكرار التجارب المرة والاساليب البالية التي تكررت فيها لاكثر من دورة انتخابية وانتجت لنا فيها حكومات مقطعة الاوصال لايقوى رئيس الوزراء فيها على استبدال وزير فاشل او فاسد وتتحكم بقدراته وقراراته منظومة من الاحزاب المتنفذة ويخشى في كل خطوة يخطوها ان تتعارض رؤاه مع رؤى زعماء الكتل الاخرين الذين يتشاركون معه في اتفاق مسبق او صفقة سياسية تمكن فيها من الوصول الى منصبه التنفيذي هذا وفي مثل هذه الاجواء وفي مثل هذه الظروف اعتدنا من رؤساء الوزارات التشكي وبث المظلومية ومناشدتهم الرأي العام بتفهم ماهم عليه من اوضاع وقبول التبريرات في كل ملف فشلوا فيه او لم يستطيعوا فيه الوصول الى حلول ترضي الشعب وتتطابق مع اماله وتطلعاته بوجود حكومة قوية قادرة على تنفيذ الوعود الانتخابية التي تم تسويقها خلال الحملات الانتخابية ..ولربما تكرر هذا المشهد واعتاد عليه العراقيون سنوات طويلة وقد ان الاوان كي تنتهي مثل هذه التوافقات السيئة الصيت التي افرغت الاستحقاقات الانتخابية من محتواها الديمقراطي واحالتها الى صفقات وممارسات مريضة ترجو تحقيق المغانم للاحزاب وحدها ولم تثمر سوى المزيد من التعقيد والشلل والارباك في تفاصيل العملية السياسية برمتها وقد سررنا ونحن نتابع قبل يومين الانباء التي تحدثت عن توقيع اتفاق اولي بين كتل وتيارات عراقية تعاهدت على مشروع سياسي يتخذ من مصالح الشعب العراقي اولا طريقا اوحدا لتشكيل الحكومة ويتضمن قواعد واجراءات تؤمن عددا من حقوق الشعب العراقي وتخلو في مضامينها من المحاصصة الطائفية ويدعو الى الاحتكام الى القانون ومحاسبة المفسدين والشروع باعادة تصحيح المسارات الخاطئة وازالة الانتهاكات وما لحق بالعراق من اضرار وتخريب ومراجعة مدى الالتزام بهذه التعهدات من قبل اي رئيس وزراء يتولى المهمة اي انها الزمت رئيس الحكومة المقبل بالموافقة على نهج الاصلاح قبل منحه التأييد وهذا ماسيدعم خروج حكومة قوية ويضمن انطلاقة صحيحة للشروع بالعمل الاصلاحي وعدم الدخول في مهاترات ومناكفات تعطل مصالح الناس وتعمق من معاناة الشعب العراقي وتكرس لفشل جديد.
د. علي شمخي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة