البصرة ـ سعدي السند :
شهدت قاعة جمعية التشكيليين العراقيين في البصرة أقامة معرضها الرمضاني لهذا العام، معرض (الربيع الثاني) الذي ضم (35) لوحة فنية بمشاركة عدد من التشكيليين ومنهم عبدالصاحب البغدادي وحسن فالح وعيسى حسن ومحمد محيي وحامد سعيد وحسين عبد علي وحسن عبدالشهيد ويقين علي ومصطفى الشمري وفؤاد بويرث ومصطفى عبدالكريم.
في المعرض كانت المدرسة الواقعية واضحة جداً في جميع اللوحات التي تم عرضها وهي بأبعاد وقياسات متعددة وقد تمت عملية الرسم على مايبدو بالألوان الزيتية والمائية.
وقد وجدنا خلال مشاهدة اللوحات والتجوال بين مضامينها قد انطلقت من روعة الطبيعة العراقية وخصوصا في مناطق الأهوار والمناطق الريفية.
ووجدنا ان انطباعات زوار المعرض والذين كانوا معنا يتأملون هذه اللوحة وتلك ، قد كانوا فرحين جداً للواقعية الفنية التي تعامل بها ومعها الفنانون المشاركون ، ويبدو ان المدرسة الواقعية تشد الأنظار بنحو كبير ، وتجعل المتلقي يعايش حالة طبيعية موجودة في واقعنا ويتم التفاعل معها بعفوية وقد عبّر عدد من مشاهدي هذا المعرض عن سعادتهم بمشاهدة حالات الطبيعية ترافقها الوان مفرحة وزاهية قد جسدها الفنانون بجمالية التعامل مع اللوحة بتعبيراتها الواقعية وان هذه المدرسة الواقعية كما هو معروف تنافست مع جميع المدارس الفنية الأخرى مثل الرومانسية والكلاسيكية والتجريدية والرمزية والأنطباعية والسيريالية والتعبيرية وكذلك المدرسة التكعيبية وغيرها، حيث ان المدرسة الواقعية هي إحدى المدارس الفنية التي تركز في اهتمامها على كل ما هو واقعي وحقيقي وموجود في الطبيعة، وقد تعامل معها عدد كبير من الفنانين في ارجاء المعمورة وان هذه المدرسة كما هم معروف تضم نوعين من المدارس الواقعية وهما الواقعية الرمزية، والواقعية التعبيرية وقد أراد التشكيليون في تفاعلهم مع هذه المدرسة أن يؤكدوا بأن تفاعلهم هذا يأتي من خلال ارتباطهم الفني مع كل ماهو حقيقي ويحاكي المنطق والعقل، وابتعدوا بنحو تام عن الأحلام والأوهام والخيال، ومن هنا نجد أن هذه المدرسة قد شكلت نقلة نوعية نحو الحقيقة ونحن كمشاهدين لمعرض (الربيع الثاني) في مقر جمعية التشكيليين في البصرة وجدنا وربما للمرة الأولى افتتاح معرض مشترك لعدد كبير من مبدعي ومحترفي الفن التشكيلي في البصرة من دون وجود لوحة واحدة خارج المدرسة الواقعية بالرغم من ان عدداً من المشاركين قد شاهدنا لهم معارض شخصية ومشتركة لهم وهم يعرضون لوحات تعاملوا بها مع المدارس الفنية الأخرى وربما هم في هذا المعرض أرادوا التعامل مع ضرورة عرض لوحات تسلط الضوء على الطبيعة بجماليتها و تسجيل الواقع بدقائقه دونما رموز وقراءات غريبة ورسموا الحياة اليومية بصدق وأمانة ونحن كمتلقين ومشاهدين لهذا المعرض احسسنا ان المشاركين والزائرين ارادوا ان يقولوا أن المدرسة الواقعية هي مدرسة الشعب ، أي مدرسة عامة الناس بمستوياتهم جميعاً .