تصديره يضمن إيرادات إضافية للخزينة الاتحادية
بغداد ـ الصباح الجديد:
أعلنت وزارة النفط العراقية عن بدء تدفق نفط كركوك الى ايران بكميات تترواح بين ٣٠ الى ٦٠ ألف برميل يومياً لغرض مقايضته، لافتة الى ان هناك مشروعا لإنشاء خط استراتيجي من كركوك الى الحدود الايرانية لنقل النفط الخام.
وقال المتحدث باسم الوزارة عاصم جهاد في تصريحات صحفية إن «تدفق النفط عبر الحوضيات الى ايران من نفط كركوك هو ضمن الاتفاق الذي أبرمته وزارة النفط مع وزارة النفط الإيرانية في صفقة تبادلية بنفس الكميات والمواصفات والذي يقضي بتصدير النفط العراقي من حقول كركوك عبر الحوضيات الى الحدود العراقية – الإيرانية بالقرب من منطقة كرمنشاه على ان تسلم الكميات نفسها في الموانئ التصديرية في جنوب العراق».
وأضاف جهاد، ان «معدلات التصدير من 30-60 الف برميل باليوم ستنقل عبر سيارات حوضية»، مبينا انه «من المؤمل انشاء انبوب يمتد من حقول كركوك الى الحدود لنقل النفط بطاقة 250 الف برميل باليوم».
وتابع جهاد، أن «هذا الاتفاق سيسهم في تصريف جزء من نفط كركوك وتصدير النفط البديل المتسلم مباشرة عبر المياه الإقليمية في جنوب العراق»، مشيراً الى ان «ايران ستستفاد من هذا النفط لاغراض التصفية وتغطية احتياجات منطقة كرمنشاه».
وأشار جهاد الى ان «صادرات العراق من حقول كركوك متوقفة عبر المنفذ الشمالي بسبب الخلافات بين الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم، ويتطلب من وزارة النفط تصريف النفط المستخرج وبالتالي ستكون لهذه الخطوة فرصة لتصريف النفط من حقول كركوك وتصديره وضمان ايرادات اضافية للخزينة الاتحادية».
من جانبها اعلنت الحكومة الايرانية في وقت سابق الاحد، عن بدء عملية مقايضة نفط مدينة كركوك معها.
وبحسب وكالة «ارنا» الايرانية الرسمية، «بدأت عملية مقايضة نفط مدينة كركوك مع إيران بعد حل مشكلة النقل بين الطرفين».
وأضافت الوكالة أن «وزارة النفط نشرت على موقعها الإلكتروني تقريراً اشارت فيه إلى أن شاحنات النفط العراقي القادمة من مدينة كركوك دخلت إلى الأراضي الإيرانية لتفريغ حمولتها في خزانات مدينة درة شهر (غرب)».
وكانت وزارة النفط قد اعلنت يوم الثلاثاء الماضي بدء ضخ تجريبي من حقول نفط كركوك إلى بغداد بعد إعادة تأهيل أحد الأنابيب، مشيرة إلى سعيها لمعاودة التصدير عبر ميناء جيهان التركي.
وقال عاصم جهاد إن «الوزارة بدأت بالضخ التجريبي للنفط الخام من حقول كركوك إلى المنشات النفطية في العاصمة بغداد بعد تأهيل أحد الأنابيب الخاصة بنقل النفط الخام إلى المصافي العراقية»، مبينا ان «الانتاج الحالي لحقول كركوك يبلغ بحدود 150 ألف برميل قابلة للزيادة».
وأضاف جهاد، أن «الانتاج الحالي لحقول نفط كركوك يستخدم للاستهلاك المحلي»، مشيرا إلى أن «الوزارة تسعى إلى إعادة تصدير النفط عبر جيهان التركي لتوفير الأموال للخزينة الاتحادية».
كما وقعت وزارة النفط مع شركة Bp العالمية على عقد تطوير الحقول النفطية بمحافظة كركوك، مبينة انه سيتم وضع الحلول لاستثمار الغاز المصاحب للعمليات النفطية ايضا.
وقال وزير النفط علي جبار اللعيبي في بيان له تسلمت « الصباح الجديد» نسخة منه ان «الوزارة وقعت مع شركة Bp العالمية على عقد تطوير حقول محافظة كركوك»، مشيرا الى ان «تراجع الانتاج النفطي لحقول كركوك بسبب الظروف والتحديات التي شهدتها المحافظة طيلة السنوات الماضية توجب علينا اعادة تقييم شامل للحقول والمنشآت النفطية وإيجاد المعالجات الفنية المطلوبة وفق رؤية مستقبلية حديثة باستخدام التكنلوجيا الحديثة وهذا ماستقوم به شركة Bp العالمية».
واضاف اللعيبي ان «الشركة ستقوم ايضا بوضع الحلول المناسبة لاستثمار الغاز المصاحب للعمليات النفطية وزيادة الانتاج ممايدعم الحاجة المحلية من هذه المادة».
من جهته، قال الرئيس الاقليمي لشركة Bp في الشرق الأوسط مايكل تاونسد ان شركته ستقوم وفق هذا العقد بإجراء التقييم الشامل للحقول النفطية ووضع الحلول المناسبة للمشاكل الفنية والمعالجات اللازمة ،فضلا عن عمليات التطوير ورفع كفاءة الأداء الفني والانتاجي للحقول والمنشآت النفطية».
وحقل كركوك يعد خامس أكبر حقل في العالم من حيث السعة، وهو عبارة عن هضبة يقطعها نهر الزاب الصغير ويبلغ طولها نحو 96.5 كم في عرض يبلغ نحو أربعة كم، ويتراوح عمق آبار حقل كركوك بين 450 مترا إلى 900 متر. ومعدل إنتاج البئر الواحدة 35 ألف برميل يوميا، ويقدر الاحتياطي النفطي الموجود في كركوك بحوالي 13 مليار برميل، أي أنه يشكل حوالي 12% من إجمالي الاحتياطي العراقي من النفط.