هشام المدفعي
اعتادت الصباح الجديد ، انطلاقاً من مبادئ أخلاقيات المهنة أن تولي اهتماماً كبيرًا لرموز العراق ورواده في مجالات المعرفة والفكر والإبداع ، وممن أسهم في إغناء مسيرة العراق من خلال المنجز الوطني الذي ترك بصماته عبر سفر التاريخ ، لتكون شاهداً على حجم العطاء الثري والانتمائية العراقية .
واستعرضنا في أعداد سابقة العديد من الكتب والمذكرات التي تناولت شتى صنوف المعرفة والتخصص وفي مجالات متنوعة ، بهدف أن نسهم في إيصال ما تحمله من أفكار ورؤى ، نعتقد أن فيها الكثير مما يمكن أن يحقق إضافات في إغناء المسيرة الإنمائية للتجربة العراقية الجديدة .
وبناءً على ذلك تبدأ الصباح الجديد بنشر فصول من كتاب المهندس المعماري الرائد هشام المدفعي ، تقديرًا واعتزازًا بهذا الجهد التوثيقي والعلمي في مجال الفن المعماري ، والذي شكل إضافة مهمة في مجال الهندسة العمرانية والبنائية وما يحيط بهما في تأريخ العراق .
الكتاب يقع في (670) صفحة من القطع الكبير، صدر حديثاً عن مطابع دار الأديب في عمان-الأردن، وموثق بعشرات الصور التأريخية.
الحلقة 58
الانفتاح على أعمال أوسع
بدأت محافظات العراق تعمل على تنفيذ مشاريعها بموجب برنامج تنمية الاقاليم الذي انطلق اواخر عام 2005 بقرار من الامانة العامة لمجلس الوزراء وهو البرنامج الذي يخصص بموجبه جزء من واردات النفط الى المحافظات في ضوء نفوس المحافظة وضوابط تنموية اخرى ، والتي تخول مجالس المحافظات بالتعاقد مع الاستشاريين أو المقاولين لتنفيذ مشاريع المحافظات ، ولذا بدأت بعض الدوائر التخطيطية في المحافظات الاتصال بنا كاستشاريين طالبين الاشتراك في مناقصات وضع التصاميم الاساسية لمدن في محافظاتهم . تباينت الآراء في مكتبنا حول كفاءة وامكانية المحافظات فنياً من توجيه أعمال المشاريع والعقود مقارنة مع مستويات العمل في التخطيط العمراني في وزارة البلديات… وهل لدى مهندسي المحافظات خبرة تخطيطية للتعاون معنا لانجاز اعمالهم ؟
خلال تلك الفترة ضقت ذرعا بشركائي الايطاليين في صعوبات ترجمة التقارير الى اللغة العربية التي تطلبها دوائر الدولة ، وان كان شركاؤنا يتعاملون معنا بكل رفق ومهنية عالية واداؤهم جيد علميا ومهنيا وقضينا شهورا واعواماً متعاونين ومتكاتفين في تنفيذ اعمالنا ، إلا ان العديد من مهندسيهم الجيدين باختصاصاتهم وابداعاتهم الهندسية ، لم يعتادوا على الكتابة باللغة الانجليزية بطلاقة وبشكل مفهوم والعديد من تقاريرهم تكتب باللغة الانجليزية باسلوب ولغة ايطالية ، مما أتعب العديد من المترجمين العراقيين الذين هم قليلو الخبرة بالاصل وقليلو الكفاءة بالترجمة الهندسية ، مما اتعبني كثيرا كما ارهقتني شخصيا الترجمة المهنية لتقارير مشروع التجديد الحضري لمدينة الموصل القديمة لوضع النصوص الأخيرة بمستوى عربي جيد ، كل ذلك دفعني مره اخرى الى التفكير جدياً في ايجاد شريك اوربي انجليزي للعمل معي على المشاريع المستقبلية .
وفي السنوات 2009 وحتى 2012 وللتعارف الجيد بين مكاتبنا ، وتعود كلانا على الآخر رغم صعوبات الترجمة ، وجدت نفسي مجبرا ، وبموافقة المسؤول الأقدم عن تخطيط المدن الاستاذ علي نوري المتخصص بهذه المشاريع والسيد أحمد الجبوري مسؤول الحسابات وادارة دار العمارة ، ان ابقي على اتفاقي مع شركائي الايطاليين ( SGI ) وبالاتفاق معهم لمنافسة الآخرين . وقعنا عدداً آخر من عقود تحديث التصاميم الأساس للمدن نتيجة التنافس وباشرنا سوية بالعمل في المشاريع التالية :
1. بتأريخ تموز 2010 باشرنا بالتصاميم الأساس لمدينة الخالص في محافظة ديالى
2. بتأريخ تموز 2011 باشرنا كذلك بالتصاميم الأساس لمدينتي الشيخ سعد والزبيدية في محافظة واسط .
3. بتأريخ نيسان 2012 باشرنا بالتصاميم الأساس لمدن (الشحيمية وواسط والموفقية ) في محافظة واسط.
4. في الشهر الاول من عام 2010 باشرنا بالتصاميم لمدينتي السدة والمحاويل في محافظة بابل.
يلاحظ ان جميع المدن هي في وسط العراق أي في محافظات بابل وواسط وديالى . هذه الحقيقة أبقت العديد من مهندسينا المساحين ومهندسي الخدمات ومخططي المدن يتنقلون في محافظات الوسط بصورة مستمرة. كما أبقت تلك المشاريع علاقة مهندسينا ومهندسي شركائنا في ايطاليا ، نشطة ومستمرة مع مهندسي تلك المدن ودوائر التخطيط العمراني للمحافظات .
كانت شروط العقود والمواصفات لتحديث التصاميم الأساس للمدن مشابهة لمواصفات مدن القسم والمسيب التي وضعتها مديرة التخطيط العمراني في وزارة البلديات الا انه كان علينا القيام بنفس متطلبات المسوح وجمع المعلومات وتكوين قاعدة البيانات لكل مدينة أي ثماني مدن والعمل مع شركائنا في ايطاليا على تحضير الخرائط الجوية للمدن والعمل على نظم المعلومات الجغرافية لكل المدن وتهيئة ثلاثة بدائل لكل مدينة لأختيار الأفضل منها وبحث كل مقترح مع مجلس ادارة تلك المدينة ومدير ناحيتها . من ذلك كان علينا أن نتعامل مع ستة مجالس جديدة لهذة المدن وستة مدراء ناحية او قائممقام وثلاثة مدراء تخطيط عمراني والحصول على مصادقات تلك المجالس التي يحتوي كل منها على ثمانية اعضاء .
ورغم الانفجارات اليومية بالقنابل القتالة في مناطق بغداد المختلفة ، وقطع الطرق واعطاء عطل رسمية لتعطيل كل دوائر الدولة والمكاتب الأهلية في معظم الأحيان عن العمل اثناء الزيارات الدينية وغيرها التي تزايد عددها خلال السنة الى درجة كبيرة ، وهذا ما كان علينا أن نلتزم به أدبيا ، كان مهندسونا والعاملون بالمكتب مواظبين على الدوام اليومي ، إلا اننا كنا نتدارس بيننا مواقع الانفجارات والاعتداءات على المواطنين ونتجنب تلك المناطق المكتظة بالسكان قدر الامكان . كان مكتبنا دار العمارة ومكاتب شركائنا في ايطاليا وشركائهم هناك كلها تعمل كخلية نحل خلال الفترة تلك وطيلة ايام الاسبوع .
زياراتي الى ايطاليا لتدارس المشاريع تكررت لكل مشروع تقريبا ، وازداد عدد مهندسينا ومخططينا والمساحين العاملين معنا ومهندسي ال ( GIS ) وازدادت ساعات العمل وكثرت التقارير المطلوب إنجازها والتي تكتب باللغة الانجليزية اولا وتترجم الى اللغة العربية ومن ثم تقدم بكل لغة على حدة ….. أي كل تقرير يكتب بلغتين العربية حيث يقراها رب العمل ، وبالانجليزية حيث يقرأها شريكنا الاوربي أومن يرغب . تحتوي التقارير على كل الدراسات التي يعمل عليها مختصونا لكل مدينة من الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والزراعية وأعمال المسوح الميدانية والمقترحات التخطيطية والمعلومات الجغرافية والصور لتدخل في منظومة المعلومات الجغرافية لكل مدينة ومركزها واحيائها والابنية الحكومية والمدارس والمستشفيات ،.
من المهندسين والمخططين الذين عملوا معنا على تلك المشاريع كمساعدين الى الاستاذ علي نوري كل من مصطفى عبد المجيد الشمري معماري ومخطط , آزاد جرجيس معماري و مياسة الراوي معمارية ومخططة مدن ، و شمس عامر مهندسة مدنية وفيصل سالم وعلياء اسعد وأشرف عبد المهدي.
بالاضافة الى مهنسي المساحة بقيادة المهندس رعد شاكر وفرق المسح ومهندسيها ومهندسي ال ( GIS ) بقيادة الدكتور عدي ومن مهندسي شركائنا الايطاليين اشترك عشرات من الخبراء والمهندسين في كل الاختصاصات .
خلال هذه الفترة من الزمن كان علينا ان نهيئ (4) أربعة تقارير حسب متطلبات العقد باللغة العربية وترجمتها الى (4) أربعة تقارير باللغة الانجليزية . لكل مدينة اي تهيئة (24) اربعة وعشرين تقريراً للمدن الستة وتدرس وتعدل وكان علينا أن نناقش ونبحث الدراسات والتصاميم جميعها وعقد ندوات تعريفية في مراكز المدن المقترحة مع المهندسين المختصين لرب العمل في العراق كلما كان ذلك ضروريا وتناقش وتبحث الدراسات والتصاميم مرتين في ايطاليا لكل مدينة ويحضر ممثلون من مجالس المدن أو بلدياتها . قمنا كذلك بزيارات وعقدنا ( 12) اجتماعاً استشارياً في مقر شركائنا في ايطاليا لاجراء المناقشات المطلوبة واصطحبنا ما لايقل عن ( 60 ) عضواً من اعضاء المجالس او المهندسين المتخصصين لمناقشة واقرار الدراسات والتصاميم المقترحة.
المكاتب الاستشارية ليست مكاتب سياحة وسفر ، إلا اننا كنا مجبرين بموجب العقود ان ننظم تلك السفرات الدراسية والتعريفية والتخطيطية وكنت أكلف الاستاذ علي نوري وأكون معه أحيانا لمرافقة المجموعة الاستشارية من رب العمل بصفتهم مدراء او مختصين ، ويقوم شريكنا في ايطاليا بتنظم مناهج عرض الدراسات ومناقشاتها مع جميع حجوزات الفنادق ووسائل النقل والتنقل والزيارات الدراسية التعريفية أوالسياحية واللقائات المهنية مع المختصين الايطاليين لتبادل الخبر والاطلاع على المدن الايطالية و تقدمها .
تقدم تقارير المراحل الى رب العمل وتقرأ وتعدل ان تطلب ذلك ، لتقدم مرة اخرى باسم التقرير المعدل للمرحلة « لكل مرحلة ولكل مدينة . خلال تلك المراحل للمشاريع المذكورة قدمنا أكثر من ( 48 ) مجلداً كتقرير لستة مدن في خمس مراحل عمل لكل مدينة وباللغة العربية ويماثلها بالانجليزية مع اعداد كثيرة من الخرائط والمخططات لكل مدينة . وبعد اقرار المقترحات يعلن التصميم الأساس لسكان المدينة لمدة شهرين بموجب القانون حيث يقدم المواطنون في كل مدينة ما يعترضون علية من مقترحات تصميمية . تجمع المقترحات ونقوم بتعديل التصميم ان كانت المقترحات إيجابية وبعدها يطبع التقرير النهائي للتصميم الأساس والخارطة النهائية كيما يصادق عليها مجلس المدينة والمحافظ والوزير . لقد كانت حقا عمليات مكثفة وعديدة على مدى سنوات إلا أنها زادتنا خبرة وعزيمة في الدخول باعمال اكبر.
أنجزنا خلال هذه السنوات التصاميم الأساس للمدن المتعاقد عليها وقدمت خرائطها النهائية ولم يصادق عليها نهائيا لأن فترة الشهرين المخصصة للاعلان غير داخلة ضمن المدة التعاقدية ، لذا تتم المصادقة على قبول الدراسات والمقترحات بشكل نهائي وانجاز العمل عدا المصادقة على خارطة التصميم النهائية للمدن ، حيث نكلف بالقيام بالعمل مرة اخرى على ادخال التعديلات المطلوبة من قبل المواطنين على الخارطة النهائية ان كانت منطقية ومقبولة وادخال جميع ما يطلبه المسؤولون من متطلبات تخطيطية و تعديلات على المخططات القديمة لتحديثها وفق متطلباتهم . لآ ندري هل هذه المتطلبات الأخيرة موجهه تجاه المنفعة الخاصة أو المنفعة العامة ، يبقى ذلك موضع أمانة والتزام المختص بالقيم المهنية والوظيفية . استغرقت بعض هذه التعديلات على المخططات اشهراً أحيانا وسنين قبل أن يغلق المشروع .
أحيانا واجهتنا بعض الاعتراضات غير المقبولة تخطيطيا وكان علينا كشركاء في بغداد وايطاليا بحثها و معالجتها لصالح المدينة ومنها :
ادخال محمية في تخطيط المدنية :
تقدم احد أعضاء مجلس قضاء المحاويل (د.عامر سلمان) وهو استاذ جامعي بطلب ادخال محمية طبيعية مساحتها عدة كيلومترات مربعة وبما يقارب عشر مساحة المدينة ضمن تخطيط مدينة المحاويل . وبحكم موقعه في مجلس قضاء المحاويل رفض تصديق التصاميم مالم تتم الموافقة على ادخال المحمية ضمن تخطيط المدينة . تكونت لدينا قناعة بأن هذا الطلب قد يكون مدفوعاً باتجاه فائدة شخصية . ولا توجد حاجة أو ضرورة تخطيطية لفائدة المدينة بوجود هذه المحمية الطبيعية داخل التصميم الأساس للمدينة . أصر هذا المواطن وعطل المصادقة على التصاميم لأشهر حتى تدخل وزير البلديات وحسم الموضوع باهمال طلب المواطن.
مزارع كبيرة مؤجرة في المدينة: بعد اكمال تخطيط مدينة الشحيمية وموافقة مدير البلدية ودائرة التخطيط العمراني في واسط والمجلس المحلي على التصميم الاساس المحدّث واعلان التصاميم للمواطنين , وفي مرحلة تسلم ملاحظات المواطنين اعترض عدد من المواطنين المزارعين من اصحاب العقود الزراعية مبينين انهم يمثلون عشرات العقود (الاراضي المؤجرة من قبل الدولة للمزارعين) وان توسع تصميم المدينة بالتخطيط المقترح يغطي معظم أراضيهم الزراعية وهذا يؤثر على دخول عوائلهم ومستقبلها ، وهم يحتجون ولا يطالبون بالابتعاد عن تلك الاراضٍ واستغلال غيرها . بينما كان جميع المسؤولين ومجلس البلدية قد وافقوا على التخطيط المقدم غير مبالين بالعقود الزراعية . أن معظم اراضي العراق بين نهري دجلة والفرات هي أراضي زراعية مؤجرة الى الفلاحين المستثمرين وينتجون كميات كبيرة من الانتاج الزراعي . وبعد لقاء اولئك المزارعين من قبل البلدية ومديرية تخطيط واسط وبحضورنا والتداول معهم وتوضيح أهداف التخطيط والمديات الزمنية المطلوبة للتوسع ، أمكن الاتفاق على تقليص مساحة الأرض المعترض عليها من التخطيط بغية مساعدتهم ولصالح المدينة . إلا اننا وجدنا كاستشاريين مراعاة وجوب اعادة تخطيط نحو30% من مساحة المدينة والمقترحة واعادة النظر فيها مجددا مما يتطلب جهداً ووقتاً اضافياً .وكان علينا قبول انجاز كل ذلك مرة اخرى بدون مقابل .
التخطيط الخاطئ لمدينة واسط :
بعد اكمال التصاميم الاساس وتسقيط المقترحات الجديدة على مخطط واقع حال المدينة لم نتمكن من مطابقة المقترحات وواقع الحال , لان انشاء بعض الدور والشوارع تنفذ وفق التخطيط والافرازات السابقة وتم تخطيطها وتسقيطها على الارض بشكل سريع وينحرف بشكل ملحوظ و لايطابق الخرائط المصادقة ولا يطابق الخرائط والصور الفضائية . لم تكن هذه الحقيقة واضحه مسبقا ولم يشار في بنود العقد ما يشير لمعالجة اخطاء مثل هذه تعاقدياً. و ما كان علينا الا ان نكلف مساحينا ومهندسينا ان يجتمعوا في مقر الناحية وتحديد الاختلاف وتعديل المقترحات وتسقيطها مره اخرى بشكل يقارب الواقع ويرفع مسؤولية الاخطاء التخطيطية عن موظفي التخطيط والمسح في الناحية . استغرقت هذه العملية عدداً من الاسابيع وكلف اضافية لوضع المخططات بشكل مقبول .
قائممقام الخالص يطلب زيارة خاصة للاستراحة والاستجمام:
بعد عرض البدائل التصميمية لمدينة الخالص بشكل خاص على القائممقام ، طلب امهاله عدداً من الأيام قبل أن يقرر أياً من البدائل يختار لاعتماده في اعمال المرحلة النهائية ، وقبل اتخاذ القرار المناسب بذلك ، طلب القائممقام وأعرب بشكل غير رسمي عن رغبته في زيارة مدينة السليمانية في ذلك الصيف ولمدة 4 أيام وأن يتم حجز غرف للخبراء والمستشارين في فنادق المدينة مع الحمايات المرافقة له واعتبار ان الاجتماع والدراسات تتم في السليمانية . أحرجنا ذلك الطلب وبعد التشاور مع شركائنا ، اتفقنا وان لم يكن امراً تعاقدياً ، على تلبية الطلب كظرف قاهر ، على أن لا نكون مسؤولين عن الحمايات واسلحتها عند الدخول الى منطقة كردستان . فوجئنا في نفس الوقت بالأخبار المحلية من صدور أمر رسمي من رئيس الجمهورية بالقاء القبض وتوقيف قائممقام الخالص لأسباب لا نعرفها ، إلا اننا فوجئنا أكثر عند علمنا بأن أمر الرئيس له شأن آخر في تلك المنطقة ( لا تؤخذ بنظر الاعتبار كامور جدية ) وان محافظ ديالى قد أمر باستمرار المشروع والغاء موضوع الايفاد الى السليمانية. هكذا كانت بعض ظروف العمل تستمر في المشاريع أحيانا في تلك السنوات الصعبة .