العنف المنزلي أو العنف الأسري أو عنف الشريك، كما في الغرب، قضية معقدة تعصف بجميع أنواع الناس، وفي كل المجتمعات الإنسانية.
ويشير التعريف المحدد إلى نمط من السلوكيات يستخدمه شخص (المعتدي) للسيطرة على شخص آخر (المعتدى عليه). ويمكن لأعمال العنف أن تتخذ شكل العنف البدني والترهيب والتهديد والإيذاء الاقتصادي والعاطفي.
وعندما نفكر في ما يعني العنف المنزلي نكون غالباً أمام صورة امرأة هشة في علاقة مع رجل عدواني، وهي صورة صحيحة وواقعية، مع استثناءات قليلة تكون فيها المرأة هي المعتدية.
وعدا العوامل النفسية والرغبة في سيطرة الرجل على المرأة، ثمة عوامل عديدة تسهم في العنف المنزلي من أبرزها ضغوطات الحياة، والمتاعب الشخصية كالإحباط أو الإجهاد في العمل، إضافة إلى الضغوطات المالية إزاء المطالب والحاجات، دون أن ننسى عامل الشعور بعدم الرضا عن العلاقة الزوجية خصوصاً حين تبلغ مرحلة الرتابة والروتين.
ويفيد “مسح صحة الأسرة العراقية للمدة 2007- 2016” أن واحدة من كل 5 نساء عراقيات تتعرض للعنف الأسري، فيما توصلت دراسة لوزارة التخطيط صدرت عام 2012 الى أن 36 بالمئة على الأقل من النساء المتزوجات أبلغن بالتعرض لشكل من أشكال الأذى النفسي من الأزواج، وأبلغت 23 بالمئة بالتعرض لإساءات لفظية، وأبلغت 6 بالمئة بالتعرض للعنف البدني، و9 بالمئة للعنف الجنسي.
وهذه الأرقام غيض من فيض، إذ لا تتوفر معلومات حديثة ودقيقة عما يحدث داخل البيوت، غير أن التقارير التي تصدرها منظمات حقوق المرأة تكشف عن معدلات عالية للعنف الأسري تطال حتى الاطفال من قبل أحد الابوين، الأمر الذي يولد مخاوف حقيقية من تفاقم المشكلة في ظل غياب القوانين الرادعة.
وللأسف، تلعب ثقافتنا المحافظة والخاضعة لاعتبارات دينية واجتماعية دوراً سلبياً إزاء مشكلة العنف الأسري لأنها ثقافة تؤمن بالحكمة القائلة: “اذا ابتليتم فاستتروا”، فهي مترددة في نشر قضايا العنف التي تحدث داخل المجتمع لتبقي على النظرة المثالية للأسرة العراقية، لذلك لا تخرج الكثير من هذه القضايا إلى الرأي العام، وحتى لو خرجت فهي لا تحظى بالفهم الكامل أو المناقشة الجادة.
فريال حسين
عن العنف الأسري أحدثكم
التعليقات مغلقة