المبعوث الأممي: الانتخابات سادها جو هادئ ومستقر ولا بد من مراعاة الطعون

دعا الى إعطاء الأولوية للحوار الشامل غير الطائفي
متابعة الصباح الجديد :

عد الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش أن الانتخابات الوطنية التي جرت بتاريخ 12 أيار الماضي كانت في جو هادئ ومستقر على وجه العموم .
ودعا كوبيش في معرض احاطته مجلس الامن التابع للأمم المتحدة الأطراف السياسية ومؤيديهم للتمسك بالسلام في الوقت الذي يجري فيه النظر في الطعون الانتخابية من خلال القنوات القانونية المعتمدة وحث جهات الإدارة الانتخابية المستقلة على الفصل في جميع الطعون على الوجه الصحيح وبشكل كامل وسريع لتمكين تصحيح المشكلات وتحقيق العدالة والتصديق على النتائج النهائية للانتخابات في الوقت المناسب.
وأشار كوبيش الى ان الكثير من القادة السياسيين العراقيين أعلنوا بصورة علنية تأييدهم للعملية الانتخابية بما في ذلك رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية، بيد إن بعض القادة السياسيين الآخرين بما فيهم نائبي رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب أعربوا عن قلقهم بشأن بعض أوجه القصور الفنية التي شابت الأجهزة الالكترونية لاحتساب الأصوات الى جانب وجود تقارير تشير الى تزوير وتلاعب بالأصوات وترهيب فعلي للناخبين من قبل بعض التشكيلات المسلحة وتدخلات سياسية.
وقال الممثل الاممي في معرض احاطته مجلس الامن ، نحن مستمرون في حث جميع الأطراف السياسية العراقية ومؤيديهم على التمسك بالسلام في أثناء الفصل في الطعون الانتخابية من خلال القنوات القانونية المعتمدة ، داعيا مفوضية الانتخابات إلى الاستمرار في حماية سلامة جميع المواد والمعدات الانتخابية والتعاون الكامل والالتزام بقرارات الهيئة القضائية الانتخابية، بما في ذلك التدابير الممكنة للمعالجة الفعالة للشكاوى التي قدمتها الأطراف المعنية في عدد من المواقع.
وحث كوبيش جهات الإدارة الانتخابية المستقلة على الفصل في جميع الطعون على الوجه الصحيح وبشكل كامل وسريع لتمكين تصحيح المشكلات وتحقيق العدالة والتصديق على النتائج النهائية للانتخابات في الوقت المناسب ، مؤكدا استعداد وجاهزية خبرات ومشورة الأمم المتحدة الانتخابية لدعم أية أنشطة وتدابير قد تكون مطلوبة للحفاظ على الثقة في العملية، بما في ذلك ما يخص كركوك في ضوء الانتخابات المقبلة لمجالس المحافظات في جميع أنحاء العراق والانتخابات الإقليمية في إقليم كردستان في وقت لاحق من هذا العام.
وكشف كوبيش أن الانتخابات اتسمت بنسبة مشاركة متدنية، بعد ان أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات عن مشاركة (44.52%) وهو انخفاض كبير بالمقارنة مع العمليات الانتخابية السابقة في العراق بعد عام 2003 وهذا يبعث إشارة قوية إلى النخب التي تحكم البلاد منذ عام 2003، وهي بمثابة صرخة مدوية إلى ممثليهم تدعوهم إلى أن يكونوا أخيراً بمستوى طموح الشعب.
وأضاف الممثل الاممي إني احث النخب السياسية العراقية على الاستماع إلى تلك الصرخة واستخلاص الاستنتاجات الضرورية عن الحاجة إلى تمثيل أفضل وعدالة للجميع ومساءلة ديمقراطية وحكم رشيد بعيد عن الفساد والمحاصصة الطائفية والمحاباة والمحسوبية. «
وفي ايجازه امام مجلس الأمن أشار مبعوث الأمم المتحدة بأنه على الرغم من حملات التشهير التي استهدفت تقويض ترشيح النساء والتي ادانها إدانة قاطعة حصلت العديد من العديد من المرشحات على عدد كبير من الأصوات ضمن قوائمهن السياسية وأن نحو 19 مرشحة فازت بترشيحها لمجلس النواب .
وأضاف المبعوث الأممي « نتوقع مستقبلاً أن تمثل نسبة الـ 25% التي تضمن حالياً 83 مقعداً للنساء العتبة الدنيا وليس الحد الأعلى لمقاعد النساء»، داعيا الزعماء السياسيين الى ضمان مشاركة كاملة للمرأة في المفاوضات السياسية وتمثيلها في المستويات الرفيعة للهيكليات السياسية وهيكليات صنع القرار العراقية ، حاثا القادة السياسيين على الاستفادة من المنجزات التي حققتها الحكومة الحالية في مرحلة ما بعد الانتخابات وإعطاء الأولوية للحوار الشامل غير الطائفي وضمان التشكيل السريع لحكومة وطنية حقيقية جديدة تعكس إرادة شعب العراق.
من جانبها أصدرت الرئاسة البولندية لمجلس الأمن الدولي لشهر أيار الماضي بيانا هنأ فيه أعضاء المجلس الشعب العراقي على إجراء الانتخابات التشريعية في أجواء آمنة وبنجاح، وهي الانتخابات الأولى التي يجريها العراق منذ انتصاره في حملته العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ما يعرف أيضاً بتنظيم داعش.
ودعا أعضاء المجلس عقب مناقشة تقرير الامين العام للامم المتحدة عن الانتخابات التي جرت في العراق جميع الكيانات السياسية على العمل معاً لدعم العملية السياسية، وحث المفوضية العليا المستقلة للانتخابات على التحقيق في جميع الشكاوى ذات المصداقية فيما يخص العملية الانتخابية، بغية المزيد من التعزيز والتأكيد لوحدة العراق الوطنية وسيادته واستقلاله ، وفي هذا الصدد، شدد أعضاء المجلس على أهمية المصالحة الوطنية والمؤسسات الوطنية التي تشمل الجميع، والمشاركة الكاملة للمرأة، والمساءلة، واحترام حقوق جميع مكونات المجتمع العراقي، وذلك اتساقاً مع القيم التي نصّ عليها الدستور العراقي مؤكدين في ختام بيانهم على دعمهم للجهود الجارية التي تبذلها بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) والمبعوث الأُممي يان كوبيش».

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة