يحلمون بوطن أم !

لربما شكل تصويت مجلس النواب العراقي قبل يومين على الغاء التصويت في الخارج وفي مخيمات النازحين صدمة كبيرة لالاف العراقيين ممن اودعوا اصواتهم في صناديق الاقتراع وعلى الرغم من عدم الشرعية القانونية لهذا القرار الا انه ارسل رسائل حزينة ومؤلمة لشرائح من الشعب العراقي باتت تبحث عن اي فرصة للتعبير عن انتمائها الى العراق بعد ان فشلت الدولة بمؤسساتها المختلفة على احتواء واحتضان ابنائها الذين يعيشون في الشتات العالمي ولطالما كانت الانتخابات فرصة كبيرة لهم لتجديد ولائهم لوطنهم واعلانهم الوفاء للارض التي انجبتهم ومثلما فشلت الحكومات العراقية المتعاقبة في تعزيز المفاهيم الوطنية عند عراقيي الداخل مع استمرار الانتهاكات والفشل في ايجاد سياقات قانونية صحيحة تشعر ملايين العراقيين بانهم سواسية في الحقوق والواجبات وتوفير الفرص الملائمة لمن يبحثون عنها داخل وطنهم يشعر الكثير من العراقيين خارج الوطن بان حكوماتهم المتعاقبة تركتهم الى المجهول والمصادفة وافتقر الكثير منهم الى الحضور الرسمي الذي تمثله الدولة التي ينتمي اليها في الكثير من المحافل ويعاني بعضهم من تلكؤ واخفاق يصاحب اداء السفارات والقنصليات العراقية من اجل استكمال او انجاز اية التزمات ادارية تتعلق بمراجعة الممثليات في الخارج ويصرح الكثير منهم بطغيان الحزبية والمذهبية في عمل الكثير من هذه المؤسسات بشكل يجعل العراقي هناك يعيش اغترابا حقيقيا حتى في بحثه عن ملاذات وطنية اسمها السفارات وفي ظل التحديات الكبيرة التي واجهها العراقيون داخليا وخارجيا تبدو الحاجة ماسة الى مراجعة دقيقة للادوار المناطة بعمل السفارات العراقية وتفعيل عملها بما يؤكد حضورها في كل المحافل ولطالما نشاهد من خلال وسائل الاعلام كفاءات عراقية واسماء لامعة تلقى الاهمال في حلها وترحالها بين العراق ودول العالم من دون ان تمتد يد الدولة اليها ففي حين تحتفل عواصم كثيرة بقامات عراقية مبدعة تنال جوائز عالمية او ترتقي منصات التتويج يغيب حضور الدولة العراقية فيها ويتمنى العراقي في تلك اللحظات ان يسمع صوت وطنه متناغما مع زهوه وفرحه بهذا الانجاز..هناك اليوم الملايين من العراقيين ممن اختلفت اسباب هجرتهم لوطنهم يحتاجون لمن يؤكد حرصه على سلامتهم ويحلمون بالوطن الام التي ترعاهم مهما ابتعدوا عن ديار اهلهم ويحس بالامهم ويستجيب لهم في اللحظة التي يطلبون فيها المساعدة.
د. علي شمخي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة