سائرون والنصر والحكمة وأطراف أخرى تقترب من تشكيل «الكتلة الأكثر عدداً»

إعلان التحالف قريبا وكما توقعت “الصباح الجديد” في متابعاتها
بغداد – وعد الشمري:
اقترب تحالف سائرون وائتلاف النصر وتيار الحكمة من اعلان تحالفها وتحقيق الكتلة النيابية الاكثر عدداً المسؤولة عن تشكيل الحكومة تجت قبة البرلمان، بعد أن اكد قياديون من هذه الأطراف، وجود تفاهم مشترك وتطابق في البرامج السياسية، واشاروا إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب التركيز على المشروع الوطني والابتعاد عن التخندقات الطائفية.
وقال القيادي في تحالف النصر عامر الخزاعي في حديث إلى “الصباح الجديد” امس السبت، إن “الانباء التي تحدثت عن وجود انقسام داخل ائتلاف النصر عارية عن الصحة، ولم ينسحب منه اي مرشح أو فائز في الانتخابات”.
وتابع الخزاعي ان “حواراتنا بلغت مراحل متقدمة من أجل تشكيل الكتلة النيابية الاكثر عدداً المسؤولة عن تقديم مرشح رئيس مجلس الوزراء”.
وشدد على أن “المفاوضات لن تستثنى احداً كون ائتلاف النصر يعتقد بأن جميع الكتل الفائزة في الانتخابات قريبة منه ويقف على مسافة واحدة منها “.
ولفت الخزاعي إلى ان “شروطا وطنية وضعناها للتفاوض اهمها انهاء ملف المحاصصة بشكل كامل، وثانياً العمل على بناء الوطن بعيداً عن المكونات”.
ونوه الخزاعي إلى ان “كتلا اخرى تتفق معنا في هذه الطروحات ويمكن أن نلتحم سوية في القريب العاجل من أجل المضي بعملية تشكيل الوزارة وفقاً للسياقات الدستورية”.
بدوره، ذكر القيادي في تحالف سائرون جاسم الحلفي في تصريح إلى “الصباح الجديد”، امس أيضا، أن “تحالفنا في مجلس النواب يعتمد على البرنامج السياسي لبقية الكتل، كوننا نعلم بان العراق يحتاج حالياً إلى تقديم الخدمات وحل المشكلات الرئيسة”.
وتابع الحلفي أن “تقاسم المناصب التنفيذية واسنادها إلى المرشحين امر ثانوي، وسنختار لها شخصيات من ذوي الكفاءة والمهنية والعراق غزير بالخبرات”.
وأكد أن “منهاج عملنا ليس بالضرورة ان ينال تحالف سائرون المناصب التنفيذية، وانما قد تكون من نصيب جهات سياسية اخرى أو حتى مستقلة”.
واشار القيادي في تحالف سائرون إلى “تفاهمات حصلت مؤخراً بين قوائم سائرون والنصر والحكمة واطراف اخرى لتشكيل الكتلة الاكثر عدداً”.
وكشف الحلفي عن “اتصالات تلقاها تحالف سائرون من نواب منضمين إلى كتلة اخرى يرغبون بالالتحاق بنا كوننا الاكثر تماسكاً من الاخرين، وهذا بالمجمل يصب بمصلحة البرنامج الوطني الذي نسعى اليه”.
من جانبه افاد القيادي في تيار الحكمة هاشم الحسناوي بأن “المفاوضات مستمرة، وهناك تقارب في وجهات النظر، لكننا لم نصل بعد إلى النهاية والاعلان عن التحالف المسؤول عن تشكيل الحكومة”.
واضاف الحسناوي في تعليق إلى “الصباح الجديد”، أن “الحوارات الجارية شملت الجميع لكن هناك اختلاف في وجهات النظر بين فريق واخر”.
ولفت إلى أن “طروحاتنا تتفق كثيراً مع تحالف سائرون وائتلاف النصر، فضلا عن حوارات بلغت مراحل متقدمة مع القوائم السنية وكذلك الحزب الديمقراطي الكردستاني”.
واستبعد الحسناوي “حصول تحالف يستوعب جميع الاطراف السياسية، لكن قد يضم التحالف قوى معينة تمتلك عدداً من النواب يكوّنون الاغلبية”.
وراى القيادي في الحكمة ان “الآماد الدستورية تشكل عامل ضغط على الكتل السياسية من أجل انجاز حواراتها باسرع وقت ممكن”.
وأكمل الحسناوي القول إن “الايام المقبلة سوف تشهد الموقف النهائي بعد ان تبلورت المواقف بشكل شبه تام والكل استمع من الاخرين لبرامجهم السياسية”.
ويبلغ مجموع ما حصلت عليه هذه القوائم نحو 120 مقعداً خلال الانتخابات التشريعية التي جرت في 12 من الشهر الحالي، ما يجعل فرصتها لتشكيل الحكومة المقبلة قريبة بمجرد انضمام قوائم اخرى من المكونين السني والكردي.
على صعيد ذي صلة، اخذت تحالفات قديمة بالتفكك، اذ وصل الاختلاف بين اطراف تحالف القوى العراقية إلى اعقد مراحله، بعد رفض احد اقطابه وهو حزب الحل الائتلاف مع شريكه السابق مجدداً، لافتاً إلى أنه يبحث حالياً عن تشكيل قائمة بمفرده تضم 45 نائباً يمثلون المكوّن السني سوف يتم الاعلان عنها خلال اليومين المقبلين، فيما يؤكد الطرف الاخر وهو تحالف القرار مضيه للتباحث مع قوائم تمثل ما اسماه “الفضاء الوطني”، بغية تشكيل اغلبية.
وقال القيادي في حزب الحل محمد الكربولي إن “ابناء المكون السني يفكرون اولاً بحصر السلاح بيد الدولة لأن لديهم مخاوف من مجاميع مسلحة تعمل خارج أطار الدولة منتشرة في مناطقهم”.
واضاف الكربولي أن “الملف الاخر الذي نسعى لحسمه يتمثل باعادة النازحين إلى مناطقهم المحررة لاسيما في قضاء جرف الصخر شمال بابل ومنطقة العويسات، وكذلك معرفة مصير المختطفين”.
وأشار إلى أن “المرحلة المقبلة تتطلب تشكيل كتلة سياسية رصينة تتولى المباحثات مع القوائم حول موضوع المرشح لرئاسة الوزراء وكيفية تنفيذ مطالبنا”.
وأوضح الكربولي أن “حزب الحل نزل في خمسة محافظات ونال نحو عشرين مقعداً نيابياً ضمن قوائم (الانبار هويتنا، نينوى هويتنا، صلاح الدين هويتنا، ديالى التحدي، تحالف بغداد، عرب كركرك)”.
وبين أن “اليومين المقبلين سوف يشهدان الاعلان عن تحالف يضم 45 نائباً من ابناء المكون باسم العراق هويتنا”.
وشدد الكربولي على ان “التحالف سوف لن يذهب لعقد ائتلافات مع القائمة الوطنية برئاسة اياد علاوي ، وكذلك قائمة القرار التي يتزعمها خميس الخنجر واسامة النجيفي”.
ونبه إلى ان “هدفنا هو الفضاء الوطني وكيفية تحقيق مطالبنا وعدم تقديم امنيات مستحيلة كما تفعل قوائم انتخابية للمكون السني”.
وأكمل الكربولي القول إن “حسم امرنا مع اي القوائم الشيعية الفائزة في الانتخابات ما زال مبكرا لاننا ننشغل حالياً بتريب اوراق البيت السني وبعد أن يتفق الطرف الاخر على مرشح لرئاسة الوزراء سوف نمضي اليه وندعمه في حال تعاطى مع مطالبنا”.
من جانبه، افاد النائب عن تحالف القرار طلال الزوبعي بأن “حوارات تجرى حالياً بين الكتل الفائزة في الانتخابات والامر لا يشمل فقط القوى السنية، فالتركيز يأتي على القوائم التي لديها جمهور كبير في الشارع العراقي”.
وتابع الزوبعي في تصريح إلى “الصباح الجديد”، أن “تلك المباحثات سوف تسفر عن تشكيل تحالف كبير يضم القوى الوطنية ذات الاهداف التي ترتقي بالواقع العراقي وتخرجه من ازماته التي عاشها طيلة السنوات الماضية”.
واشار إلى أن “الجميع يسعى إلى القفز على الطائفية المقيتة وطرح برامج تخدم المواطن العراقي بعيداً عن الانتماءات الضيقة”.
ولفت الزوبعي إلى أن “القوى السياسية الفائزة ادركت اهمية وجود كتلتين داخل مجلس النواب واحدة تتولى المسؤولية في السلطة التنفيذية واخرى تلعب دور المعارضة”.
وبين النائب عن تحالف القرار أن “هذا الوجه من شأنه العمل على تقويّة مجلس النواب لدورته الرابعة ويعمل على اقرار القوانين بعيداً عن الصفقات السياسية”.
ومضى الزوبعي إلى أن “وجود معارضة قوية في السلطة التشريعية سيفضي إلى تفعيل الدور الرقابي وتقويم اداء الحكومة بالشكل الصحيح”.
يشار إلى ان نواب تحالف القوى العراقية قد نزلوا بقوائم مختلفة في الانتخابات الاخيرة اهمها تحالف القرار وحزب الحل والقائمة الوطنية.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة