متابعة ـ الصباح الجديد:
تترقب إيطاليا تعيين رئيس للحكومة وسط قلق أوروبي متنامٍ، لاسيما بخصوص الميزانية، فيما فضل الرئيس سيرجيو ماتاريلا إجراء مشاورات جديدة الثلاثاء المقبل قبل أن يقرر ما إذا كان سيعين المحامي جوزيبي كونتي (54 عاما) الذي اقترحته حركة «خمس نجوم» المناهضة للمؤسسات القائمة وحزب «الرابطة» اليميني المتطرف، في هذا المنصب.
ولا تزال إيطاليا تنتظر تعيين رئيس للحكومة، إذ إن الرئيس سيرجيو ماتاريلا فضل عدم التسرع وأجرى مشاورات جديدة الثلاثاء قبل أن يقرر ما إذا كان سيعين المحامي غير المعروف جوزيبي كونتي (54 عاما) على رأس حكومة شعبوية تثير قلق المفوضية الأوروبية.
ونقلت الصحف الإيطالية عن مصادر في الرئاسة أن ماتاريلا لديه شكوك بشأن استقلال كونتي الذي اقترحته حركة «خمس نجوم» المناهضة للمؤسسات القائمة وحزب «الرابطة» اليميني المتطرف، ما دفعه الثلاثاء لاستشارة رئيسي مجلس النواب روبيرتو فيكو ومجلس الشيوخ إليزابيتا ألبيرتي كاسيلاتي.
وولد كونتي، أستاذ القانون والمتخصص في القانون المدني والإداري، في بوي. وسيكون في حال تعيينه أول رئيس حكومة إيطالي يتحدر من جنوب البلاد منذ نحو 30 عاما. وقال عنه رئيس كتلة حزب «خمس نجوم» لويجي دي مايو «إنه رجل عصامي وصلب».
وبحسب الصحف الإيطالية فإن الرئيس سيرجيو ماتاريلا طلب أيضا من حركة «خمس نجوم» و»الرابطة» ضمانات باحترام الالتزامات الأوروبية والتحالفات الدولية.
وحذرت المفوضية الأوروبية القلقة من البرنامج المشترك الذي قدمه الحزبان الحليفان، الحكومة الإيطالية المقبلة من انزلاقات الميزانية، مذكرة بأن البلد على لائحة الدول الأكثر مديونية في منطقة اليورو.
للمزيد: نزاع بين زعيم اليمين المتطرف وزعيم التيار الشعبوي حركة «خمس نجوم» على تشكيل الحكومة
ووعد البرنامج المشترك بسد العجز التجاري من خلال سياسة دفع النمو، في وقت أعلن معهد الإحصاء الوطني توقعاته بأن ينمو الناتج الإجمالي بنسبة 1,4 بالمئة في 2018، وهي إحدى أدنى نسب النمو في منطقة اليورو.
كما نص على خفض كبير للضرائب وإنشاء دخل مواطنة وخفض سن التقاعد في ثاني بلد في العالم في نسبة كبار السن، مقابل تشدد غير مسبوق ضد الفساد وضد المهاجرين وضد المسلمين.
لكن هذه العملية تحيطها تساؤلات بشان سيرة كونتي التي أشير فيها إلى دروس «للإتقان في المجال القانوني» في جامعات يال والسوربون وكامبريدج ونيويورك وكلتشر إنستيوت بفيينا.
لكن صحيفة «نيويورك تايمز» تقول إن جامعة نيويورك لم تحتفظ بأثر لمرور كونتي بها.
هذا واقترحت حركة خمس نجوم وحزب الرابطة الاثنين الماضي على الرئيس الإيطالي اسم جوزيبي كونتي المحامي الأنيق البالغ 54 عاما لترؤس أول حكومة شعبوية لبلد أسس المشروع الأوروبي.
واستقبل الرئيس الإيطالي زعيمي خمس نجوم لويجي دي مايو (31 عاما) والرابطة ماتيو سالفيني (45 عاما) ليعرضا خيارهما حول رئاسة الحكومة.
ولدى خروجهما أمام الصحافيين تكتم كل من دي مايو وسالفيني على خيارهما، ووضع الزعيمان في الأيام الأخيرة برنامجا مشتركا يبتعد عن نهج التقشف و»إملاءات» بروكسل، وقد أقرته قاعدتا الحركتين بأكثر من 90% من التأييد.
وعندما كان سالفيني في مكتب ماتاريلا نشر دي مايو نصا جاء فيه «لقد اقترحنا اسم جوزيبي كونتي على رئيس الجمهورية. وهو اسم سيدفع ربما بعجلة تشكيل الحكومة».
وهذه الأجواء تثير قلق أسواق المال فقد تراجعت بورصة ميلانو الاثنين الماضي 1,52% فيما ناهز الفارق بين فائدة القروض في إيطاليا وألمانيا على 10 سنوات 186 نقطة (ازداد 55 نقطة في أقل من أسبوع).
*منصبان أساسيان
وكان كل من الزعيمين يطمح لقيادة أول حكومة معادية لمؤسسات النظام في بلد هو من مؤسسي الاتحاد الأوروبي، لكنهما أرغما على اختيار شخص ثالث في ظل صراع ضار على السلطة بينهما ونتائج فردية غير كافية في الانتخابات التشريعية.
في المقابل، توقعت الصحافة الإيطالية أن يحتفظا بمنصبين أساسيين في الحكومة المقبلة، هما وزارة الداخلية لسالفيني ووزارة كبرى للتنمية الاقتصادية تضم العمل لدي مايو.
لكن الدستور الإيطالي واضح، إذ يعود لرئيس الجمهورية وحده أن يعين رئيس الحكومة، ومن ثم الوزراء بناء على اقتراحاته.
كما سينظر الرئيس الاثنين في «عقد الحكومة» الموقع بين حركة خمس نجوم والرابطة، والذي يعد بسياسة نمو بدل سياسة تقشف لسد العجز، وبتخفيض سن التقاعد واعتماد الحزم في مكافحة الفساد وتشديد التدابير الأمنية والتصدي بحزم للهجرة.
غير أن الصيغة النهائية للبرنامج ألغت بنودا وردت في الصيغ الأولية وكان لها وقع شديد، مثل احتمال الخروج من اليورو أو شطب قسم من الدين العام الهائل.
وكشف استطلاع للرأي نشرت صحيفة «لا ريبوبليكا» نتائجه الاثنين أن 60% من الإيطاليين يؤيدون حكومة للرابطة وحركة خمس نجوم، في حين يتمنى 25% فقط من الناخبين فشل مشروع الحكومة الشعبوية لمعاودة الانتخابات.
غير أن الصحافة الإيطالية تناولت بشكل مفصل في الأيام الأخيرة الاقتراحات الأساسية للشعبويين، محذرة من أن الوعود التي تضمنتها قد تبلغ كلفتها عشرات مليارات اليورو.
وصدرت مؤشرات أولية عن الحكومة حيال فرنسا في عطلة نهاية الأسبوع الماضي إذ أعلن دي مايو أحاديا تجميد ورشة ضخمة بقيمة 8,6 مليارات يورو لإقامة سكة حديد بين ليون الفرنسية وتورينو، ووصف سالفيني تحذيرات وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير الذي أبدى مخاوف حيال استقرار منطقة اليورو، بأنها «غير مقبولة».
كذلك، رد سالفيني الاثنين الماضي بشدة على تحذير مسؤول سياسي ألماني قائلا «فليهتموا بألمانيا ولنهتم نحن بمصلحة الإيطاليين».
وأبدى دي مايو دبلوماسية أكبر وقال الاثنين الماضي «اتركونا نبدأ ثم بوسعكم انتقادنا لديكم كامل الحق لكن دعونا نبدأ».