في الذكرى التاسعة لوفاة السيد عبد العزيز الحكيم
بغداد ـ الصباح الجديد:
شدد رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم على تشكيل تحالف عابر للطائفية وحكومة خدمة.
وقال الحكيم في كلمة خلال الحفل التأبيني في الذكرى التاسعة لوفاة عزيز العراق السيد عبد العزيز الحكيم اقيم بمكتبه، وبحضور وزراء وشخصيات سياسية وسفراء» لقد جرت الانتخابات النيابية في موعدها المحدد بعد محاولات جادة لتأجيلها من بعض الأطراف وجاءت لتعبر عن مرحلة جديدة للعراق بعد استكمال تحرير البلاد من الاحتلال الداعشي وانخفاض منسوبية الطائفية الى حد كبير ووحدنا تربة العراق».
وأضاف «نحن اليوم امام مرحلة جديدة ونجدد شكرنا لأبناء الشعب المشاركين بالانتخابات ونسبتهم 45% واسهموا بإحداث التغيير المنشود ووقفوا ودعموا من رأوا انه يستحق الثقة والدعم، كما نشكر الـ 55% من الناخبين الذين لم يشاركوا في الانتخابات واطلقوا في مقاطعتهم صرخة مدوية وغضبا ديمقراطيا احتجاجا على ما يجري في البلاد ونقول ان صوتكم سُمع ورسالتكم وصلت ولنا الشرف ان نكون صدى لهموم هؤلاء الذين لم يشاركوا ونتمنى من جميع الشركاء ان نبني واقعا سياسيا نطمئن الجميع».
وتابع الحكيم «شكراً للمرجعية الدينية العليا التي لم تبخل عن النصح والارشاد والتوجيه بكل الظروف والمنعطفات الخطيرة وشكرنا لمفوضية الانتخابات على جهدها الكبير في إقامة واجراء الانتخابات في العراق بالرغم بكل ما يسجل من ثغرات الا انها تتميز في العديد من دول المنطقة وهناك منافسة حقيقية وتعددية حقيقية ومشاريع وقوائم قدمت برامجاً وشخوص وكان الشعب العراقي امام خيارات كثيرة ومتنوعة برغم كل الملاحظات من هنا وهناك انما هي علينا ان نعي بانه لا يوجد انتخابات مثالية في كل دول العالم والعراق ليس استثناءً منها وان حصلت خروقات يجب ان ينظر لها باهتمام وشفافية».
ودعا «مفوضية الانتخابات والجهات القضائية المختصة الى تطمين الشارع العراقي والقوى السياسية والمرشحين الذين لم يحظوا بالفوز وإعطاء الحقوق» مبينا ان «أجهزة العد والفرز الالكتروني هي خطوة في الاتجاه الصحيح ولكن المؤسف ان الأجهزة لم توفق في سرعة اعلان النتائج ولابد من الوقوف بعمق أمام الشبهات بالتلاعب ببرمجة هذه الصناديق كما حصل في كركوك ولابد من الان ان نبحث عن كيفية منع مثل هذه الحالات لتتم بشفافية ونسجل للمفوضية بان اغلب الطعونات جاءت بالتصويت الخارج التي لم تتم عبر أجهزة العد والفرز الالكتروني وهذا يعني ان المشكلة ليست فيها بل بالحالة الورقية».
ولفت «أما ما وراء الانتخابات فنحن أمام مهمتين الأولى تشكيل الكتلة النيابية الأكبر عددا التي تكلف بتسمية رئيس الوزراء والمهمة الأخرى تشكيل تحالف الأغلبية الوطنية الحاكم وهنا لابد ان نحدد مواصفات هذا التحالف ونعتقد ان هذا التحالف العابر للمكونات يجب ان يكون وطنيا من حيث الشكل والمضمون ويشكل بقرار عراقي مستقل دون تدخلات خارجية ونعبر فيه التخندقات والمذهبية دون تمييز وان يحمل رؤية وبرنامجا واضحا في ادارة البلاد في المرحلة المقبلة لاننا بحاجة الى برنامج تتفق عليه القوى لإدارة هذا التحالف».
وشدد «كما نحتاج الى فريق يكون قادرا على تنفيذ البرنامج ونحن بحاجة الى تمكينه وزراء مختصين في كل وزارة وندعو الى تشكيل حكومة تكنوقراط مختصين في المهام المكلفة بهم».
وأكد ان «يكون هذا التحالف منسجماً ومتعاضداً ومتضامنا في قواه ونوابه ونريد تحالفا بين قوى تتحمل المسؤولية الكاملة مع شعبها في تنفيذ هذا البرنامج وخدمة الناس، فالناس سئمت الشعارات والوعود والكلمات وتريد فريقا يعمل ويخدم» مشددا على ان «يكون هذا التحالف متوازنا يحقق التوازن الوطني ليطمئن شركاء الوطن والخارج ولا نرتضي تحالفاً يوحي باستعداء او استبعاد مصالح اي دولة تتعامل مع العراق».
وأضاف ان «يكون هذا التحالف قوياً قادراً على صناعة القرار وتنفيذه ومتابعة الحكومة التي تنفذ هذه القرارات ونريد ان يكون قادراً على تحويل الشعارات الى عمل ملموس»، مشيرا الى « اننا سنعمل مع شركائنا في الساحة الوطنية مع القوائم الفائزة لبناء تحالف بهذه السمات ومن خلاله نشكل حكومة خدمة لا حكومة أزمة فقد سأم الشعب من حكومة الازمات ونريدها حكومة محاسبة لا محسوبية وهذا ما يتطلب الآن بأن نعمل جاهدين على استعادة ثقة شعبنا».
وأكد «نريد حكومة قانون لا فوق القانون ووطنية تمثل العراقيين جميعا لا على أساس مذاهب وقوميات وحكومة نزاهة لا حكومة فساد ويجب التدقيق في الحكومة القادمة على مكامن الفاسد».
وحذر بالقول «أقولها بصراحة أن أي حكومة تتشكل ولا تحمل هذه المعايير لن نكون معها ولن نكون جزءاً منها وسنعمل بكل ما أوتينا من قوة لتقويضها» مؤكداً «لا نضع فيتو او خطاً أحمراً على أي من المرشحين لأي موقع أي من القائمة تتصدى للمسؤولية مع الشركاء في بناء هذه الكتلة الوطنية»، مشددا على» الالتزام بالمدد الدستورية في تشكيل الحكومة المقبلة».
وقدم الحكيم نصائح للمرشحين الفائزين في الانتخابات النيابية، قائلا:» أيها النائب الفائز اعتبر بمن سبقك من النواب فاقترب من الشعب وليكن بيتك في قلب الشعب ودع ابوابك مفتوحة للشعب وكن وطنيا واعمل للعراق ولا تحصر جهدك في صالح قومية او جهة سياسية لصالحك، والتزم بالمواعيد القانونية لجلسات مجلس النواب وكن يقضا ومثابرا في متابعة هموم الناس وتشريع القوانين والأداء الرقابي، وكن مهنياً في التعاطي مع الأمور وقدم المصلحة العامة على المصالح الشخصية وكن ممثلا للشعب العراقي».