لعدم فوز أي مرشح من سنجار
نينوى ـ خدر خلات:
اثار اعلان المفوضية العليا المستقلة للانتخابات نتائج الانتخابات النيابية للعام 2018 استياء عارما لدى الايزيديين بسبب عدم فوز اي مرشح من سنجار، بالرغم من تصويت نحو 100 الف ناخب ايزيدي، لصالح مرشحين ايزيديين.
وقال مركز لالش الثقافي والاجتماعي، اكبر مؤسسة مجتمع مدني ايزيدي في عموم العراق، في بيان له حصلت عليه مراسل “الصباح الجديد” “على المستوى السياسي والاجتماعي، نعتقد ان هذه النتيجة السيئة ستعمق من الشرخ بين السنجاريين واقليم كردستان، ولا نستبعد دورا متعمدا لبغداد في ذلك، وشئنا ام ابينا فان الحزب الديمقراطي الكردستاني يقف في طليعة من يجب ان يتحمل ما اصاب اهل سنجار من نكسة انتخابية، لانه حزب له ثقله الواضح في سنجار وله شعبية، وغالبية اصوات الناخبين السنجاريين كانت لمرشحي الحزب، والخسارة ليست فقط لاهلنا في سنجار، بل للحزب نصيبه منها ايضا، وعلى السادة المسؤولين والمعنيين بالانتخابات في الديمقراطي الكردستاني في سنجار اظهار حقيقة ما حصل، كي يطلع عليها الرأي العام الكردستاني، والرأي العام الايزيدي عامة والسنجاري خاصة”.
وأضاف “بإرتياب وقلق بالغ اطلعنا على نتائج الانتخابات النيابية الخاصة بمجلس النواب العراقي، حيث ان المرشحين الايزيديين عن قضاء سنجار لم يحصلوا على اي مقعد في مشهد يستغربه ابسط العقلاء والمراقبين، ويثير الكثير من الاسئلة والشكوك، فضلا عن اننا نتوقع ردود افعال تتلخص بالذهول والاستغراب من قبل اهلنا السنجاريين الذين يقطنون في مخيمات النزوح البائسة منذ ما يقارب الاربع سنوات الا نيفا، اضافة الى استمرار معاناة الناخبين الايزيديين والمرشحين عن محافظة دهوك برغم التصويت المكثف من قبلهم الا انهم خرجوا بلا طائل من ذلك”.
وبين ” مبعث استغرابنا هو اين ذهبت اصوات نحو 100 الف ناخب ايزيدي سنجاري؟ وكيف تشتت اصواتهم؟ ولصالح من احترقت هذه الاصوات ومن الذي استفاد منها؟ وغير ذلك من الاسئلة التي نبحث عن اجوبة لها.. واننا لا نتهم طرفا محددا، بل نعاتب ونسأل جميع الاطراف المعنية، وفي مقدمتهم مفوضية الانتخابات التي لا نستبعد اطلاقا من قبلها بما اصاب سنجار من نكبة انتخابية بسبب اجراءات معقدة في عملية نقل وفرز وحجز ونقل الصناديق الانتخابية الخاصة باهلنا في سنجار، حيث ان هنالك امرا مريبا حصل وادى الى هذه النتائج الكارثية التي تعد نكبة اخرى تضاف الى تاريخ سنجار الحزين المعاصر.
وتابع البيان “كما اننا نرى ان المسؤولية تقع على عاتق الحزب الديمقراطي في سنجار وخاصة دورهم وفعاليتهم في متابعة عملية التصويت و آلية فرز الاصوات لضمان حقوق الناخبين، فضلا عن سبب ترشيح عدد كبير نسبيا من اهالي سنجار بالرغم من ان عدد المرشحين للانتخابات الحالية في سنجار هو تقريبا نصف ما كان عليه عام 2014، وبالرغم من ان بعض المرشحين عن الديمقراطي الكردستاني كانوا من اصحاب الكفاءات ولهم قواعد جماهيرية واسعة، وبرغم ذلك ضاعت وتشتت الاصوات على ما يبدو، ونحن نرى ان المؤامرة الانتخابية التي تعرض لها اهلنا في سنجار لم تتصدى لها الجهات المعنية بالانتخابات في الحزب الديمقراطي الكردستاني في سنجار بشكل يحد من نتائجها المأساوية، بدليل عدم فوز اي مرشح ايزيدي سنجاري على قوائم محافظة نينوى”.
مبينا “نحن لا نقول ان نسبة التصويت كانت ضعيفة في مخيمات النزوح بالنسبة لاهل سنجار، بل ان المشاركة كانت جيدة، ونستغرب عدم فوز اي مرشح سنجاري ايزيدي، لان سنجار هي الخزان البشري الانتخابي للايزيديين، وكل مرشح ايزيدي يطمح بالفوز في الانتخابات السابقة منذ عام 2006 كان عليه الحصول على اصوات السنجاريين ومحاولة استرضائهم، لان سنجار هي الرقم الاصعب في المعادلة الانتخابية، لهذا فان اسئلتنا واستغرابنا بسبب ما حصل ستستمر حتى نقف على الحقيقة، وخاصة اين ذهبت اصوات اهلنا بسنجار؟ ومن الذي استفاد منها وصعد للبرلمان العراقي على حسابهم وحساب نكبتهم وجراحاتهم؟”.
وبخصوص الناخبين والمرشحين الايزيديين في محافظة دهوك، افاد البيان ان “معاناتهم مستمرة ومريرة، وبرغم انهم شاركوا بكثافة في التصويت، وخاصة للحزب الديمقراطي الكردستاني ولمرشحته روناك علي ايزيدين التي حصلت على اكثر من 13 الف صوت، الا ان اي نجاح لم يتحقق في ذلك، وهذه المعاناة ليست وليدة اليوم بل منذ اجراء اول عملية انتخابية، وهنا فاننا نعبر عن حيرتنا، ففي المناطق التي لا يحصل مرشحينا على مقاعد يقال ان القاعدة الانتخابية قليلة، فلماذا في سنجار التي هي اكبر قاعدة انتخابية حصلنا على النتائج السلبية نفسها ؟؟”.
وختم بالقول “نعبّر عن حزننا الشديد لاهلنا في سنجار، ونتأمل ان يكون ما حصل درسا قاسيا لنا جميعا، وان نأخذ العبر منه كي لا نسمح بتكراره لاحقا”.