جليتر
صدرت حديثا عن منشورات المتوسط ـ إيطاليا، رواية جديدة للكاتبة الفلسطينية مايا أبو الحيات بعنوان «جليتر». لتأتي الرواية ضمن مشروع «الأدب أقوى» (طبعة فلسطين من الداخل).
رواية مكثفة جداً عن الحب والقمع والوطن، تذهب مايا فيها مباشرة إلى النفس البشرية فتجلس مرة كطبيب نفساني يستمع إلى اعترافات إحدى شخصياتها (لمى داوود)، من خلال شخصية أخرى وهي الطبيب النفسي فراس، الذي جمعته بلمى زمالة جامعية من أيام الدراسة كان لأشخاص آخرين أثر فيها، مثل الأستاذ (أبو حفاية) و(مصطفى) زوج لمى و(مازن الحالم)، و(الدبّاح) الشخصية الأكثر تعقيداً ربما.
كيف كانوا وأين أوصلتهم الحياة! نتحدث هنا عن الحياة في فلسطين المحتلة، التي خلقت واقعها الخاص. فالأحلام لا تتحقق بل تتحول، وما ينبغي أن يكون جوهرياً، هو الهامش. تصبح أفكارنا عن الحياة اليومية الطبيعية شيئاً ما يمكن أن نسميه بكوابيس اليقظة، وما يوقظنا هناك مذعورين، وخائفين، ليس الكوابيس بل الأحلام الجميلة والرومانسية.
مايا أبو الحيات: كاتبة فلسطينية من مواليد بيروت وتعيش في القدس، صدر لها ثلاث روايات وثلاثة دواوين شعر.
*******
مفاهيم الثقافة العربية
صدر حديثا عن نادي حائل الأدبي الثقافي، كتاب للدكتور علي القاسمي بعنوان «مفاهيم الثقافة العربية»، يقع الكتاب في 318 صفحة من القطع الكبير، ويشتمل على مقدمة، وسبعة عشر فصلاً يتناول أولها مفهوم المفهوم، وتدور الفصول الباقية حول المفاهيم التالية: الحياة، الحرية، العِلم، الوطن، الجوار، التكبّر والتواضع، الصداقة، المرأة، الحبّ، الجمال، المال، الكرم، الغربة والاغتراب، البكاء، الشيخوخة، الموت. ويجمع الكتاب بين الفلسفة والأدب، أو قُل قضايا فلسفية على عروش أدبية يانعة. وكُتِبت فصول الكتاب بأسلوب ميسّر سلس يسهّل القراءة ويدعم الاستيعاب.
جاء في تقديم الكتاب: «يأتي هذا المنجَز الثقافي (مفاهيم الثقافة العربية) في نهج جديد وطرح غير مسبوق… حيث استطاع الباحث، من خلال خبرته الطويلة ومؤلفاته المتنوعة، أن يضع لنا مادة ثقافية جمعت بين الأمثال السائرة والأقوال المأثورة، وصولاً إلى تأصيل فلسفي نحو ثقافة المفاهيم؛ مستفيداً من ثروته اللغوية، وإسهاماته في مجامع اللغة العربية، ودربه الطويلة حفراً في أخاديد اللغة العربية وأسرارها…».
*****
باب موارب
صدرت حديثا عن منشورات المتوسط – إيطاليا، مجموعة شعرية جديدة للشاعرة الإيرانية مريم حيدري، حملت عنوان «باب موارب». تتعمَّدُ مريم حيدري، في لعبةٍ شعرية مُحكمة، تركَ البابِ موارباً، في إحالةٍ على عالمٍ غامضٍ يتكشَّف شيئاً فشيئاً بالكلمات، كما لو أنَّ الشاعرة هنا، تحمل كلماتِها كفانوس يزيحُ الظُّلمة عن الدروبِ والطرقِ الصغيرة، عن المدنِ والحارات، عن البيوتِ والغرف، بين الأصدقاء وظلال الغرباء، وخلفَ الأشياء الحميمة التي تؤثّثُ القصائد. هكذا، تروي مريم حيدري سيرةَ الأماكنِ التي نسافرُ إليها ونتركُ أثرَ عابري السبيل، تتعدَّدُ المدن تحت سماءٍ واحدة، من الأهواز، إلى بغداد، إلى الجزائر، إلى كابول، وطهران. حيثُ ترسمُ مريم خارطة عالمٍ نكتشفُ تفاصيله، بخلفيةِ موسيقى فارسية وجرأةِ امرأةٍ تدينُ بالحب أنّى توجّهت ركائبه.
تقول مريم حيدري في أولى قصائدها:
الوقتُ مُبَكّرٌ لِلسَّرابِ
ولِلوَهمِ أن يَأتي بِأسبابٍ بَسِيطةٍ،
ليَدخُلَ البَيتَ
الشَّمسُ غَيمةٌ نَاصِعَة
والضَّوءُ ظِلَالُ الشَّبَقِ عَلَى الصَّباح
نَهدَايَ زَهرَتَانِ بَرّيَّتانِ بَينَ الحَرِيرِ
وحَقيبةُ السَّفرِ قَريَةٌ هَادِئَة.
تتميَّز لغة مريم حيدري الشعرية، بانسيابية لا تخلو من الحفر العميق في متونِ نصوص مقدَّسة واستلهام الصور والمشاهد المتعدِّدة داخل النص الواحدِ من كتبِ التراث، أو إعادة تدوير الأساطير واختراقها، للخروجِ بقصيدةٍ خاصّة، تحملُ مواصفات الاشتغال الواعي والمرونة في تجاوزِ الكتابة المباشرة، نحو فضاء أرحب للّغة، والتشبيهات الذكية بقصدِ التقاط الشِّعري في الحواس، وعناصر الطبيعة وأشياء اليومي.
في قصيدة «منطِق الطَّير» كتبت مريم:
الطُّرُقُ شَظَايَا مُهْمَلَةٌ
الجُسُورُ أَقْوَاسٌ يَائِسَةٌ
السَّرَابُ شَاحِبٌ
وَأَنَا نِصْفِي حِصَانٌ مُسَرَّج
وَنِصْفِي صُخُورٌ صَامِتَةٌ.
تمضي مريم حيدري من خلالِ سبعٍ وأربعين قصيدة، في تتبِّع خيط الحب الشائك، ولا يهمُّها المآلُ، وهي التي تملكُ جسداً يتمرَّدُ على الغياب، وروحاً تطمحُ أن تصيرَ جسدا، في مرآة الحياة الضخمة، المعلَّقة على جدار العالمِ كبوابةٍ للزمن، تعبرُ من خلالها الشاعرة بحقيبةٍ صغيرة، نجدُ فيها الكثير من الكتب، والنبيذ، والمساءات الكئيبة، والأجراس والفراشات.
«بابٌ موارب» مجموعة شعرية جديدة للشاعرة الإيرانية مريم حيدري، صدرت في 80 صفحة من القطع الوسط، ضمن مجموعة «براءات» التي تصدرها الدار وتنتصر فيها للشعر، والقصة القصيرة، والنصوص، احتفاءً بهذه الأجناس الأدبية.
مريم حيدري: شاعرة ومترجمة إيرانية، مواليد 1984 في الأهواز-إيران. ترجمت العديد من الشعراء والكتاب الإيرانيين والأفغان إلى العربية كما ترجمت شعراء وكتابا عربا إلى الفارسية، نذكر منها: «رد بروانه»، ترجمة «أثر الفراشة» لمحمود درويش 2010. «طيور بلا أجنحة»، ترجمة مختارات شعرية للشاعر الإيراني أحمد رضا أحمدي إلى العربية 2011. «جهان وجهانكردان» -ترجمة مقالات عن الرحالة العرب والمسلمين 2010. «شموس الروح» -مختارات من الشعر الفارسي الحديث 2014. عن منشورات المتوسط ومركز ارتياد الآفاق صدر لها كتاب: «مذكرات تاج السلطنة»، ترجم إلى العربية 2018. وعنه حازت جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة في فرع الترجمة لعام 2017 ـ 2018. كما تكتب مقالاتها في عدد من الصحف والمجلات الثقافية العربية.
******
«امرأة الأدغال» مجموعة شعرية جديدة لآمال نوار
صدر حديثاً عن دار الفارابي، مجموعة شعرية جديدة للشاعرة اللبنانية المقيمة في أميركا آمال نوار، بعنوان: «امرأة الأدغال».
نوّار الشاعرة البعيدة عن الاستسهال، والمتأنيّة في إصداراتها، حيث تخبرنا بأنها تحتاجُ إلى «قرابة الحريقين لكل مطرة»، تمنحنا في هذه المجموعة، قصائد من لهبٍ وعصبٍ، مكتملة، مكتوية، قادمة من مكابدات وجدانية باهظة، وأناة محنّكة، نلهث خلف ما تحتضنه من ترميز ومخزون حدسي وعاطفي، يسمه الغموض والاستعارات الباذخة من دون تكلّف. تقول:
«الشّخصُ منا يَمُرُّ وحيداً في مناماته، وإنْ رأوه تحت مصباحٍ، يستخرجُ معانِيَ عاريةً من باطنِ الأرض، فلن يكونَ في وسعِهِ تفسيرُ البَرْد، ولا ذاكَ الماء المُظلم.»
بالصمت والتأمّل والفيض الوجداني (ذي البعد الصوفي)، تقارب الشاعرة الشعر من منافذه الموجعة (بعيداً عن الرومنسية)، متنقلةً بين ثيمات، أبرزها: الموت، الصمت، العزلة، الغياب، غربة الذات. وهي تقسّم أدغالها إلى خمسة عناوين فرعية: جرس الليل، صحراء بلا قمر، قبور بعيون مفتوحة، تحت عجلات الأبد، وغبار الشمس، لتتفاوت فيها أنماط الكتابة بين القصيدة الطويلة والقصيرة والمقطعية والفقرات النثرية والشذرات. وتبدو شعرية نوار وقد اختمرت مع التجربة الحياتية لتتسابق مع النار إلى أزرقها الأنقى، ولتحرق مراحلها كلها عند العتبة، فتقول:
«أُودّع الأشياء لحظة تظنّ أني في استقبالها.»
هي شعرية الشفافية والهشاشة تلك التي ترى الشاعرة نفسها من خلالها:
«أجدني أعرفُ فداحة وجودي من شدّة الامّحاء
مثلما تُعْرَفُ النيازكُ من عُمْقِ الحُفَر.»
تعويذتها الخفر والنبرة الخافتة والزهد، إذ تقول:
«بحبّات الرمل أقيس بُعدي عن الأشياء».
ثم هي وحدها روح الشاعرة المستوحدة ما تجعلها تكتب:
«الربيعُ / عُرْسٌ هندوسيّ، أتأمَّلُ أَكاليلُه من بعيد / الآلامُ هُنَا تُزهرُ في الجليد.»
يحضر الموت في مجموعة نوّار، في فواتن اللقطات المراوغة، لا سيما في قصيدتها «طائر الزئبق» المهداة إلى الشاعر محمود درويش؛ فهو الموت الذي يُزهر فوقه الخلود. تخاطبه الشاعرة سابرةً فراديسه:
«أيّها الموت…/ روحي معكَ بعيدةُ المَنَال / تحتشدُ في خليّةِ أَلَمٍ / لتصنعَ عَسَلَها السِّريّ / حين تضعُ فمَكَ على فَمِي / أشعرُ بالامتنان / كما لو أنّ ناقوساً كَوْنياً / يُوقظُ السُنبلة في غِمْدِها.»
الصمت أيضاً، تتردد أصداؤه في أدغالها فنسمعها تقول:
«أنا زئيرٌ في شَغَافِ الحياة ومع ذلك منذورةٌ للصمت».
«امرأة الأدغال» مجموعة تختزن وعياً متقدماً باللغة الشعرية، وعمقاً في المضمون المشرّع على أسئلة الوجود، والرؤى، وأيضاً على ثيمة الشعر نفسه، بوصفه فعل كينونة، وملاذاً أوحد للشاعرة التي تقول: «لا أُريد أنْ أُصبح روائية»، وذلك لأنّها «مصنوعة من برق».
جاءت المجموعة في 212 صفحة من القطع الوسط، وتباع النسخة إلكترونياً عبر موقع الدار:
آمال نوار:
شاعرة لبنانية ومترجمة. هاجرت إلى كندا عام 1992، ثم لاحقاً إلى أميركا حيث تقيم حاليًا في مدينة كليفلاند من ولاية أوهايو منذ عام 1995. نشرت قصائدها ومقالاتها وترجماتها في الصحافة اللبنانية والعربية منذ منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، وفي مواقع أدبية متفرقة.
«امرأة الأدغال» هي ثالث المجموعات الشعرية للشاعرة التي صدر لها: «تاج على الحافّة»، دار الفارابي 2004، و»نبيذها أزرق ويُؤنس الزجاج»، دار النهضة العربية، 2007.