توقعات بارتفاع شحنات الخام الأميركية لآسيا
متابعة الصباح الجديد:
قال أربعة مندوبين في أوبك إن المنظمة ترى أن ارتفاع النفط صوب 80 دولارا للبرميل هو طفرة قصيرة الأمد مدفوعة بعوامل جيوسياسية وليس بنقص في المعروض، في مؤشر على أن المنظمة لا تتعجل بعد إعادة النظر في اتفاقها لخفض الإنتاج.
وقال مصدر في أوبك مطلع على التفكير السعودي إن وجهة نظر المملكة، أكبر مصدر للنفط في العالم، هي أن أي قفزة وجيزة مدفوعة بالمضاربات لا تعطي مبررا كافيا للمنتجين كي يعززوا الإمدادات.
وقال المصدر إن الارتفاع يجب أن يكون بفعل بيانات تشير إلى تأثر المعروض لاتخاذ قرار كهذا.
وقال المندوبون الأربعة إن الارتفاع الأخير في الأسعار نشأ عن المخاوف بشأن العقوبات الأميركية على إيران والتوتر في الشرق الأوسط وليس نتيجة تقلص مفاجئ في الفجوة بين العرض والطلب على النفط.
في السياق، قال تجار أمس الأربعاء إن من المتوقع أن ترتفع كمية النفط الأميركي الخام التي تصل آسيا إلى مستوى جديد في تموز في الوقت الذي تسعى فيه شركات التكرير الآسيوية وراء إمدادات أرخص تحل محل نفط الشرق الأوسط بعد ارتفاع أسعار الخامات في الخليج.
وأظهرت بيانات تدفقات التجارة على ايكون ارتفاع كميات الخام الأميركي التي تصل آسيا إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق مقتربة من 25 مليون برميل في أيار، حيث تفرغ الشحنات في الصين وكوريا الجنوبية وسنغافورة والهند وماليزيا.
ووفقا لبيانات ايكون وبعض التجار، انخفضت الكمية إلى نحو 19 مليون برميل في حزيران، لكن من المنتظر أن تنتعش مجددا في تموز بعدما سجلت العقود الآجلة للخام الأميركي هذا الأسبوع أكبر خصم سعري عن خام القياس العالمي مزيج برنت في ثلاث سنوات.
وقال التجار إن الانخفاض في أسعار الخام الأميركي يتزامن مع ارتفاع أسعار نفط الشرق الأوسط في آسيا، وفتح المجال أمام عمليات المراجحة.
وقال اثنين من التجار إن نحو عشر ناقلات نفط عملاقة، تحمل كل منها مليوني برميل من الخام، اصطفت لتحميل النفط من الساحل الأميركي المطل على خليج المكسيك ونقله إلى آسيا، ومن المتوقع أن تصل الناقلات في تموز.
في الشأن ذاته، قالت ثلاثة مصادر مطلعة إن مسؤولا إيرانيا كبيرا في شركة النفط المملوكة للدولة اجتمع مع مشترين صينيين هذا الأسبوع كي يطلب منهم المحافظة على مستوى الواردات بعد سريان العقوبات الأميركية، لكنه لم يحصل على ضمانات من أكبر مستهلك للنفط الإيراني في العالم.
وأبلغت المصادر رويترز أن سعيد خوشرو مدير الشؤون الدولية بشركة النفط الوطنية الإيرانية عقد اجتماعات منفصلة في بكين يوم الاثنين مع مسؤولين تنفيذيين كبار في الوحدة التجارية التابعة لشركة النفط الصينية العملاقة سينوبك وشركة تجارة النفط الحكومية تشوهاي تشنرونغ كورب لبحث إمدادات النفط والحصول على تأكيدات من المشترين الصينيين.
ورافق خوشرو وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف في المحطة الأولى من جولة إلى القوى العالمية قبل السفر إلى أوروبا. وتبذل طهران مسعى أخيرا لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم في عام 2015 الذي انسحبت منه واشنطن مع التخطيط لفرض عقوبات من جانب واحد تشمل قيودا صارمة على صادرات إيران من النفط.
وقال أحد المصادر المطلعة على الاجتماعات ”خلال الاجتماع، نقل السيد خوشرو رسالة السيد ظريف بأن إيران تأمل بأن تحافظ الصين على مستويات الواردات“.
واستوردت الصين، أكبر مشتر في العالم للنفط الخام، نحو 655 ألف برميل يوميا من النفط في المتوسط من إيران خلال الربع الأول من العام الجاري، وفقا لبيانات الجمارك الصينية الرسمية، بما يعادل أكثر من ربع إجمالي صادرات إيران.
وقال المصدر إن المسؤولين التنفيذيين الصينيين لم يقدموا تعهدات قوية لكنهم قالوا إن شركاتهم ستتصرف وفقا لرغبات بكين باعتبارها شركات نفط حكومية. والزيارة هي الثانية لمدير التسويق في شركة النفط الوطنية الإيرانية لبكين هذا العام، إذ اجتمع مع زبائن صينيين قبل نحو شهر.
وقال مصدر ثان مطلع على المناقشة إن شركات صينية ”تتشاطر الآمال في المحافظة على المشتريات“ مضيفا أن الشركات ما زالت تقيم الأثر المحتمل للعقوبات الجديدة.
وطلبت المصادر عدم نشر أسمائها لأنها غير مخولة بالحديث إلى وسائل الإعلام.
وامتنعت سينوبك وتشوهاي تشنرونغ عن التعليق. ولم ترد شركة النفط الوطنية الإيرانية حتى الآن على طلب للتعقيب.