الجامعة العربية تبحث التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية

بعد مقتل العشرات وإصابة أكثر من ألفي شخص
متابعة ـ الصباح الجديد :

اجتمعت الجامعة العربية امس (الأربعاء)، على مستوى المندوبين الدائمين تحضيراً لاجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب في القاهرة اليوم الخميس لـ»مواجهة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني ، وقرار الولايات المتحدة غير القانوني» بنقل سفارتها إلى القدس المحتلة.
وقال الأمين العام المساعد للجامعة العربية السفير حسام زكى: «تقرر عقد اجتماع غير عادي لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية اليوم الخميس بناء علي طلب السعودية».
واوضح ان الاجتماع يهدف الى «مواجهة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني والتحرك لمواجهة القرار غير القانوني الذي اتخذته الولايات المتحدة الأميركية بنقل سفارتها إلى مدينة القدس».
وحضر المندوبون الدائمون في مقر الجامعة العربية في قلب القاهرة، بطلب من فلسطين، اجتماعاً تحضيرياً للاجتماع غير العادي لوزراء الخارجية العرب، على ما أفادت مصادر ديبلوماسية.
وقال السفير الفلسطيني في القاهرة ومندوبها الدائم في الجامعة العربية دياب اللوح «لا بد أن ينتج عن هذه الدورة غير العادية اتخاذ ردود وقرارات عملية ترتقي الى مستوى الحدث الكارثي غير المسبوق في المنظومة الدولية».
وتابع أن «نقل السفارة الاميركية للقدس في ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني يعتبر عدواناً على حقوقه واستفزازا لمشاعر الأمة العربية الاسلامية والمسيحية وزيادة في توتير وتأجيج الصراع وعدم الاستقرار في المنطقة»، مؤكداً «ضرورة التدخل السريع لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الأعزل».
وكان إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في السادس من كانون الأول 2017 الاعتراف بالقدس «عاصمة لإسرائيل» ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس المحتلة، أثار غبطة الإسرائيليين وغضب الفلسطينيين.
وأدى نقل السفارة الأميركية إلى القدس الإثنين الماضي قبل يوم واحد من ذكرى النكبة وقيام دولة إسرائيل، إلى تصاعد غضب الفلسطينيين.
وخيّم التوتر والعنف على مراسم نقل السفارة، إذ نظم الفلسطينيون مسيرات ضخمة في المنطقة الحدودية من قطاع غزة المحاصر، استشهد خلالها حوالى 60 فلسطينياً بنيران الجيش الاسرائيلي.
ولا تزال الأسرة الدولية تعتبر القدس الشرقية أرضاً محتلة وبالتالي لا يُفترض إقامة سفارات فيها طالما لم يتم البت في وضعها عبر مفاوضات بين الجانبين المعنيين
وأعلنت الكويت العضو غير الدائم في مجلس الأمن الدولي أنها ستعمم مشروع قرار «يؤمن حماية دولية للمدنيين» الفلسطينيين دون مزيد من التفاصيل. فيما دافعت الولايات المتحدة عن إسرائيل مؤكدة أنها مارست «ضبط النفس».
وقالت دولة الكويت العضو امس الاول الثلاثاء على لسان منصور العتيبي سفيرها في الأمم المتحدة إنها ستسعى لتعميم قرار في مجلس الأمن «يؤمن حماية دولية للمدنيين» الفلسطينيين، بعد مقتل العشرات في المنطقة الحدودية من قطاع غزة.
وبدأ اجتماع مجلس الأمن بدقيقة صمت احتراما لذكرى القتلى، وانتهت بمطالبة مجموعة تمثل 15 دولة عربية في الأمم المتحدة إلى «تحقيق مستقل وشفاف، ثم ثماني دول أوروبية (هي السويد وفرنسا والمملكة المتحدة وبولندا وألمانيا وهولندا وبلجيكا وإيطاليا) تقرأ بصوت مرتفع بيانا يطالب إسرائيل «بضبط النفس» و»احترام الحق في التظاهر».
وقال المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط الروسي نيكولاي ملادينوف الذي كان يتحدث إلى المجلس عبر اتصال بالفيديو من القدس «يجب أن يتوقف العنف». وأضاف «يجب التحقيق في جميع الحوادث بشكل كامل».
أما المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، فأكدت أن «إسرائيل مارست ضبط النفس» خلال الأحداث التي وقعت الاثنين. وقالت الدبلوماسية الأمريكية «لا يوجد أي بلد في هذا المجلس كان سيتصرف بضبط نفس أكثر مما فعلت إسرائيل … في الحقيقة فإن سجل العديد من الدول الموجودة هنا اليوم تشير إلى أنها ستتصرف بدرجة أقل بكثير من ضبط النفس».
وأضافت إن «منظمة حماس الإرهابية تحرض على العنف منذ سنين قبل أن تقرر الولايات المتحدة نقل سفارتها بوقت طويل … لا شك أن حماس مسرورة من نتائج ما حدث بالأمس».
وتابعت هايلي إن «الولايات المتحدة تأسف للوفيات لكن هناك الكثير من أعمال العنف في المنطقة»، وأعربت عن أسفها لأن مجلس الأمن الدولي لا يتحدث بما فيه الكفاية عن تورط إيران في سوريا واليمن.
وعلى العكس قال نظيرها الفرنسي فرانسوا دولاتر إن الرد الإسرائيلي كان «غير متناسب وغير ملائم». وقال «ندعو السلطات الإسرائيلية إلى التروي».
لكن هايلي اعتبرت أن حماس تشجع على العنف ورأت أنه لا توجد صلة بين تدشين السفارة الأمريكية في القدس والاحتجاجات الفلسطينية. ودعت إلى «عدم استباق المفاوضات المستقبلية» في الوقت الذي لا تزال فيه عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية في طريق مسدود.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة