غايات “سائرون” أكبر من السلطة و”النصر” أقرب اليها ولا تحالف مع “دولة القانون”

“العبادي لن يتخلى عن مشروعه الضامن لوحدة الدولة”
بغداد – وعد الشمري ووكالات:
فيما نفى النائب حاكم الزاملي من كتلة الاحرار إمكانية تحالف سائرون مع ائتلاف دولة القانون،افاد المتحدث باسم ائتلاف النصر، حسين العادلي، اليوم الثلاثاء بان الوقت ما زال مبكرا للدخول في تحالفات، مؤكدا ان العبادي قاد مشروعا ضد المحاصصة الحزبية والفئوية المقيتة الأمر الذي عرضه الى هجمة شرسة والى تنافس غير اخلاقي، وهذا في وقت تواترت خلاله انباء عن مساعي كتل أخرى الى تشكيل تحالف يمكنها من تحقيق الكتلة الأكبر في البرلمان لتحظى برئاسة الوزراء، فيما يعد تحالف سائرون غاياته اكبر من السلطة، اذ أكد قيادي بارز في التيار الصدري، أمس الثلاثاء، امتلاك ائتلاف سائرون مرشحين عديدين لمنصب رئيس مجلس الوزراء، وفيما رفض الكشف عن اسمائهم في الظرف الراهن، لفت إلى أن المرحلة الحالية تتطلب حوارات مع كيانات تمتلك برنامجاً سياسياً يتفق مع تطلعات الشارع العراقي للتحالف معه وتشكيل الكتلة النيابية الاكثر عدداً.
وقال ضياء الاسدي مسؤول المكتب السياسي للسيد مقتدى الصدر في تصريح إلى “الصباح الجديد”، إن “ائتلاف سائرون غير تابع للصدر، انما حظي بتأييده ومباركته لأن الشروط التي ارادها تمثلت فيه وتمثل تطلعات العراقيين وتتجاوز مبدأ المحاصصة وتعبر بالبلاد إلى مرحلة جديدة لتصحيح مسار العملية السياسية”.
وأضاف الاسدي ” سوف يبقى الصدر داعماً لائتلاف سائرون طالما فيه تلك التوجهات وجماهير التيار الصدري والمتظاهرين”.
وأشار إلى “تبني التحالف مجموعة مبادئ عامة ليس هناك حديث تفصيلي مع الكتل الاخرى، وشرطنا الاساسي أن تكون تلك المبادئ مقبولة حتى يجري الحوار بشأنها”.
ونفى الاسدي “وجود فيتو أو اعتراض على كتلة معينة”، مبيناً أن “الباب مفتوح للجميع للدخول في مشروع الجماهير كونها ساندت وايدت هذا الائتلاف بوصفه نقطة واضحة في تاريخ العراق”.
وبين أن “تاريخ العراق السياسي خلا من وجود تيارات توصف بأنها متناقضة مدنية وليبرالية واسلامية، لكنها تجمعت اليوم تحت مظلة المصلحة الوطنية”.
وأوضح الاسدي أن “كتلة سائرون لن تدخل في سباق مع الاخرين في تشكيل الكتلة النيابية الاكثر عدداً، فنحن لا نسعى إلى السلطة بل نمضي بمشروع وطني”.
وأورد أن “قسماً من القادة السياسيين قد يسعون إلى السلطة ولا تؤمن بانها اداة للعمل السياسي، ونحن نؤمن بأنها وسيلة وهناك غايات اكبر من السلطة”.
وزاد أن “المضي في تشكيل الحكومة سريعاً وبدون تجاوز اخطاء الماضي لن يكتب لها النجاح، وانجاز على المستويين القريب أو البعيد”.
وحذر الاسدي من “عدم معالجة ازمات الحكومات السابقة والتركيز على الحوارات السطحية”، لافتاً إلى أن “منهجنا الحالي يكمن بالاطلاع على المنهاج السياسي للكتل الاخرى وما تروم تحقيقه في المرحلة المقبلة قبل أن نشكل معها الكتل الاكبر ومن ثم تشكيل الحكومة”.
وأستطرد القيادي الصدري البارز أن “حقنا الدستوري يكفل لنا ان نطالب بالمناصب من أجل تحقيق المشروع لا المكاسب السياسية”.
وجدد التزام “ائتلافنا بمنح المناصب إلى جميع العراقيين بشرط الكفاءة والخبرة والنزاهة”، مشدداً على “وجود مرشحين من سائرون والشخصيات الوطنية لكننا لا نريد أن نحدد شخصية محددة كوننا سوف نتعامل مع المبادئ العامة متى انطبقت على شخص ما سوف ندعمه”.
ونوّه الاسدي إلى ان “الوقت ما زال غير مناسب لطرح الاسماء كوننا لم نبدأ بالمشاورات مع الكتل الاخرى”.
وردا على انباء تداولتها مواقع إخبارية، نفى المتحدث باسم ائتلاف النصر، حسين العادلي، اليوم الثلاثاء، الانباء التي تحدثت عن تحالفات او تفاهمات مع الكتل الفائزة، مبينا ان الوقت ما زال مبكرا للدخول في تحالفات.
وقال العادلي في بيان تلقت “الصباح الجديد” نسخة منه، ان “الانباء التي تحدثت عن تحالفات او تفاهمات مع الكتل الفائزة غير صحيحة”، مبينا ان “الوقت ما زال مبكرا للدخول في تحالفات، وان ما يشاع عن تفاهمات او تحالفات يجريها الائتلاف او زعيمه مع الاخرين لا صحة لها”.
واشار العادلي الى ان “ائتلاف النصر، ائتلاف وطني بامتياز، وقد نجح ولأول مرة بالحياة السياسية العراقية بصنع قائمة للعراقيين كافة عابرا الحواجز المذهبية والقومية والمناطقية (الاول في نينوى)”، مؤكدا انه “برغم ان ائتلاف النصر قد تشكل حديثا وليس لديه جمهور متحزب ولا ماكنة اعلامية ضخمة الا انه حقق نجاحا كبيرا خلال فترة قياسية مقارنة مع الاخرين الذين لديهم وجود قديم وتشكيلات منظمة”.
من جهة اخرى اشار العادلي الى ان “ائتلاف النصر لم يستفد من كون زعيمه على رأس الحكومة، فالعبادي فصل بين الاداء الحكومي والاداء الانتخابي، وكان بامكان العبادي اطلاق التعيينات وتوزيع الاراضي والامتيازات او الوعد بها لكسب اصوات كثيرة، الا انه لم يفعل التزما منه بنهج الدولة وثقافة المسؤول، وهذا منهاج جديد بادارة الدولة والعمل السياسي جسده العبادي في حكمه ونامل ان يستمر”.
واضاف ان “العبادي قاد مشروعا ضد المحاصصة الحزبية والفئوية المقيتة لذا تعرض الى هجمة شرسة والى تنافس غير اخلاقي، وان العبادي لن يتخلى عن مشروعه الوطني الضامن لوحدة وتقدم الدولة”.
ومن جانبه ذكر النائب عن كتلة الاحرار حاكم الزاملي أن “سائرون وبحسب المعلومات التي وردتنا لا توجد لديها خطوط حمر تجاه اي كتلة معينة للتحالف معها مستقبلاً”.
وأضاف الزاملي في حديث إلى “الصباح الجديد”، أن “سائرون يبحث عن الصدق والبرنامج الانتخابي، كون المواطن يسعى لمن يقدم له الخدمات”.
وأشار إلى أن “النتائج كانت متوقعة بفوز قائمة سائرون في الانتخابات بوصفها معبرة عن واقع الشارع العراقي”.
أما بخصوص التحالف مع ائتلاف دولة القانون، استبعد الزاملي ذلك، وعلل ذلك بأن “هذا الكيان السياسي لم يحصل على اصوات كافية تمكنه من تشكيل الحكومة، اضافة إلى الموقف من زعيمه نوري المالكي”.
ويرى الزاملي أن “تقارب المنهاج السياسي مع تحالف النصر يجعلنا الاقرب له بالائتلاف معه”.
وتابع أن “الحكومة لا يمكن تشكيلها من خلال قائمتين فقط وهما تحالفي سائرون والنصر، انما تحتاج إلى ثلاث أو اربع كتل من أجل اختيار وزراء تكنو قراط ومن الكفاءات بكل اريحية ومن دون تعقيدات”.
واستطرد الزاملي أن “قائمة الفتح موجودة على الساحة ولديها عدد لا يستهان به من الفائزين بالوصول إلى مجلس النواب، ولا توجد هناك خطوط حمر مع اي كيان سياسي أنما نتعامل على اساس المنهاج الوطني وبناء دولة المواطنة وتقديم الخدمات وعدم الاستئثار بالسلطة”.
ويرى أن “ما يميز سائرون تنوعه كون يجمع مرشحين من جميع اطياف الشعب العراقي فيه من العرب والكرد والسنة والشيعة والمسحيين، وهذا ما جعلنا موجودين في اغلب المحافظات العراقية”.
ولفت إلى أن “جمهور سائرون موجودون ايضاً في المناطق المحررة ولهم ثقل”، ويجد أن “دعوات البعض لالغاء نتائج الانتخابات والدعوة إلى تشكيل حكومة طوارئ صعب للغاية بل أنه مستحيل في ظل الظروف الحالية كون العراق لا يتحمل هكذا اجراءات بالتزامن مع التهديدات الامنية”.
ودعا الزاملي إلى “احترام ارادة الناخب العراقي الذي يتطلع إلى تشكيل حكومة على اساس وطني وتسهم في حل المشكلات الامنية والخدمية والبطالة”.
وشدد على أن “عدداً ليس بالقليل الذي ذهب وصوت في الانتخابات كون ممارسة ذلك الحق دستوري للمواطن ولا يمكن التخلي عنه أو المضي به، وبالتالي يجب احترامه”.
وذهب الزاملي إلى أن “اللجوء إلى الوسائل القانونية في الطعون على النتائج امر طبيعي، سيما من كتل كان وضعها الانتخابي اكثر في السابق ولكن نتيجة تغير الظروف تراجعت كثيراً”.
ومضى الزاملي إلى ان “المواطن قد تغيرت نظرته للواقع السياسي والى تلك الكتل كونها لم تقدم شيئاً له طوال المدة الماضية ومن ثم شاهدنا هناك اعتصامات وتظاهرات واحتجاجات بالضد منها”.
وطالب بأن “يترك الامر على وفق القانون إلى مفوضية الانتخابات والجهات القانونية المعتمدة من أجل البت في تلك الاعتراضات وقول الفصل فيها وعدم التأثير عليها”.
وأكد على “ضرورة أن تمارس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات دورها بنزاهة وشفافية في النظر في تلك الطعون وعدم التأثر بالضغوط السياسية من أي جهة كانت”.
وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، قد أكد امس الاول السعي لتأسيس حكومة تكنوقراط “خالية من التحزب”، واشار إلى بعض الكتل التي يمكن التحالف معها مستقبلاً.
وقال الصدر في تغريدة له على “تويتر”، وتابعتها “الصباح الجديد، “إننا (سائرون) بـ(حكمة) و(وطنية) لتكون (إرادة) الشعب مطلبنا ونبني (جيلا جديدا) ولنشهد (تغييرا) نحو الاصلاح وليكون (القرار) عراقيا فنرفع (بيارق) (النصر) ولتكون (بغداد) العاصمة وليكون (حراكنا) (الديمقراطي) نحو تأسيس حكومة أبوية من (كوادر) تكنوقراط لا تحزب فيها”.
يشار إلى ان النتائج الاولية للانتخابات التي جرت يوم السبت الماضي اظهرت تقدماً لائتلاف سائرون بحصوله على المرتبة الاولى.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة