بغداد ـ نجلاء صلاح الدين:
اعلنت وزارة السياحة والاثار استيلاء تنظيم داعش الارهابي على اكثر من 1791 موقع اثاري مهم في محافظة الموصل، فيما كشف رئيس اسناد ام الربعين عن سرقة كنوز” قصر سرجون الاكدي”، الذي كان مطموراً تحت مرقد النبي يونس وتهريب تلك الاثار والكنوز الى خارج البلد.
وقال مدير عام المتاحف العراقية قيس رشيد الى “الصباح الجديد “، أمس الاثنين، أن “وزارة السياحة والاثار شكلت لجنة مشتركة مع الشرطة الدولية (الانتربول) لملاحقة الاثار العراقية المهربة من مدينة الموصل”، مبيناً انه “سيتم عقد مؤتمر صحفي خلال الايام المقبلة مع دول الجوار للتعاون مع الحكومة العراقية لاسترداد الاثار المهربة”.
وأضاف رشيد ان “عدد المواقع الاثارية الموجودة في محافظة الموصل فقط تصل الى ما يقارب (1791) الف موقع تمول تنظيم داعش رواتبها وامورها اليومية من خلال تهريب تلك الاثار والكنوز”.
وأكد المدير العام وصول تلك الاثار المهربة الى اسرائيل وبأعداد كبير، لافتا الى “عدم وجود احصائية دقيقة عن الاثار الموجودة في نينوى، والسبب يعود انها اثار غير منقبة ، وتم حفرها من قبل (داعش) ، وكشفها وتهريبها الى الخارج”.
وتابع قائلاً إن “الوزارة عقدت مؤخرا بعد تسلمها خطة العمل الطارئة لحماية الممتلكات الأثرية والثقافية المتفق عليها مع منظمة اليونسكو، اجتماعا مهما أسفر عن تشكيل لجنة مشتركة برئاسة الوزارة وعضوية وزارتي الداخلية والثقافة وممثلية العراق في منظمة اليونسكو والشرطة الدولية لملاحقة الآثار العراقية المهربة من مدينة الموصل من قبل العصابات المسلحة، إذ سيتم خلال الأيام القليلة المقبلة عقد اجتماع آخر للجنة للاتفاق على تنفيذ بنود خطة اليونسكو”.
ونوه رشيد لوجود خطة ” تتضمن محاور عدة بعضها ينفذ من الحكومة والاخر من قبل منظمة اليونسكو، للحفاظ على الأرث الحضاري والثقافي والأثري في مدينة الموصل”.
يذكر ان هناك اتفاقيات دولية يجب تنفيذها الخاصة بحماية التراث الثقافي منها اتفاقية لاهاي لعام 1954 الخاصة بحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاعات المسلحة”.
من جهته، اكد رئيس اسناد ام الربيعين عن كشف قصر اشوري كبير تحت مرقد النبي يونس واستيلائه من قبل التنظيمات الارهابية وتهريب تلك الكنوز الى دول الجوار .
وقال رئيس اسناد ام الربيعين زهير الجلبي لـ “الصباح الجديد”، أمس الاثنين، ان “عملية مدبرة قام بها تنظيم داعش من خلال حفر سراديب كانت موجودة تحت النبي يونس والتي استغرقت العملية ما يقارب (40) يوما من حفر وخروج اعداد كبيرة من الاثار والكنوز التي كانت موجودة في القصر الاشوري وبالتحديد قصر سرجون الأكدي، وتهريبها الى الخارج”.
واوضح الجلبي ان “اسباب بقاء تلك الاثار في مكانها لحد الان وعدم استخراجها من قبل وزارة السياحة والاثار العراقية، الى بناء فوق تلك الاثار مرقد النبي يونس وكان من الصعب الكشف عن ذلك القصر في وقت وجود مرقد ديني فوقها”.
واكد رئيس مجلس الاسناد ان “تنظيم داعش لم يستغرق في تفجير المراقد الدينية الأخرى سوى ساعات قليلة ، بينما استغرق تفجير النبي يونس ما يقارب (40) يوما ، وهذا يدل حفر السراديب للوصول الى قصر سرجون الذي نهب بالكامل”، لافتا الى أن “بعد التفجير قام تنظيم داعش بتشفير الارض حتى يتم طمر السراديب جيد “.
وعقدت المنظمة اجتماعاً طارئاً في باريس مؤخراً بمشاركة ممثلين عن منظمات معنية بالآثار ومهتمين من مختلف دول العالم، وشاركت وزارة الثقافة العراقية بهذا الاجتماع لتوضيح حجم الأضرار للمواقع الأثرية في الموصل.
وذكر بيان لوزارة السياحة في وقت سابق ان “الوزارة وبالتعاون مع الوزارات الساندة لها والمؤسسات والمنظمات المحلية والدولية بذلت جهودا كبيرة وأنفقت الأموال من اجل حماية المواقع الاثارية المنتشرة في العراق من عمليات النبش العشوائي والتهريب، بالإضافة الى رصد وتوثيق حركة القطع الأثرية التي هرّبت خارج الحدود أبان الأحداث التي رافقت العمليات العسكرية واحتلال العراق عام 2003 ، وما صاحبها من حالة فقدان للنظام العام وانفلات أمني تسبب بنهب المتحف الوطني العراقي وبقية المواقع الإثارية”.
كما دعت وزاة السياحة والآثار، منظمة اليونسكو المعنية بالحفاظ على الآثار والتراث العالمي ، وجميع المنظمات الدولية ذات العلاقة إلى التدخل الفوري واتخاذ كل ما يلزم من اجل حماية آثار العراق ومراقبة مواقعه الأثرية والتراثية كي لا تتكرر جريمة العصر التي طعنت حضارة العراق الانسانية عام 2003.
داعش تهرب كنوز «سرجون الاكدي» إلى إسرائيل
التعليقات مغلقة