بارزاني يدعو إلى التوافق في تشكيل الحكومة المقبلة بالعراق
السليمانية ـ عباس كاريزي:
سجل حراك الجيل الجديد بقيادة رجل الأعمال شاسوار عبد الواحد مفاجأة من العيار الثقيل، بعد أن تمكن من تحقيق نتائج إيجابية غير متوقعة في الانتخابات البرلمانية التي شهدها الإقليم أمس الأول، وفقا للأرقام الأولية غير الرسمية التي أعلنت لحد الآن.
وبينما تراجعت أصوات حركة التغيير والأحزاب الإسلامية وفشل تحالف نحو الديمقراطية والعدالة بزعامة القيادي المنشق عن الاتحاد الوطني برهم صالح من تحقيق النتائج المرجوة، حافظ حزبا الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني على تصدرهما لقائمة الأحزاب الفائزة في إقليم كردستان تلاهما حراك الجيل الجديد.
في غضون ذلك وجه محافظ السليمانية المنتمي الى حركة التغيير الكردستانية هفال أبوبكر، نداءاً إلى مفوضية الانتخابات، طالب فيه بمعالجة قانونية وحسم الشكوك والشكاوى المثارة حول النتائج الاولية غير الرسمية للإنتخابات.
ابو بكر اوضح « بدلاً من أن تجلب الانتخابات الامن والاستقرار للمواطنين، إلا أنها احدثت نوعا من الفوضى والشكوك بين المواطنين والكتل السياسية في اقليم كردستان».
وأضاف محافظ السليمانية « اوصلنا الاعتراضات والمطالب الى رئيس وأعضاء المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات وتعهدوا بإيجاد مخرج قانوني لها، مطالبا إياها الاسراع بإيجاد حل جذري وقانوني لهذه المسألة».
وكانت خمسة أحزاب كردية قد اعلنت رفضها العد الإلكتروني للأصوات، مشيرة إلى ان النتائج الاولية بعيدة عن الصحة.
واضافت كل من حراك الجيل الجديد وحركة التغيير والاتحاد الإسلامي وتحالف نحو الديمقراطية والعدالة والجماعة الإسلامية في بيان، « نرفض مجمل عملية الانتخابات لمجلس النواب العراقي ولا نعترف بنتائجها، مطالبة بإعادة عملية الانتخابات في إقلیم کردستان العراق، والمناطق المتنازع علیها».
وأضافت «لذا نعلن للجميع أن النتائج الموزعة على ممثلي الكيانات لا تمثل الواقع، وأن اصوات الأحزاب الحاكمة أقل بكثير من المعلنة، وأن قسيمة النتائج المطبوعة اخذت خارج النظام الرئيسي دون الرجوع الى النظام ومعلومات الصناديق».
بدوره رفض مسؤول جهاز مكافحة الارهاب لاهور شيخ جنكي الاتهامات التي وجهتها حركة التغيير لقواته باطلاق النار على مقر الحركة مساء امس الاول السبت، مشيراً الى انه لا يقبل من اية جهة ان تتطاول على جهة سياسية او اشخاص خارج نطاق القانون.
وادان شيخ جنكي في تصريح اطلاق النار على مقر حركة التغيير بمحافظة السليمانية، مشيراً الى انه عمل طائش، نافياً ضلوع قواته بتنفيذ مثل هكذا عمل، موضحا ان قوات مكافحة الارهاب من مسؤوليتها حماية امن وسلامة المواطنين من دون تمييز، وهي موجودة في مقراتها ولم تتحرك منها خلال الايام الماضية، مشيرا الى ان ما حصل حادث عرضي وهو عبارة عن اطلاق نار من قبل بعض الاشخاص في الهواء فرحا بنتائج الانتخابات، مبيناً ان قوات الشرطة والاسايش تحركت على الفور لحماية مقر حركة التغيير، وان الوضع الان تحت السيطرة وسيتم اعتقال اي شخص يستهدف الامن والاستقرار في محافظة السليمانية، مطالباً انصار حركة التغيير التحلي بضبط النفس، وتقديم اية شكاوى او اعتراضات لديهم الى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات.
وكان رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، حيدر العبادي، قد وجه القوات الامنية في كركوك ومحافظات الاقليم بضبط الامن والتزام الحيادية في تعاملها مع ملف الانتخابات.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، في بيان « ندعو المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، إلى اتخاذ الاجراءات السريعة بفحص الصناديق والاجهزة المطعون بها وإعلان النتائج على الرأي العام من أجل ضمان سلامة الانتخابات.
وقررت اللجنة الأمنية في مجلس محافظة كركوك، أمس السبت، فرض حظر على التجوال بعموم مدينة كركوك ابتداء من الساعة 12 من ليلة أمس.
من جهة ثانية دعا رئيس حكومة اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، مساء أمس، القوات الامنية الى تحمل مسؤولياتها وحماية جميع المقرات الحزبية في السليمانية، مناشدا في الوقت نفسه جميع الاطراف الى ضبط النفس وإيصال شكواهم الى المفوضية حول أية شكوك بشأن نتائج الانتخابات.
دعوة بارزاني جاءت على خلفية اطلاق نار حدث بالقرب من مقر حركة التغيير في مدينة السليمانية، حيث أشارت الحركة إلى أن مجموعة منفلتة قامت باطلاق النار على مقر الحركة في محافظة السليمانية.
وعلى صعيد ذي صلة اعلن وزير الهجرة والمهجرين جاسم محمد، وهو قيادي في حركة التغيير، ان ثلاث لجان للتحقيق بنتائج الانتخابات ستصل اقليم كردستان.
وقال محمد في بيان، ان اللجان ستقوم بالتحقيق في نتائج الانتخابات في اقليم كردستان، لافتا الى ان اللجان ستبحث شكاوى نتائج الانتخابات التشريعية، بعد تقديم عدد من الاحزاب طعونا في النتائج الاولية للانتخابات.
الى ذلك اصدر المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني بياناً، بمناسبة انتهاء انتخابات مجلس النواب وتحقيق قائمة الاتحاد الوطني نتائج ايجابية فيها.
وقال المكتب السياسي في بيان تلقت الصباح الجديد نسخة منه «بفرح كبير انتهت عملية الانتخابات الحرة دون أية مشكلات، وفي الختام انتصرت التجربة الديمقراطية وشعب كردستان.
وقدم المكتب السياسي شكره للمواطنين وجميع وسائل الاعلام والكيانات السياسية، مطالباً اعضاء ومؤيدي الاتحاد الوطني الكردستاني وقوات البيشمركة بالتعبير عن فرحهم بهذا النصر الكبير بالطرائق الحضارية والابتعاد عن أية مظاهر غير حضارية.
بدوره طالب رئيس حكومة إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني الى تشكيل حكومة توافقية في العراق، قائلاً « ان الحكومة العراقية القادمة ستفشل إن لم تكن توافقية، ومشكلة الكرد في بغداد ليست مشكلة مناصب بل هي مشكلة شعب كردستان».
بارزاني دعا الاحزاب والقوى السياسية الكردستانية، الى التوحد والحفاظ على وحدة الصف الكردي، عادا الوحدة شرطاً مهما للانتصار، وتحقيق مطالب الكرد على مستوى الاقليم والعراق على حد سواء.