قصائد

صافية الحلو
ترجمة ستيفاني دلال

إرث

هل اخترعتْ أمهاتنا الوحدة
أم هي من جعلت منهن أمهاتنا
أأنجبَنَا الصمت
أم البحث فقط عن تفسير لهذا السكوت؟
أمن غير المجدي الصلاة لأخوتنا
بلغة لم يتعلموها قط
بنات من نحن
إن كنا نشيخ قبل أمهاتنا؟
هل كان لأجلهم أن سمّوا أجدادنا
أبناء كانون الثاني
يصفّهم المستعمر رتلاً
ويمنحهم سنة ميلادهم حسب طولهم
لا جواب
ننحدر من رجالٍ
لا يعلمون متى ولدوا
ونساء عُرِضْنَ عليهم في الصور
أبناءهم غادروا البلاد
جربوا العاطفة
فأنجبوا بنات مليئات بلغة خاطئة
آخرون
نبدأ لأن العوالم التي قبلنا قد انتهت
أحياناً بشكل مفاجئ
وأحياناً أخرى بالاحتراق
في بعض الأوقات نكون قد نجونا والتقينا
أحياناً أخرى لا أنجو أنا
مرات قد تصبح أفضل وربما لا، وتشعر بالإرهاق من رائحة دخاني
الموتى يضربون لي جذوراً في المدن الغريبة
أتمنى لو تأتي للزيارة
أزيحُ الأشباح جانباً
لأفسح لك مجالاً في السرير
أتسلّق فوق جسدك النائم وأتوضأ في العتمة
أركع وأقول أنا آسفة
استمع إلى رجل يداعب أوتار عود محفور ومطلي
الصوت سائل يملئني
تستيقظ، وأنا أبكي
لن أدعك تسمع الأغنية
تستيقظ، وأنا أصلّي
أردد تميمةً
دون أن أقدّم لك الترجمة
بورتريه شخصي كخريطة
وما البلد إلا رسمُ خطٍ
اليوم أرسم خطاً اسود سميكاً حول عينيّ
فهما بلدٌ!
وخطاً أحمر سميكاً حول شفتيّ
فهُما بلدٌ!
والسكين التي تقطع البصل ترسم خطاً سلساً عبر إصبعي
وذلك بلد أيضاً!
والقماش الضيق يحزّ خطاً أرجوانياً ناعماً في بطني
وعندما ابتسم كأمي خطٌ أسود صغير يظهر للحظة بين أسناني الأمامية
ومقابل كلّ بلدٍ خسرته
أصنع بلداً آخر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صافية الحلو شاعرة سودانية الأصل ولدت في امريكا عام 1991، في مجموعتها الشعرية (أبناء كانون الثاني) الحائزة على جائزة «سيلرمان» لأفضل كتاب شعر افريقي، تعالج مواضيع الانتماء والهجرة والجنسية والصراع بين الهويتين.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة