متابعة ـ الصباح الجديد:
عشية انطلاق الجولة التاسعة من محادثات آستانة، أكدت وزارة الخارجية الكازاخية حضور كل الأطراف المعنية بإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، في وقت أفادت معلومات أن محافظة إدلب شمالي سورية تترقب ولادة تشكيل عسكري جديد من فصائل «الجيش السوري الحر»، بدعم رئيسٍ من تركيا.
وتُعقد الجولة الحالية في آستانة في ظل توقف مفاوضات جنيف السياسية بين النظام والمعارضة، علماً أن الاجتماع هو الأول بين ممثلي المعارضة والحكومة منذ مؤتمر سوتشي للحوار الوطني الذي نظمته موسكو، وأُقرت فيه مبادئ المبعوث الأممي لسورية ستيفان دي مستورا، وشُكلت لجنة دستورية وضعت في عهدته.
كما تُنظم هذه الجولة بعد سيطرة النظام على مناطق واسعة أمنت له محيط دمشق في شكل شبه كامل بعد معركة الغوطة الشرقية واتفاقات جنوب العاصمة، فيما بات حسم مصير مخيم اليرموك والتضامن مسألة أيام. كما استطاع النظام ضمان سلامة الطريق الدولي من العاصمة إلى كل من بيروت وحمص ومنها إلى حماة.
واستبعدت المعارضة أن تنعكس تطورات الشهرين الأخيرين وتقدم النظام على موقفها التفاوضي. وكشف رئيس وفد المعارضة إلى آستانة أحمد طعمة أن الجولة الحالية ستبحث في استكمال نشر نقاط المراقبة التركية في محافظة إدلب، وملف المعتقلين ودور الأمم المتحدة في هذا الملف. ومع استبعاده إقدام النظام على عملية عسكرية تستهدف المحافظة، أو جنوب سورية، أعرب طعمة عن أمله بتثبيت تحوّل المنطقتين إلى نظام وقف نار بدلاً من خفض التصعيد، لافتاً إلى أن ذلك يصب في مصلحة ملايين السوريين ويمنع عنهم آلة قتل النظام وغدره.
وكشف نية لإنشاء إدارة مدنية مشتركة في مناطق عملية درع الفرات وعفرين وادلب في القريب العاجل. ومع تأكيده اقرار المبادئ الرئيسة للحل في سورية من جانب القوى الدولية، استبعد طعمة التوصل إلى حل للأزمة قبل 3 سنوات.
وتؤكد مصادر أن وفد المعارضة السورية سيراهن على دعم تركي من أجل تغيير شروط اتفاق ريف حمص الشمالي الذي قضى بخروج المقاتلين وعائلاتهم بعد تلويح الروس بمصير الغوطة الشرقية، وفق مفاوضي المعارضة.
وأكدت وزارة الخارجية الكازاخية أن كل أطراف محادثات «آستانة»، بما في ذلك المعارضة المسلحة، أكد حضوره الجولة المقبلة من المحادثات. ومن المنتظر أن تستمر يومين متتالين تحت إشراف الدول الضامنة (تركيا، روسيا، إيران). وأعلن دي ميستورا أنه سيحضر الجولة الحالية، إضافة إلى وفد أردني كعضو مراقب، وفقاً لبيان الخارجية الكازاخية. وتتضمن الجولة الحالية لقاءات ثنائية وثلاثية بين وفود البلدان الضامنة، وممثلين عن النظام السوري والمعارضة.
فيما واصلت قوات النظام والميليشيات الداعمة لها قصف مخيم اليرموك والحجر الأسود والتضامن، وسط أنباء عن تباطؤ في تقدمها وتكبّدها خسائر فادحة نتيجة هجوم مضاد من مسلحي تنظيم «داعش».
وبالتزامن مع تحركات تركية لاستكمال نشر نقاط المراقبة في إدلب، بموجب اتفاق «خفض التوتر»، تترقب محافظة إدلب ولادة تشكيل عسكري جديد من فصائل «الجيش السوري الحر»، بدعم رئيس من تركيا، وفق مصادر عسكرية لـ «عنب بلدي» التي اشارت الى أن «التشكيل المدعوم تركياً ويضم فصائل (الحر) في الشمال، وأبرزها جيش إدلب الحر، وجيش العزة، وجيش النصر، والفرقة الساحلية الأولى»، بالإضافة إلى «فيلق الشام» الذي يرأس التشكيل، والذي دخل إلى التحالف العسكري الجديد بعد ضغوط كبيرة. وأضافت المصادر أن التشكيل يستثني «جبهة تحرير سورية» و»هيئة تحرير الشام».
وتفيد معلومات متقاطعة، بأن تركيا تسير في رسم هيكلية عسكرية جديدة لفصائل إدلب، على غرار مناطق «درع الفرات» شمال حلب.