جبار علي حسين اللعيبي
وزير النفط
نضع بين أيديكم، في هذه السطور، جانباً من الإنجازات والمشاريع المتحققة في القطاع النفطي، خلال الأعوام القليلة الماضية. فعلى الرغم من حجم التحديات الكبيرة التي واجهت بلدنا العزيز، بشكل عام، والقطاع النفطي بشكل خاص، كان العاملون في النفط بمستوى المسؤولية المهنية والوطنية، واستطاعوا مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية والمالية والظروف الطبيعية بثبات وصبر وحلم وتفانٍ وعطاء ومسؤولية، فكان الإنجاز النفطي يتحقق هنا وهناك
. إن حجم المسؤوليات الملقاة على عاتق وزارة النفط كبيرة وعظيمة، منها ما يتعلق بمسؤولية تحقيق أعلى الإيرادات المالية التي ترفد بها الموازنة الاتحادية، من خلال تصعيد الطاقات الإنتاجية وإدامة الصادرات النفطية الى خارج العراق ،ومنها ما يتعلق بتوفير المشتقات النفطية لجميع محافظاتنا العزيزة بما فيها المدن المحررة، فضلاً عن مهام ومسؤوليات الوزارة الأخرى التي تحضى باهتمامها وأولوياتها ومنها النهوض بالبنى التحتية المتهالكة وتطوير الرقع الاسكتشافية وتعظيم الاحتياطي النفطي والغازي والاستثمار الأمثل للغاز المصاحب للعمليات النفطية والتواصل مع الشركات العالمية العاملة على تطوير الحقول النفطية في العراق. فضلا عن السعي الى استقطاب الاستثمارات الخارجية والتعاون مع الشركات العالمية للنهوض بالصناعة النفطية والغازية، وكذلك تعزيز دور العراق في منظمتي “أوبك” و “أوابك” وتطوير العلاقات مع دول الجوار والعالم.
منذ تسنمنا وتشرفنا بمسؤولية أدارة وزارة النفط، قبل عامين من الآن ..حرصنا على مواصلة الليل بالنهار من أجل تعويض ما فاتنا وانتهاج ستراتيجية التنفيذ المباشر واعتمادا على الامكانيات المتاحة ، وبفضل روح الإصرار والتحدي نجحنا في تحقيق ماكان يعتقد انه مستحيل . نقف اليوم بإحترام واعتزاز وتقدير أمام عدد كبير من صور الإنجازات الكبيرة والمشاريع المهمة التي تم تحقيقها خلال هذه الفترة القياسية، وهو ما يَصح أن نطلق عليه: الإنجاز في زمن التحديات والظروف الصعبة. إذن، من حقنا الاعتزاز والفخر بما تحقق وبالجهود الوطنية المخلصة التي ساهمت وشاركت معنا في تحقيق كل ذلك، إنه أول الغيث من العمل واكتشاف المهارات والطاقات الوطنية التي كانت تحتاج الى الكثير من الدعم والرعاية والثقة من أجل تحقيق المستحيل، وهذا ما فعلناه ونجحنا فيه، نحن في سباق مع الزمن.. من أجل النهوض بالصناعة النفطية والغازية وتحقيق الأمل المنشود. لم يقتصر نجاح عملنا على إعادة المنشآت النفطية والحقول والمصافي والمستودعات والأنابيب المتضررة أو المدمرة الى وضعها السابق، في زمن قياسي فقط، بل كان علينا توفير المشتقات النفطية لمواطنينا في أنحاء البلاد كافة، والقضاء على الأزمات هنا وهناك. ونجحنا كالعادة في الاختبار الصعب، فضلاً عن إدامة الإنتاج وتصدير النفط الخام والغاز السائل والمكثفات. ولعل أهم ما يميز المرحلة الحالية، تفعيل نشاط الاستثمار الأمثل للغاز المصاحب للعمليات النفطية من خلال زيادة الإنتاج وتقليل حرق الغاز، حتى وصل حجم الاستثمار الى أكثر من 60%، ولم يتبق منه إلا نسبة 40%؛ إذ وضعنا الخطط الطموحة لاستثمار الكميات المتبقية من الغاز المصاحب للحقول النفطية، وإيقاف حرق الغاز نهائياً عام 2022 في محافظات ذي قار وميسان وواسط والبصرة، من خلال توقيع عدد من العقود النفطية مع الشركات العالمية الرصينة، منها شركة “بيكر هيوز” و”جنرال الكتريك” و”أوريون” الأمريكية وغيرها. أما قطاع التصفية، فقد شهد الكثير من الإنجازات والفعاليات منها إضافة عدد من الوحدات الإنتاجية للمصافي في الوسط والجنوب، إضافة الى تأهيل وإعادة إعمار المصافي والمستودعات في محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين ومنها: القيارة وحديثة والصينية والكسك والصمود “بيجي” وغيرها. كذلك تم تفعيل الاستثمار في هذا القطاع من خلال دعوة الشركات الى بناء مصافي في محافظات نينوى والانبار وصلاح الدين والبصرة وذي قار وميسان وكربلاء وكركوك وواسط والمثنى وغيرها، والعمل على انتقال العراق من بلد مستورد للمشتقات النفطية الى مصدّر لها. لم يقتصر عملنا على تلك المجالات التي ذكرناها سلفاً، بل شمل أيضاً الاهتمام بالتدريب وتطوير كفاءة العاملين في القطاع النفطي، وتوفير البيئة السليمة والحياة الحرة الكريمة لهم، للعمل والإبداع والإنجاز، ليس في ساحات العمل فقط، بل العمل على بناء المجمعات السكنية وتوزيع الأراضي السكنية بين موظفي القطاع النفطي وغير ذلك من الخدمات. أما على صعيد الخدمات المقدمة للمواطنين فقد كانت الوزارة سباقةً في تقديم الدعم المادي والمعنوي ورعاية قطاعات الصحة والتعليم والخدمات في عدد من المحافظات، وذلك من خلال توفير الأجهزة والمعدات للمستشفيات والدوائر المعنية، فضلاً عن القيام بحملات للارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة الى المواطنين والتخفيف من معاناتهم. اما في منازلة الشرف ومحاربة العصابات الإرهابية كان للعاملين في القطاع النفطي دور مهم في إسناد قواتنا الأمنية والعسكرية بجميع صنوفها وتشكيلاتها وأبطال الحشد الشعبي والتواجد معهم في ساحات القتال، فضلاً عن قيام اللجنة المركزية لدعم الحشد الشعبي في وزارة النفط بالعديد من المبادرات الإنسانية والاجتماعية لدعم هذه الشريحة البطلة وعوائلهم وجرحاهم الأبطال. كما نجحنا في تعزيز دور العراق في منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك”، والتعاون مع دول الجوار والعالم وتوقيع عدد من الاتفاقيات لتوسيع آفاق التعاون المشترك بما يخدم المصالح المشتركة. محطات عدة تجاوزناها بهمّة وغيرة أبناء القطاع النفطي.. وما زال أمامنا الكثير. العراق بلد واعد في الصناعة النفطية والغازية والبتروكيماويات، لذا نعاهدكم على الاستثمار الأمثل لهذه الثروة، من أجل تعزيز الاقتصاد الوطني، وبناء مستقبل أفضل لبلدنا وشعبنا. سلامٌ على العراق وشعبه المعطاء.. سلامٌ على أرض الرافدين سلامٌ على شهداء العراق.. رمز البطولة والفداء سلامٌ على رجال القطاع النفطي ومجاهديه
العاملون في النفط.. رجال التحدي والإنجاز
التعليقات مغلقة