هديل خير الله .. عراقية تحدت الظلام وأضاءت حياتها بالعمل والابداع

بغداد – سمير خليل:
بالرغم من انها حرمت من نعمة البصر الا انها عوضت ذلك وأكثر من خلال نشاطها وابداعها المتنوع بين الانساني والعلمي والتربوي والاعلامي والفني، تسلحت بثقة كبيرة بنفسها وعملها وقررت خوض التحدي ضد حرمانها من البصر.
هديل خير الله انموذج العراقية الشجاعة المكافحة ،مواليد 1987 ،ماجستير لغة عربية من الجامعة المستنصرية ،مسؤولة اعلام وعلاقات منظمة البصيرة الثقافية لرعاية المكفوفين ،عملت على تعليم المكفوفين استعمال الآي فون حساب أبل آيدي ،اقامت دورات للمكفوفين لتعليم الكتابة بطريقة برايل ،سجلت بصوتها مناهج دراسية لطلبة الصف السادس الابتدائي بطريقة برايل ، عضو لجنة طباعة وتنقيح القرآن الكريم بطريقة برايل ، مدرسة للمكفوفين ، عضو مجلس ادارة هيئة رعاية ذوي الاعاقة ،هديل تطمح وتتمنى ان تكمل مشروعها العلمي بنيل شهادة الدكتوراه واعتلاء منصة الاستاذية في احدى الجامعات العراقية .
هديل تحدثت لـ (الصباح الجديد) عن تجربتها الحياتية فقالت ،»خلال عملي في منظمة البصيرة الثقافية لرعاية المكفوفين قدمنا عروضاً وبرامج متنوعة منها (طريق النور) والذي كان يرمز للبصيرة ،من خلال صوتي والنصائح التي اقدمها اقود انساناً كفيفاً من حلكة الظلام لمنحه بصيص امل ،كذلك عملت مع جمعية السراج لرعاية المكفوفين في كربلاء ،كنت صديقة ومتعاونة معهم معنوياً ،وعملت على تسليط الضوء على نشاطات هذه الجمعية وشاركت معهم في فعاليات مسرحية واذاعية «.
*وعملك في المسرح؟
« اولًا شاركت مع الجمعية في مسمع تمثيلي اذاعي عن رسالة جامعية ، اعددت المشهد التمثيلي وشاركت بالتمثيل فيه ،بعدها التقيت بالكاتب لؤي زهرة والفنان المخرج عباس شهاب وطرحت علي فكرة المشاركة في مسرحية خاصة بالمكفوفين فوافقت على الفور بعد ان اعجبتني التجربة وقررت خوضها فكانت مسرحية (نحن هنا) ،وبالرغم من ان تمارين المسرحية امتدت قرابة الشهرين الا ان العمل فيها علمني اشياء كثيرة افتقدها ،تعلمت الايماءات والعلاقة بيني وبين المكان الذي اقف فيه ،كذلك حساب المسافة بيني وبين الجمهور والاهتمام بالصوت والالقاء ،حماستي لهذه التجربة افادتني خلال نشاطي وحركتي التي اصبحت اكثر سهولة ،اما دوري في مسرحية (نحن هنا) فانا اجسد شخصية فتاة كفيفة مضطهدة ترتبط بشاب كفيف ايضا لكنهما يواجهان عوائق كثيرة لم تثنهم عن مكافحة الفساد وكشف الفاسدين وكذلك تسليط الضوء على السحرة والدجالين ممن يستخفون بعقول الناس ، برغم كل هذا فانا افضل ان اكمل مشروعي العلمي قبل الاهتمامات الاخرى واحقق ما اصبو اليه علمياً ،وانا افضل التلفزيون والمسلسلات التي يعرضها وكم كنت اتمنى ان اجسد شخصية الفنانة الخليجية شجون الهاجري في مسلسل (سامحني خطيت) ،فعلا كنت اتمنى ان اكون بطلة لهذا المسلسل «.
*واهتماماتك الاخرى؟
« أنا ربة بيت جيدة اقوم بالأعمال الخاصة ببيتنا، كما أنى متذوقة للشعر واسمع منه الكثير لعلاقته بتخصصي العلمي باللغة العربية وهو يفيدني في تحسين لغتي وطريقة القائي، كذلك انا اهتم بالأعلام واعده بالغ الاهمية في تسليط الضوء على الانشطة المختلفة كما انه يقربني من الاحداث التي يمر بها العراق والعالم ومن خلال عملي كمسؤولة اعلام وعلاقات منظمة البصيرة الثقافية لرعاية المكفوفين في بغداد كنت اتواصل مع الاعلاميين ووسائل الاعلام المختلفة «.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة