مطالبات بإبعاد ملف اللاجئين عن المعترك الانتخابي في تركيا
نينوى ـ خدر خلات:
أثار وعد وتعهد من مرشحة للرئاسة التركية مخاوف أكثر من 100 ألف لاجئ عراقي بتركيا، في حين دعا ناشط موصلي الى إبعاد ملف اللاجئين العراقيين عن المعترك الانتخابي ومراعاة وضعهم الإنساني بعيدا عن المزايدات الانتخابية.
ونقلت وكالات إعلامية عن زعيمة حزب “إيي” (الجيد) التركي المعارض، مِرال أقشَنر، تعهدها بإعادة اللاجئين السوريين والعراقيين إلى بلادهم حال فوزها في انتخابات 24 حزيران/ يونيو المقبل، معيدة إلى الأذهان تعهّدات حزب “الشعب الجمهوري” في الانتخابات السابقة.
وجاء تصريح أقشَنر خلال خطاب أمام حشد من أنصارها في ولاية مرسين جنوبي تركيا، والتي تضم عددًا كبيرًا من اللاجئين، وزعمت أقشَنر أن هؤلاء اللاجئين يعيشون في الوقت الراهن بمرسين بسبب السياسات الخاطئة التي انتهجها رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، وأضافت “أتعهّد لكم من هنا، إذا انتُخبت رئيسة للجمهورية سوف نفطر مع أشقائنا السوريين في رمضان 2019 بسوريا إن شاء الله”.
و أعاد تصريح اقشنر إلى الأذهان محاولة رئيس حزب الشعب الجمهوري “كمال قليجدار أوغلو”، تحريض المجتمع التركي ضد السوريين بحجة أن حكومة حزب “العدالة والتنمية” تهدر الأموال عليهم بدلاً من استعمال هذه الأموال في زيادة رفاهية الشعب التركي.
وبحسب تقرير لمعهد الإحصاء التركي (تويك) نشره في الثاني من فبراير/شباط الجاري، فإن عدد العراقيين بتركيا يبلغ 93 ألفا وسبعمئة نسمة، من أصل 650 ألفا وثلاثمئة أجنبي يقيمون في البلاد، بخلاف السوريين البالغ تعدادهم ثلاثة ملايين نسمة، فيما تذكر التقارير الرسمية التركية أن هجرة العراقيين إلى البلاد شهدت ارتفاعا ملحوظا منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003، لكن العدد الأكبر من المهاجرين وصلوا إليها بعد سيطرة تنظيم داعش الارهابي على مدينة الموصل في حزيران 2014.
أما المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، فقد أعلنت في أيلول الماضي أن عدد العراقيين المسجلين لديها في تركيا بلغ 126 ألفا و750 نسمة، بينهم 27 ألفا وستمئة سجلوا بصفة لاجئ، و99 ألفا و140 يحملون صفة طالبي لجوء.
من جانبه، قال الناشط الحقوقي الموصلي محمد حسين الحيالي الى “الصباح الجديد” ان نسبة كبيرة من اللاجئين العراقيين هم من اهالي محافظة نينوى، من الذين هربوا من الحروب والوضع الامني الذي كان مترديا بشكل كبير بعد عام 2003، وارتفعت وتيرة الهجرة نحو تركيا بعد 2014″.
واضاف “بلا شك هنالك مئات من اللاجئين العراقيين في تركيا من المطلوبين للقضاء العراقي بسبب تورطهم بجرائم تنظيم داعش الارهابي، وهؤلاء لن يعودوا الى العراق، لكن الاغلبية من اللاجئين، ابرياء لا ذنب لهم سوى انهم سئموا من الاوضاع الامنية المتدهورة في الموصل وغيرها”.
ودعا الحيالي الى “إبعاد ملف اللاجئين العراقيين في تركيا عن المعترك الانتخابي والمزايدات الانتخابية والسياسية، حيث ينبغي التعامل مع هذا الملف من منطلق انساني بحت”.
منوها الى انه “ليس كل اللاجئين العراقيين عالة على وكالات الاغاثة التركية، بل بينهم اثرياء واغنياء اسهموا بتنشيط الاقتصاد التركي ولو جزئيا من خلال الاستثمار، ولديهم شركات في شتى القطاعات الاقتصادية والصناعية، ويخدمون تركيا واقتصادها، وستكون اعادة هؤلاء الى بلادهم خطأ كبيرا، كما ان الكثير من اللاجئين العراقيين في تركيا فقدوا منازلهم ومصادر رزقهم في العراق، وستكون عملية اعادتهم تجديدا لمآسيهم ومعاناتهم”.
وبحسب بيانات نشرتها مؤسسة الاحصاء التركية في نهاية نيسان الماضي فقد تصدر العراقيون قائمة الأجانب الأكثر شراء للعقارات التركية، يليهم السعوديون ثم الإيرانيون والأفغان، ما انعكس سلبا على سوق العقارات العراقية وأدى إلى تدني أسعارها بشكل لافت منذ مطلع السنة، وأظهرت بيانات نشرتها المؤسسة اياها ارتفاع مبيعات العقارات للأجانب 15.8 في المئة خلال آذار/ مارس الماضي واستمرار تصدر العراقيين قائمة المشترين، مبينة ان العراقيين تصدروا قائمة الترتيب بشراء 348 عقارا في آذار، يليهم السعوديون بشراء 181 عقارا، ثم الإيرانيون بشراء 156 عقارا، فالروس بـ120 عقارا والأفغان بـ108 عقارات.
وبحسب تقارير اعلامية فان النسبة الأكبر من اللاجئين العراقيين تتوزع على محافظات شمال ووسط الأناضول، مثل سامسون وتشوروم والعاصمة أنقرة وإسكي شهير، كما تتواجد تجمعات كبيرة في الولايات المحاذية لبحر مرمرة، خاصة في بورصة وكوجالي وصولا إلى إسطنبول في الشمال الغربي، وتتواجد أعداد كبيرة أخرى من العراقيين في أفيون (وسط غرب تركيا)، وفي الولايات الجنوبية الشرقية ومنها شانلي أورفة وغازي عنتاب وماردين وديار بكر التي تختلط فيها الأعراق العربية والتركية والكردية والتركمانية