روحاني يتراجع عن تهديدات طهران بالتخلّي عن «النووي»
متابعة ـ الصباح الجديد:
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه سيعلن خلال الساعات المقبلة قراره بشأن الاتفاق النووي الإيراني، في وقت أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس أن بلاده مستعدة لالتزام الاتفاق النووي المُبرم مع الدول الست، ولو انسحبت منه الولايات المتحدة، مشترطاً أن يضمن الاتحاد الأوروبي «مصالح» طهران.
وقال مسؤول في البيت الأبيض إن ترامب قد يعلن انسحابا جزئيا من الاتفاق، وأن يمضي في فرض العقوبات على إيران.
وانتقد ترامب مرارا الاتفاق الذي يهدف إلى الحد من برنامج إيران النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
ويأمل الأوروبيون في التوصل إلى تسوية في محاولة لإنقاذ الاتفاق، إذ حثت فرنسا وبريطانيا وألمانيا الولايات المتحدة على عدم التخلي عنه.
وتبذل بريطانيا وفرنسا وألمانيا جهودا مكثفة في محاولة للإبقاء على الاتفاق النووي الإيراني الذي أبرم خلال فترة ولاية الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما ووقعت عليه روسيا والصين أيضا.
وقال ترامب إن بنود الاتفاق متساهلة للغاية وتحد من نشاطات إيران النووية لمدة محدودة فقط كما تخفق في منعها من تطوير صواريخ باليستية.
وحذرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ترامب من مغبة الانسحاب من الاتفاق النووي.
وقال ماكرون إنه يتفق على أنه كان يتوجب أن التعامل مع ما يقلق ترامب، مضيفاً أنه يخشى من انسحاب الأخير من الاتفاق النووي.
بالمقابل أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس الاول الاثنين أن بلاده مستعدة لالتزام الاتفاق النووي المُبرم مع الدول الست، ولو انسحبت منه الولايات المتحدة، مشترطاً أن يضمن الاتحاد الأوروبي «مصالح» طهران. وشدد روحاني على أن ايران «ستقاوم بضراوة» ضغوطاً أميركية لكبح نفوذها الإقليمي، فيما تعهدت فرنسا وألمانيا تطبيق الاتفاق والسعي إلى «إنقاذ».
ويشكل موقف روحاني تراجعاً عن تصريحات لمسؤولين إيرانيين، لوّحت بالخروج من الاتفاق إذا انسحبت منه واشنطن، علماً أن موقف الأول يأتي قبل أيام من انتهاء مهلة في 12 الشهر الجاري، حددها الرئيس الأميركي دونالد ترامب للترويكا الأوروبية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) لإصلاح «عيوب جسيمة» في الاتفاق المُبرم عام 2015، مهدداً بالانسحاب منه.
وقال روحاني: «لسنا قلقين من القرارات الأميركية المجحفة. نحن مستعدون لكل الاحتمالات واتخذنا الإجراءات المناسبة ولن يحدث أي تغيير في حياتنا الأسبوع المقبل. إذا أمكننا الحصول على ما نريد من الاتفاق من دون أميركا، ستبقى إيران ملتزمة الاتفاق. ما تريده أن يضمن الموقعون غير الأميركيين مصالحنا… في هذه الحالة، التخلّص من الوجود الأميركي المؤذي سيكون مناسباً لإيران. ولكن إذا لم يتحقق ذلك ستمضي طهران في طريقها».
واعتبر أن واشنطن «ستدرك خطأها الاستراتيجي حالما تقترف حماقاتها، وستكون اكبر خاسر»، وتابع في إشارة إلى الأميركيين: «إذا أرادوا التأكد من أننا لا نسعى إلى قنبلة نووية، قلنا لهم مراراً وتكراراً إننا لا نسعى ولن نسعى… ولكن إذا أرادوا إضعاف إيران والحدّ من نفوذها، سواء في المنطقة أو العالم، فستقاوم بضراوة».
ونبّه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى أن ردّ بلاده «القاسي على انتهاك الاتفاق النووي لن يسرّ أميركا»، فيما حذر الناطق باسم الوزارة بهرام قاسمي الولايات المتحدة من أنها «ستدفع ثمناً باهظاً إذا انسحبت من الاتفاق». ونفى معلومات أفادت باتفاق جديد بين ايران وأوروبا، مشيراً إلى أن محادثات أجراها الجانبان في روما «هي متابعة لمحادثات في ميونيخ للتوصل إلى حلّ سياسي في الشأن اليمن»».
وتعهدت برلين وباريس التزام الاتفاق النووي، ولو انسحبت منه واشنطن، إذ اعتبر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن الاتفاق «يجعل العالم أكثر أمناً، ومن دونه سيكون أقل أمنا»، لافتاً إلى تقديم «اقتراحات جيدة» في الأسابيع الماضية لإنقاذه. وأضاف: «نخشى أن يؤدي الفشل إلى تصعيدٍ، سنتعامل مع القرار (الأميركي)، لكننا نريد التزام الاتفاق».
أما وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان فرأى أن «لا مبرّر للانسحاب من الاتفاق، وسنبقى نحاول إقناع أصدقائنا الأميركيين به»، وزاد: «نحن مصممون على إنقاذ الاتفاق، إذ يقينا من الانتشار النووي ويشكّل وسيلة جيدة لتفادي امتلاك ايران سلاحاً نووياً. نرى وجوب احترام الاتفاق ونعتزم الاستمرار في التزامه، أياً يكن القرار الأميركي».
في واشنطن، أقرّ وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون بـ»نقاط ضعفط في الاتفاق، معتبراً أن لدى ترامب «وجهة نظر محقة في شأن وجود ثغرات، ووضع العالم أمام تحدِ».
واستدرك: «يمكن التشدد مع ايران ومعالجة هواجس الرئيس، من دون التخلص من الاتفاق برمتهط. وأضاف: «تعمل بريطانيا مع إدارة ترامب وحلفائنا الفرنسيين والألمان لضمان إصلاح (الاتفاق). أعتقد بأن إبقاء القيود التي يفرضها على البرنامج النووي لإيران سيساهم أيضاً في التصدي لسلوكها العدواني في المنطقة. أثِق بأمر واحد: كل بديل مُتاح أسوأ. المسار الأكثر حكمة سيكون تحسين القيود بدل كسرها. وحدها ايران ستستفيد من التخلّي عن القيود على برنامجها النووي».